العجوز: حتي الان اجدني غير مصدق.. اضغاث احلام لا أدري.. هو المستشفي ذاته افتتحه قبل سنوات.. هنا كان الجميع يهتف.. يهرول.. يعفر رأسه بين قدميه طالبا كلمة »نظرة« ابتسامة وهو يتعطف علي هذا.. ويتجاهل ذاك.. الآن يرقد تحاصره نفس الوجوه وان اختلفت من الحراسة إلي الحصار!! الشاب: اعتقد انه فصل اخر في مسلسل تهدئة العواطف الثائرة.. سرعان ما يمر!! العجوز: ربما.. لكن كم يساوي الاختلاف بين الامس والدنيا تحت قدميك »وبالروح بالدم نفديك«.. واليوم والهتافات تطاردك »هو يمشي..مش هنمشي«؟ الشاب: بعض الحكام في عالمنا الثالث لايعولون كثيرا علي الهتافات وكلها نفاق مايهم فقط دوام السلطة و»الصولجان« .. واذا ذهبنا وانفض السامر .. وذهب الكرسي »الملتصق« وهو نادراً .. تظل فوائده.. مغارة »علي بابا« يغترف منها وابناؤه واحفاده حتي الجيل العاشر واكثر!! العجوز: إذا ذهب العمر.. هل تغني عنه أمواله أقصد اموال الشعب فشيئاً؟! يخرج من كتاب التاريخ إلي »مزبلته« تطارده اللعنات بطول البلاد وعرضها وكلما أتي ذكره لايكون نصيبه سوي مزيد من الدعوات غير الصالحات بعيداً عن لقب »المرحوم« الذي لن يناله بدخوله قبره »المكيف«!! الشاب: دعك من كل هذا.. 03 عاماً وأكثر والدنيا ملك يمينك تأمر.. تطاع..كل شيء تحت قدميك وان كان »لبن العصفور« كما يقولون. العجوز: وماذا بعد.. والآن تطاردك نظرات الاحتكار والكراهية. الشاب: انها الايام نداولها بين الناس.