صراعات واتهامات بالعمالة والخيانة لا تنتهي أسماء أصحابها ولا أسماء مثيريها بالحق والباطل، وفي المقابل سواعد تحمل معاول الهدم والتخريب والفوضي وتفتح صنابير الدماء ثم تطالب بالقصاص! اما البسطاء والمعدمون فلا وقت لنظرة اهتمام واجبة بهم او توفير حقوق يستحقها كل مواطن علي هذه الارض الطيبة التي قست عليها قلوب بعض ابنائها الجاحدين او المتآمرين او الباحثين عن الحلم الخادع. واحد من المسحوقين زوج مصاب بالتهاب كبد فيروسي »سي« وزوجته تعاني انفصاما بالشخصية يلزمه علاج مدي الحياة ولنا ان نتصور فلاحا بسيطا »84 سنة« معدما يضربه مرض الكبد ويضرب زوجته مرض مزمن هي الاخري يحتاج علاجا مدي الحياة واثنين من الاولاد في احتياج الي مصروفات تعليم ومعيشة، ولما يتقدم المواطن المعدم، الي وزارة التضامن الاجتماعي في مصر الثورة- او الثورتين فتنتفخ أوداج وكيل الوزارة بالزقازيق ويملأ قلمه حبرا عديم الاحساس ليقرر للرجل واسرته 5.74 جنيه- اي والله سبعة واربعون جنيها ونصف الجنيه- وينقلب عدم احساس قلم المسئول الي قسوة قلب وانعدام بصيرة وهو يقرر هذا المعاش المهين لهذا المعدم واسرته المبتلاة لمدي 6 اشهر فقط، وتكتمل دائرة المأساة حول الرجل بوقف المعاش بعد 4 أشهر!. ان بيانات المواطن المنكوب بعدم احساس المسئولين والقوانين المصابة بالتيبس الرمّي الذي يصيب جثث الموتي او القتلي جاهزة لمن قد يهمه الامر، وليس نشرها هو المهم لانها تتكرر هنا وهناك في ريف مصر او صعيدها او عشوائياتها دون خجل، أوحياء، ودون ان يكون هناك استعداد لمسئولي وزارة التضامن لان يعلموا ان مصر قامت بها ثورتان بسبب اهمال الدولة لدورها الاجتماعي ورمي المحتاجين في احضان المؤسسات الخيرية والجمعيات التي خلطت الصالح بالطالح وارتدت اقنعة اصحابها ومن يقفون وراءهم. تري: هل تصيب حمرة الخجل كل مسئول عن هذه الاوضاع المتردية ويحس بآلام المحرومين ليقرر حدا ادني لكرامة المعدمين وحقهم في الحياة؟