في لحظات ضبابية، اختلطت فيها الاوراق، وضاعت الحقيقة، وتصارعت القوي وقفت مصر مذهولة تتلفت حولها في محاولة لاكتشاف الصواب والخطأ والتفرقة بين الابيض والاسود.. كل ما فيها حائر. في تلك اللحظات جاءت قوي غامضة مسرعة من اعماق التاريخ، كانت تختبئ تحت الارض، بآثامها واخطائها وافكارها الغريبة واسلامها الملطخ بالدماء المزين بالاغتيالات والانفجارات.. وجدت اللحظة المناسبة لتحقيق حلمها، قفزت عاليا لتعلو كل الفرقاء والمتنازعين علي من قام بالثورة ومن قتل الشهداء وتنجح في ركوب الحكم، ترتدي ثوبا جديدا ابيض تدعي انه النقاء والطهارة.. تنهمر منها دموع التماسيح وتعد بغد مشرق فيه العدالة والسماحة والمشاركة والحق.. ولم تمض الا ايام قليلة حتي انكشف وجههم القبيح وظهرت حقيقتهم الفاجرة وفي سرعة البرق سيطروا علي كل شيء.. علي مفاصل الدولة واجهزتها ومقدراتها.. استباحوا المقدسات باعوا تراب الوطن قسموا ارضه ونهبوا خيراته اتخموه بمخازن السلاح ورفقاء التدمير ومن يجيدون فنون التخريب.. فتحوا السجون ليخرج منها القتلة والسفاحون واللصوص ليملأوا البلاد بالفوضي والافكار الغريبة والفتاوي الهدامة. وقبل أن تذوب مصر وتضيع.. أراد الله لها ان تبقي.. كتب لها الحياة من جديد.. بعث لها ابنا طاهر اليد والفكر، يغلي الدم في عروقه غيظا لما حل بها.. وأنقذها في اللحظة الاخيرة من السقوط في نفق مظلم مجهول النهاية. وسطعت شمس الحقيقة بعد طول ظلام فمصر باقية خالدة يحميها الله.. وكما تحقق حلمهم فجأة وفي لحظة.. ضاع فجأة وضاع معه الحكم والامل في استمراره مئات السنين.. كل ما خططوا لها باتقان ضاع مع الحلم وكما جاءوا من تحت الارض، ضمتهم جدران السجون ملوثين بابشع القضايا ارتكبوا ما لم ترتكبه جماعة حاكمة ولاول مرة في التاريخ نري رئيسا يتجسس ضد شعبه ويتخابر علي وطنه. ركبتهم العصبية.. اصيبوا بالجنون والهياج ومس من الشيطان.. جربوا كل الوسائل اخرجوا كل ما في جرابهم وتحايلوا تساقطت دموعهم انهارا.. ادعوا ان الآخرين اغتصبوهم، أنكروا كل ما فعلوه حتي مذهبهم وهويتهم وديانتهم.. ولما فشلوا لم يجدوا الا ان يتحالفوا مع الشيطان مع الجماعة الارهابية التخريبية باعوا انفسهم للشيطان.. مارسوا الخطايا السبع المميتة وما دونها من الخطايا التي عرفها المذنبون علي مر التاريخ.. تخريب، حرق، تدمير، تفجير،تفخيخ، تهديد، تآمر وقعوا كل الصفقات مع الشيطان، نصبوا وكذبوا وتحايلوا مقابل نشوة الحكم الذي ولي.. اتفقوا مع من اراد خراب مصر »يا نحكمها يا نحرقها« مجرمون ملتحون ينفذون تعليمات تنظيم دولي مجرم مخرب يكره الاستقرار.. تظاهرات شرسة تستهدف الشرطة لاسقاطها من جديد، شائعات ساذجة تستهدف الوقيعة بين قيادات الجيش، تعطيل خارطة المستقبل لضمان بقاء الفوضي، تدبير وتنفيذ محاولات اغتيال لرموز القوة والكلمة، اثارة الفتنة بين الشباب والسلطة، اصرار علي تردي مصادر المعيشة عقابا للشعب الذي لفظهم، تحالف مع تنظيمات تكفيرية خارجية للاستفادة من خبراتها في تنوع مظاهر العنف. مخططات الإرهابيين معروفة ومكشوفة ومهما كانت صعوبة مواجهتها فإن القضاء عليها امر تحتمه قوة الدولة وإرادة الشعب وهما في خندق واحد.. هدفهم تخويف المصريين من النزول للشوارع احتفالا بثورة 25 يناير.. جاء برد فعل معاكس فالكثيرون يتواجدون في اماكن الانفجارات دعما للجيش والشرطة وخارطة الطريق.. استنكار عالمي وعربي لاحداث الخميس الماضي وهو اعتراف بان ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية حقيقية وليس انقلابا.. جماعة بيت المقدس التي كونتها حماس لتحرير القدس تحولت الي قنابل ومتفجرات ضد مصر وشعبها وممتلكاتها بعد ان استغنت عنها حماس وطردتها الي سيناء.. ضبط شقيق وائل غنيم مشاركا في مسيرة للتنظيم الارهابي بمدينة نصر ابطل محاولة وائل للتنصل من خيانة وطنه وانقلابه علي مصريته.. الأحمق من لا يستفيد من اخطائه وستبقي مصر قوية صامدة، باقية في ضمير البشرية.. تحيا مصر.