مصطفى يونس كنت انتقده بشدة رغم روعة ادائه وتمثيله.. اصفه بانه مثال للبلطجة والخروج علي القانون.. معلم سيئ للاجيال القادمة.. فهو " الالماني.. وعبده موتة.. وقلب الاسد ".. فأنا من قمت بنشر خبر مفصل حول عملية ضبطه بسلاح خرطوش بأحد كمائن القاهرة بعد ان تلقيت اتصالا من اللواء عصام سعد مدير مباحث العاصمة.. لكن تغير رأيي تمام بعدما اصطحبني صديقاي محمد عبد الجابر الشهير بأسد الميدان والفنان أحمد الحلواني لمشاهدة العرض الاول لمسرحية " رئيس جمهورية نفسي " والتي تناقش أحداثا لقضايا معاصرة تهم الشعب المصري بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيه تحديدا قضية العدالة الاجتماعية وإدمان الحشيش.. رأيت أداء مبهرا.. فلقد استطاع النجم المتألق " محمد رمضان " أن يقدم إبداعا علي خشبة المسرح.. ليجسد أمام المشاهدين واقعا حقيقيا انتشر في شتي ربوع مصر.. " رئيس جمهورية نفسي" بطولة محمد رمضان وتشاركه البطولة دنيا عبد العزيز، هشام عطوه و شمس، مأخوذة عن رواية "الدخان" للمؤلف ميخائيل رومان.. إذا اردت ان تشاهد تجارة الحشيش حقا علي ارض الواقع و"عيني عينك " بالشارع فعليك بالذهاب الي منطقتي عزبة ابو قرن والجيارة بمصر القديمة.. عليك الذهاب الي الدرب الاحمر الي البساتين الي الزيتون الي الزاوية الحمراء الي عزبة الهجانة.. النجم المتألق محمد رمضان اصاب عين الحقيقة عندما جسد شخصية " الحشاش " بعد ان يتناول جرعته يشعر وكأنه " رئيس جمهورية نفسه.. يشعر انه في عالم آخر.. مرح ، مبتسم ، لا يحمل هما ، لا يدرك ماذا يفعل ".. وذكرتني هذه المسرحية بيوميات سابقة كنت قد كتبتها عن صديقي الذي شرب " حجرين علي الشيشة " وقابلته صدفة ليروي لي " سربا من خيال " فهو المتزوج وزوجته تنكد عليه باستمرار.. وهو الذي يريد تدبير مصاريف المدرسة لأبنائه.. ويكتشف في النهاية انه لم يكن متزوجا.. " رئيس جمهورية نفسي " كشفت عن واقع مرير ، مؤلم نعيشه في العمل وفي الشارع.. إنها ليست قضية الامن وحده.. بل قضية مجتمع.. قضية المدرسة والجامعة والأسرة.. في نهاية المسرحية.. قررت أن أذهب لتهنئة الفنان الشاب محمد رمضان داخل الكواليس بعد هذا العمل الرائع والمبدع حقا. المرحوم ذهبت لتشييع جثمان احد الاقارب بالقرية عندما كنت أقضي إحدي الاجازات منذ فترة هناك في جنوب الصعيد.. " المرحوم " كان رجلا سياسيا مشهورا بالنسبة لسكان القرية والقري المجاورة.. عندما وصلنا الي ديوان عائلة »المرحوم« انتظارا لتغسيله وتكفينه وأداء صلاة الجنازة عليه.. وجدت زحاما رهيبا قلت لنفسي: »لعله خير إن شاء الله« فكلما كثر المصليون علي الميت كانوا شفعاء له يوم القيامة.. انتظرنا، دقائق، فساعة، فساعتين حتي وصل بنا الأمر الي البقاء من الساعة الواحدة ظهرا وحتي السادسة مساء.. جميع المشيعين ينظرون الي بعضهم البعض في انتظار خروج »المرحوم«.. كان يجلس بجواري قريب المرحوم وهو معروف بخفة دمه.. تمايلت عليه وهمست في اذنه قائلا: يا خال هو احنا هنبيت هنا ولا ايه ؟ نظر نحوي وقال: لا أصل المرحوم حلف بالطلاق تلاته مايندفن الا لما يموتنا كلنا معاه.. قلت له: يا عم روح قول لقرايبك »إكرام الميت دفنه«.. قال لي: بقولك ايه: أنا اساسا اتخنقت منك ومن المرحوم ومن قرايبي وعلي الطلاق لماشي.. وبعد مرور ساعة اخري.. خرج المرحوم بسلامة الله.. فوجئنا بأن اهله كانوا في انتظار أحد اعضاء مجلس الشعب ليتقدم الجنازة.. بصراحة ربنا يكون في عون »المرحوم«. الحشاش.. والكلب ساقني القدر أن أجلس علي إحدي المقاهي برفقة أحد أصدقائي بمنطقة بولاق ابو العلا.. حيث البساطة والشعبية وولاد البلد.. وفي الوقت الذي جلسنا فيه جاء إلينا صاحب المقهي الذي رحب بنا كثيرا وتجاذب معنا أطراف الحديث.. الطريف في الامر انه سرد لنا قصصا وروايات عن شخصية طريفة كانت تجلس معهم علي المقهي في السنوات الماضية لكنه كان »حشاشا«.. قال لنا ذات يوم.. كان جالسا معنا علي المقهي وبيحشش ودماغه عالية جدا.. واحنا بنتكلم. مر »كلب« أمامه ولكنه مشي علي »ولعة الشيشة« فأخذ الكلب ينبح.. فنظر إليه الحشاش وقال له: »وانت مين اللي قالك تمشي حافي يابن الكلب«.