أيام ليس أكثروتجد من يطرق بابك يتوسل اليك أن تتفضل وتتعطف مشكوراً لقبول الوظيفة " الأبهة " التي يعرضها عليك... فارس أحلامك يدق بابك - ليلاً - طالباً "القرب" والشقة والمهر حتي السيارة ملك يمينك بس إنت إقبلي. أخيراً تجد سريراً في مستشفي 5 نجوم يضع نهاية لامراضك المزمنة التي تعايشت معها وعايشتك أياما وليالي بطول سنوات عمرك المديد... ومن قبل ذلك شقة فاخرة تنتظر معاليك علي كورنيش النيل - إذا ما بقي نيل بعد سد الاحباش الشهير بالنهضة - أو فيلا فاخرة داخل " كومباوند " وما أكثرها الآن في بر مصر المحروسة... "شبيك لبيك" عبدك وخادمك بين أيديك... طلباتك أوامر... أحلامك "دستور" حياتنا... فقط أيام وبمجرد إقرار " الدستور " الجديد ستتحقق كل أحلامك... أمانيك في حياة "كريمة "... غد أفضل... مدينة فاضلة لا يأتيها الفساد من بين يديها ولا من خلفها... تعود المحبة... الأمن والأمان ومعها عسكري الدرك... تنتظم حركة المرور... يختفي " التوك توك" الشهير من أعلي الكباري... يعود " الميكروباص " ومعه أتوبيس هيئة النقل العام الي الوقوف في المحطات... يستعيد ميدان " التحرير" ومن قبله ميادين مصر جمالها بعدما هجرها الباعة الجائلون - الذين لم يعودوا كذلك -... تعليم علي أعلي مستوي في انتظار أبناء سيادتك... ومن بعد ذلك ومن قبله تختفي كل مظاهرات الجماعة الارهابية إياها تماماً... لا تعتقد أن كل ذلك "كلام في الهوا"... أضغاث أحلام... إنه الواقع ينتظرك... فقط "نعم" للدستور... أيام وليال وحملات الترويج لدستور طال انتظاره لاتنتهي حتي تبدأ... كل شيء مؤجل حتي إشعار آخر يحدده التصويت علي الدستور... لا تتعجل كل مشاكلك التي فشلت وأفشلت كل الحكومات السابقة والحالية وربما المستقبلية ستحل خلال 24 ساعة... فقط "نعم" للدستور... اللهم لا اعتراض ولا مانع أن يكون هنالك " دستور" يرسم ملامح وطن يوشك أن يضيع بيد أبنائه... لكن أن يكون ذلك الدستور المنشود والمنتظر " عصي" سيدنا موسي عليه السلام التي تنهي في لحظات بمجرد " نعم " كل مشاكلنا... تأتي بأحلام الغلابة والبسطاء الذين راحوا ضحية غباء الطرفين... " جماعة" خدعتنا عن جدارة لسنوات وفشلت فشلاً غير مسبوق أو ربما أفشلت... وحكومة أغبياء لا تعي ما تصنع بنا وجل همها ودينها أن الحل " الأمني " سيأتي بما لم يأت به الأوائل... رفقاً بنا وبمصر... لا دستور ولا "دياوله" يستطيع أن يحيل وطن علي حافة الهاوية بين طرفة عين وانتباهتها الي ما نحلم... ما أكثر الدساتير التي وضعت وكلها كان مصيرها " التطبيق " لكن علي الأرفف وداخل أدراج الخزائن... ما يحيا الوطن فقط التطبيق علي أرض الواقع... مانحتاجه سنوات وسنوات من العمل بالدستور حتي يبدو في نهاية النفق المظلم بصيص من نور يقودنا الي وطن نحبه ونتمناه جميعاً.