عندما بدأت »الاعلانات« في الانتشار السرطاني الذي دمر شاشات التليفزيون حاول الإعلاميون المحترمون الابقاء علي نشرات الاخبار بعيدا عن هذا الغزو المدمر، خاصة نشرات الاخبار بتليفزيون الدولة. واستطاعت هذه الجهود أن تحمي نشرات الأخبار في تليفزيون الدولة لفترة، وعندما اشتد الضغط لاقتحام الاعلانات هذه النشرات اقترح خبراء الاعلام حلا وسطا يحفظ لنشرات الاخبار بتليفزيون الدولة قدراً معقولاً من الاحترام بقبول عرض نوعيات معينة من الاعلان خلال نشرات الاخبار، مثل لوحات اعلانية عن شركة طيران مثلا تسبق النشرة الجوية أو لوحات لاسماء بنوك تسبق النشرة الاقتصادية وهكذا. وحقق هذا الحل الوسط وضعا معقولاً يرضي وكالات الاعلان التي تسعي للسيطرة الكاملة علي الشاشات ويقبله في نفس الوقت الاذاعيون المحترمون المقاتلون في سبيل الابقاء علي الحد الادني من الاحترام لنشرات الاخبار الرسمية بتليفزيون الدولة. واخيرا نجحت وكالات الاعلان في فرض منطقها علي تليفزيون الدولة وتمكنت من اختراق آخر المواد المحترمة وهي نشرات الاخبار هذه الايام، اقتحم اعلان المبيدات الحشرية نشرات اخبار تليفزيون الدولة في تحد واضح لكل القيم والمعايير المهنية التي تحاول المحافظة علي الحد الادني من الاحترام لتليفزيون الدولة؟! فهل بلغ الهوان الي هذا الدرك؟!