سعر الذهب اليوم في مصر يرتفع بمنتصف تعاملات السبت    غرامات رادعة.. النقل تفعل عقوبات استخدام حارة الأتوبيس الترددي على الدائري    البيت الأبيض: دونالد ترامب لا يعتزم التحدّث إلى إيلون ماسك    الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شبكة إيرانية لغسل الأموال    وزير العمل يهنئ فلسطين بعد اعتمادها "دولة مراقب" في منظمة العمل الدولية    محمد هاني عن لقاء إنتر ميامي: "نؤمن بقدرتنا على تحقيق نتيجة إيجابية"    مقتل شاب بطلق ناري غامض في قرية أبوحزام شمالي قنا    الخلاصة.. أهم أسئلة علم النفس والاجتماع لطلاب الثانوية العامة    حفلة بدار الضيافة وملابس جديدة.. الداخلية تدخل الفرحة إلى قلوب الأيتام فى عيد الأضحى    أول تعليق من أسما شريف منير بعد زواجها: فهمت محتاجة إيه من الجواز    أول رد من إسماعيل الليثي على اتهامه بضرب زوجته وسرقة أموالها (فيديو)    الصحة: تكلفة علاج 1.4 مليون مصري على نفقة الدولة تتخطى 10 مليارات    الرعاية الصحية: 38 مستشفى و269 مركز طب أسرة جاهزة لخدمة المواطنين خلال عيد الأضحى    من الصداقة للعداء.. خلاف «ترامب» و«ماسك» يُسلط الضوء على التمويل الحكومي ل«تسلا» و«سبيس إكس»    دعاء يوم القر مستجاب للرزق والإنجاب والزواج.. ردده الآن    في ثاني أيام العيد.. مصرع شخص وإصابة آخر في انقلاب سيارة بأسيوط الجديدة    إبداعات متطوعي شباب كفر الشيخ في استقبال رواد مبادرة «العيد أحلى»    هل ترتفع اسعار اللحوم بعد العيد ..؟    بعد الرد الروسي الحاد.. ألمانيا تعيد تقييم موقفها تجاه الأسلحة بعيدة المدى لأوكرانيا    اليابان: لا اتفاق بعد مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية    محافظ أسيوط يشارك احتفالات عيد الأضحى في نادي العاملين (صور)    في ثاني أيام العيد.. إصابة 4 أبناء عمومة خلال مشاجرة في سوهاج    القبض على المتهم بقتل والدته وإصابة والده وشقيقته بالشرقية    أسعار البيض والفراخ اليوم السبت 7 يونيو 2025 في أسواق الأقصر    مجانًا خلال العيد.. 13 مجزرًا حكوميًا بأسوان تواصل ذبح الأضاحي    إيرادات ضخمة ل فيلم «ريستارت» في أول أيام عيد الأضحى (تفاصيل)    أواخر يونيو الجاري.. شيرين تحيي حفلًا غنائيًا في مهرجان موازين بالمغرب    محمد الشناوي: كنا نتمنى حصد دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي    دار الإفتاء تكشف آخر موعد يجوز فيه ذبح الأضاحي    الأزهر للفتوى يوضح أعمال يوم الحادي عشر من ذي الحجة.. أول أيام التشريق    الطبطبة على الذات.. فن ترميم النفس بوعى    رسميًا.. جون إدوارد مديرًا رياضيًا لنادي الزمالك    الأسهم الأمريكية ترتفع بدعم من بيانات الوظائف وصعود «تسلا»    10 نصائح لتجنب الشعور بالتخمة بعد أكلات عيد الأضحى الدسمة    الصحة تنظم المؤتمر الدولي «Cairo Valves 2025» بأكاديمية قلب مبرة مصر القديمة    أسعار الحديد اليوم في مصر السبت 7-6-2025    دوناروما: أداء إيطاليا لا يليق بجماهيرنا    استقرار أسعار الذهب في مصر خلال ثاني أيام عيد الأضحى 2025 وسط ترقب الأسواق العالمية    بعد خلافه مع ترامب.. إيلون ماسك يدعو إلى تأسيس حزب سياسي جديد    محمد هانى: نعيش لحظات استثنائية.. والأهلي جاهز لكأس العالم للأندية (فيديو)    "مش جايين نسرق".. تفاصيل اقتحام 3 أشخاص شقة سيدة بأكتوبر    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    ريابكوف: ميرتس يحاول إقناع ترامب بإعادة واشنطن إلى مسار التصعيد في أوكرانيا    مباحثات مصرية كينية لتعزيز التعاون النقابي المشترك    «الدبيكي»: نسعى لصياغة معايير عمل دولية جديدة لحماية العمال| خاص    محاضرة عن المتاحف المصرية في أكاديمية مصر بروما: من بولاق إلى المتحف الكبير    الثلاثاء أم الأربعاء؟.. موعد أول يوم عمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    سفارة الهند تستعد لإحياء اليوم العالمي لليوجا في 7 محافظات    «المشكلة في ريبيرو».. وليد صلاح الدين يكشف تخوفه قبل مواجهة إنتر ميامي    المطران فراس دردر يعلن عن انطلاق راديو «مارن» في البصرة والخليج    زيزو: جيرارد تحدث معي للانضمام للاتفاق.. ومجلس الزمالك لم يقابل مفوض النادي    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    سالى شاهين: كان نفسى أكون مخرجة سينما مش مذيعة.. وجاسمين طه رفضت التمثيل    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية تُعرب عن قلقها إزاء تصاعد العنف في الأراضي المقدسة    البابا تواضروس يهاتف بابا الفاتيكان لتهنئته بالمسؤولية الجديدة    بمشاركة 2000 صغير.. ختام فعاليات اليوم العالمي للطفل بإيبارشية المنيا    تفشي الحصبة ينحسر في أميركا.. وميشيغان وبنسلفانيا خاليتان رسميًا من المرض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. كمال الهلباوي نائب رئيس لجنة الخمسين:
لم يكن بالإمكان أفضل مما كان ودستورنا يستحق الإحترام
نشر في أخبار اليوم يوم 25 - 12 - 2013

بعد 60 يوما من العمل داخل لجنة الخمسين يروي د. كمال الهلباوي نائب رئيس اللجنة ل «الأخبار» أن الشئ الوحيد الذي لفت نظره هو اعتراض عضوين علي مادة مكافحة الفساد والنزاهة والشفافية وامتناع عضو ثالث عن التصويت.. ويستنكر موقف الرافضين للدستور وكذلك موقف د.عبدالمنعم أبوالفتوح ويدعوه لقراءة الدستور ونقده بموضوعية.. ويطالب التيار الإسلامي كله بالبعد عن السياسة لمدة 10 سنوات ويركز علي الدعوة وعمل الخير حتي يستعيد ثقة الشعب الذي خرج ضده في 30 يونيو.. ويرجع التجاوز الشديد وغير المعقول في انتهاج الإخوان للعنف إلي تلوث عقولهم في رابعة بسبب دعاوي وأقوال عاصم عبدالماجد وصفوت حجازي وغيرهما..؛
ويرفض تصنيف جماعة الإخوان علي إتساعها بالإرهابية لأن ذلك مخالف للنهج والتاريخ.. ويحذر من أن تصنيف مصرللجماعة سيجعل العالم ينظر لها علي أن بها خطرا وعجزت عن مواجهته.. ويؤيد وصف عملياتهم الإرهابية والعمليات المليئة بالعنف والإرهاب. وفيما يتعلق بقانون تنظيم حق التظاهر يري د.الهلباوي وهو أحد أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان أن صدور القانون جاء متأخراً وأن عقوباته شديدة وتحتاج لمراجعة.. وإلي تفاصيل الحوار..؛
علي التيار الإسلامي أن يبتعد عن السياسة لمدة 01 سنوات
أنادي بمشروع إسلامي يقوده الأزهر ووزارة الأوقاف مع الإسلاميين الوسطيين
عنف الإخوان سببه تلوث العقول في رابعة
بصفتك نائب رئيس لجنة الخمسين.. ما ملاحظاتك علي الدستور الذي شاركت في تعديله؟
أكثر ما لفت نظري وأدهشني أن إثنين من اعضاء اللجنة اعترضا علي مادة مكافحة الفساد والنزاهة والشفافية بينما امتنع عضو عن التصويت وتصورت أنه «سهي» عليه أثناء قيامه بالتصويت اليكترونياً.. إنما غير ذلك ليس لي ملاحظة علي دستور اشتغلنا عليه وفتشنا فيه جيداً ولا أعتقد أنه كان من الممكن أن يصبح أفضل من ذلك خاصة في المرحلة التي نمر بها الآن وبالرغم أنني كنت أتمني ألا يتطرق الدستور إلي محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري علي الإطلاق إنما في الظروف الراهنة التي تمر بها مصر ونجد من هو مصمم علي أن يعتدي علي منشأة عسكرية في وقت الحرب علي الإرهاب فلا سبيل غير ذلك.. وعندما عاتبني الكثيرون علي موافقتي علي هذه المادة كان ردي أنني لست موافقا فقط بل حفزت هذه المادة رغم كراهيتي لتدخل القوات المسلحة في أمر سياسي إنما هذا أمر قضائي وأتعجب لمن لم يجد سوي القوات المسلحة ويذهب للإعتداء علي منشآتها بالرغم من أن الأماكن فسيحة من حوله.. أما ما أسعدني هو تعديلنا للمادة الخاصة بالهيئات والأجهزة الرقابية في الدستور القديم..حيث أن هذه الهيئات والأجهزة الرقابية تصدر تقريراً سنوياً وكانت تنص المادة علي رفع التقرير السنوي بعد نشره إلي الرئاسة خلال 30 يوما وقد اكتشفت أن البعد الزمني في الدساتير القديمة من خلال هذه المادة لم يكن له قيمة كبيرة فاقترحت علي اللجنة أن نعدله وبالفعل إقتنع الجميع وعدلناه بحيث يرفع إلي رئاسة الجمهورية فور صدوره..كما أسعدني وجود مادة تهتم بالمصريين في الخارج وتنص علي أن الشباب والمسيحيين وذوي الإعاقة والمصريين بالخارج لهم نسبة في البرلمان القادم..بإختصار لقد تحول الدستور لكي يرعي مصالح الشعب وألا يكون مقصوراً علي مجموعة أو حزب إنما يراعي العامل والفلاح.؛
إذن لماذا تم إلغاء نسبة ال 50٪ عمالا وفلاحين؟
فلسفة إلغاء ال 50٪ كانت مهمة جداً فليس من المعقول أن تعيش تلك الفئة طوال عمرها وهي ضامنة التمثيل البرلماني بدون أن تبذل أي جهد بحيث لا تفرز زعماء أو ما إلي ذلك.. أظن أن إلغاء هذه المادة لكن مع تحديد فترة زمنية مؤقتة وإنتقالية تضمن نسبة للعمال والفلاحين حسب رؤية المشرّع تعد خطوة للأمام وحتي لا يركز الناس علي كوتات أو نسب معينة إنما يبدأ العمال والفلاحون في التفكير في شخص منهم يصلح أن يكون زعيماً للوطن سواء كان من خلفية عمالية أو من الفلاحين.؛
وفيما يخص المرأة.. ما الذي كفله لها الدستور الجديد؟
مساواة المرأة بالرجل في الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية رغم أنه كان هناك شيء من التحفظات من قبل البعض إلا أنها تعد نقلة مهمة في المساواة وتعطي صورة مشرفة في الخارج تنفي عنا التمييز واحتقار المرأة ووضعها في منزلة أقل.. وأذكر أنه أثناء مناقشتنا لهذ المادة كان هناك حديث عن تمثيل «مناسب» للمرأة أم «ملائم» وتوقف ال 49 عضوا لمدة 4 ساعات ليناقشوا أي الكلمتين هي الأصح.. وسمعنا من الفتاوي الكثير والعجيب.. فأخبرتهم بحكمة تعلمتها في صغري أن: من عمل من غير علم كان يفسد أكثر مما يصلح.. وذكرتهم بأننا أفتينا لمدة ساعتين حول الإختيار بين عبارتين «تمثيل عادل» أم «تمثيل متوازن» ثم ألغينا العبارتين في النهاية وها نحن نعيد الكرة مرة أخري..الدين كما أفهمه - وأدعو الله أن يكون فهمي صحيحا - ممكن يستوعب عبارات مثل «عادل، ومتوازن، وملائم، ومناسب» فوقع اختيارهم علي كلمة «مناسب».. واستشهدت بقول الله سبحانه وتعالي: « ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف» إذن فلا مجال للمزايدة علي المرأة ونقف عند الإختيار بين «مناسب» أم «ملائم».؛
المأزق والإنفراجة
هل كان ممثل حزب النور متشددا داخل اللجنة؟
جلسنا 10 جلسات مع حزب النور خارج نطاق جلسات اللجنة وحضرها د.شوقي علام مفتي الجمهورية و د. سعد الدين الهلالي والمستشار محمد عبدالسلام من المتخصصين وعمرو موسي ود.مني ذو الفقار ود.جابر نصار ود.عبدالجليل مصطفي.. وناقشنا المادة 219 وبما أنهم وضعوها في الدستور السابق بالتأكيد فهم لم يكونوا ليوافقوا علي التنازل عنها بسهولة فقلت لهم بوضوح كامل إنها مادة لا يفهمها إلا المختصون في مادة علوم أصول الفقه.. وتناقشنا طويلاً حول البديل عنها وما هو الشرط حتي يتم إلغائها وبعد الشد والجذب وافقوا بعد أن إتضحت الحجة والدليل واقتنعوا أنها ليست أحسن تفسير لمبادئ الشريعة وأن الحديث عن «أن مبادئ الشريعة تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة».. كلام لا يفهمه سوي المتخصص.. ثم بحثنا عن تلبية الشرط والبديل له واتفقنا في النهاية أن تضم الديباجة أن المرجعية عند تفسير مبادئ الشريعة تعود إلي أحكام المحكمة الدستورية العليا وليس إلي مرجعية الأزهر لأن الأزهر جهة معنية بالشئون الإسلامية والفتوي والدعوة إنما الأحكام التي لا يختلف حولها أحد هي من أحكام المحكمة الدستورية العليا وذلك عندما فسرت مبادئ الشريعة في عام 1985.. وهذا كان مأزقاً ثم حدثت بعده الإنفراجة.؛
وماذا عن عبارة «حكمها مدني» وتحولها إلي «حكومتها مدنية»؟
في اجتماعنا مع المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية تحدث عمرو موسي وذكر العبارتين «حكومتها مدنية وحكمها مدني»..الأصل أنها كانت في الدستور «حكمها مدني» لأن معني حكومتها أنه من الممكن أن تأتي حكومة مدنية أو إثنتين لكن الحكم معناه أن النظام هو المدني.. حزب النور في البداية كان متحسباً لعبارة «حكمها مدني» لأنها بالنسبة له تعني أن الحكم ضد الدين ولكن بعد الحوار والحديث انتهينا إلي أن تكون العبارة «حكمها مدني» وعندما قرأ السيد عمرو موسي الديباجة أثناء التصويت ذكر عبارة «حكومتها مدنية» فقالت د. مني ذو الفقار:» يا عمرو بك حكمها مدني»وأنا أيدتها أيضا حتي تكون القراءة صحيحة ولكن يبدو أنه كان قد كتب العبارتين معاً.. ولكن بما أن عبارة «حكمها مدني» موجودة فلا توجد مشكلة.؛
قانون التظاهر
هل تعرضتم داخل اللجنة إلي قانون التظاهر؟
تعرضنا له عندما عرض علينا لأول مرة في المجلس القومي لحقوق الإنسان وكان هناك شبه إجماع في المجلس أن القانون لابد وأن يعدّل لأن مواده شديدة جداً وغير ما هي عليه الآن.. مثلاً فيما يتعلق بالإخطار كان لابد من الحصول عليه قبل 7 أيام من موعد التظاهر وأن يكون كتابة لمراكز الشرطة وإما علي يد محضر.. تم التعديل بتقليص المدة من7 أيام إلي 3 أيام أما فيما يخص الجزء الثاني فقد ظل كما هو.. كانت هناك بعض المواد التي تمثل لي شخصياً بعض اللبس لأنني عشت في لندن فترة وهناك نظمت مظاهرات عديدة جداً منها مظاهرة في عام 2003 وكانت بسبب غزو العراق وفلسطين وقد شارك فيها 2 مليون متظاهر ولم تخدش فيها نافذة أو شباك أو تحطم سيارة ولم ينزل أحد من هذا الجمع الغفير من علي الأماكن التي كانت مخصصة لنا كمتظاهرين وكنت أحصل علي التصريح عن طريق الهاتف لذلك اقترحت إنشاء مكتب سنترال مركزي يتلقي الطلبات ويدرسها وإما يرد عليها في نفس الوقت أو إذا كانت هناك مشكلة فيكون الرد في آخر اليوم.. أمر آخر يتعلق بالعقوبات التي أظنها شديدة وخاصة إذا كان هناك متظاهر يرتدي قناعاً.. هذا المتظاهر أنا لا أعرف نواياه ربما يكون إرتداؤه للقناع لمجرد العبث أو أحد الشباب صغير السن الذين لا يتحملون مسئولية فلا يجب طبقاً لقانون التظاهر أن أعتبر مشاركته في أي مظاهرة من أجل ممارسة العنف.. أظن أن هذا الجزء من القانون يحتاج لمراجعة وأعتقد أن هذا سبب عدم احترام الناس لقانون التظاهر.؛
هل تم الأخذ بالتوصيات التي خرجت عن المجلس القومي لحقوق الإنسان بشأن قانون التظاهر؟
لا.. لقد تم الأخذ ب7 توصيات من أصل 13 أو 14 توصية.؛
وما رأيك في توقيت صدور القانون؟
التوقيت لم يكن مناسباً وكان لابد من اصداره قبل فض اعتصام رابعة وبالتالي إصداره تأخر كثيراً.؛
كيف تري ما يحدث داخل الجامعات المصرية الآن؟
أنا حزين مما يحدث داخل الجامعات وأتذكر أن تظاهراتنا كإسلاميين ونحن في المدرسة الثانوية كانت لا تعوق حركة السير ولا نقطع الطرق ولا نحدث أي شغب بينما المظاهرات التي كان يشوبها شئ من العنف كانت تقتصر علي تواجد شباب ليسوا من الإسلاميين في المقاهي ليشربوا ما يشربوه ثم يرفضوا أن يدفعوا ثمنه.. كان هذا آنذاك تصرفاً مضحكاً ولكن مظهره سئِ.. لكن مقارنة بما يحدث اليوم من العنف المصاحب للمظاهرات فأراه تصرفاً غريباً علي طلبة الإخوان المسلمين.؛
تأثير رابعة
ولماذا يلجأون إلي التجاوز الشديد وغير المعقول وهم ينتهجون العنف؟
أعتقد أنا هذا سببه تلوث العقول في رابعة بدعاوي وأقوال عاصم عبدالماجد الذي أوصلها إلي (قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار) و(أري رؤوسا قد أينعت وحان قطافها) وكذلك أقوال صفوت حجازي التي أوصلها إلي أن (الذي يرش مرسي بالماء أرشه بالدم) وكذلك قول طارق الزمر «سنسحقهم» وهذا شئ غريب جداً لأني لم أر شخصاً يتحدي شعباً بهذا الشكل.؛
وبماذا تفسر لجوء الإخوان إلي تصدير الفتيات والنساء في مقدمة مظاهراتهم؟
شيء مخز جداً.. وقد تقابلت مع د.مهجة غالب عميد الدراسات الإسلامية بكلية بنات الأزهر واحدي عضوات الإحتياطي بلجنة الخمسين وحكت لي ما أصابها من فتيات الإخوان وتعديهن عليها بالألفاظ السيئة ومحاصرتهن لها من أجل أن يضربوها وهذا شئ لا يمكن أن يتصوره أحد.. ما وراء ما يحدث هو القوة الغاشمة وهذا ظلم شديد وستعاني منه الدعوة لفترة أطول وأقصد هنا كل الدعوة ستعاني من هذا السلوك الغريب سواء في الجامعات أو غيرها.. لقد شاهدنا علي شاشات التليفزيون من صعد لأعلي أحد مباني الجامعة وألقي بالأوراق لا يمكن أن أقول أن هذا طالب محترم.. ما ألقي به هو أرشيف الجامعة والكليات وربما كانت أوراقا تخص أساتذة أو نتيجة إمتحان أو أبحاث أو غيرها هذا تصرف غير مبررعلي الإطلاق.. الحديث هنا يذكرني عندما حوصرت أثناء وجودي في نادي الرواد بمدينة العاشر من رمضان منذ ثلاثة أشهر وفوجئت بمجموعة من الفتيات الصغيرات يقودهن رجلان وامرآتان لتوجيههن وفي أثناء المحاضرة رفعن العلامة الصفراء وقمن بالهتاف والسباب فطلب مني رئيس مجلس إدارة النادي أنه من الأفضل أن أغادرالنادي حرصاً علي سلامتي وهم سيخرجونني من باب خلفي فكان ردي أنه إذا غادرت المكان فلن يتسني له إقامة أي ندوة هنا مرة أخري وقلت له سأظل مكاني حتي تحل المشكلة.؛
وكيف حلت هذه المشكلة؟
حاولت أن أتكلم معهن بكل طريقة ممكنة إلا أنهن لم يردن أن يستجبن وأظن أن تلك الفتيات لم يحسن تربيتهن داخل بيوتهن ولم يتلقين أي تربية سواء في الإخوان أو في حلقات العلم أو حتي في الجامعة.. حاولت الفتيات تحطيم زجاج النادي فلم ينجحن، ثم جاءت قوات الشرطة وحاولوا التحدث معهن بهدوء ولطف إلا أنهن لم يستجبن، ثم جاءت مجموعة من القوات المسلحة وتقدم إلينا ضابط يضع قناعاً علي وجهه وقال لهن المحاضرة ستستكمل وكذلك الندوة ومن تريد الحضور فلتجلس ومن لا تريد فلتغادر القاعة أو سيتم القبض عليها وبالفعل غادرت الفتيات القاعة إلي الخارج بعد أن إزداد عدد قوات الأمن من الجيش والشرطة.. لقد صممت علي ألا أغادر القاعة بالرغم من أن اثنين من المشاركين معي في الندوة وهما اللواء مجدي عنتر واللواء محمود فهمي قالا لي أنه ينبغي لنا أن نغادر لكني رفضت وقلت لهما لابد أن أظل في مواجهة هذا التحدي ولا يجب أن نهزم أمامه.. وبالتالي علي أولياء أمور هؤلاء الفتيات أن يعلموهن الأدب أو تتخذ الجامعة معهن الإجراء القانوني المناسب.؛
تصديق الأحلام
ما غرض قيادات الجماعة من تصعيد العنف إلي هذه الدرجة؟
للأسف الشديد أنا أشعر بالحيرة وأنا أقوم بتحليل الأوضاع والأمور والسلوك التي أشاهدها اليوم ولا أستطيع أن أستوعب كيف للإخوان في رابعة من خلال التحالف أن يبدأوا في تصديق الأحلام والرؤي بالرغم من أن الإمام البنا رحمة الله عليه في رسالة التعليم قال ان الرؤي والأحلام ليست من أدلة الأحكام الشرعية هذا فضلاً عن النصوص الأخري الطويلة لكثير من الفقهاء والعلماء ولكن إسترشادي بالإمام حسن البنا لأنه المصدر والمرجع بالنسبة للإخوان فالذي يصل به الحال إلي هذا أعتقد أنه ليس له علاقة بالإخوان ولا بمشروعهم ولا بمنهجهم.. هؤلاء شيء آخر تماماً.؛
البعض يأخذ عليك حبك الشديد ودفاعك عن حسن البنا؟
ولماذا أكره البنا؟.. عندما حدث عنف من جانب الإخوان في حياته وصف من قام بهذا العنف وقتل النقراشي والخازندار بأنهم ليسوا إخواناً و ليسوا مسلمين فلماذا أكرهه؟
هم ينسبون إليه قيامه بتأسيس التنظيم الخاص؟
هذا صحيح وهذا كان عملا عظيما بالنسبة للبنا وبالنسبة لمصر.. إذا نظرنا بموضوعية إلي كونه أسس التنظيم الخاص فهذا كان من أجل محاربة الإنجليز والإستعمار في مدن القناة وهذا يعد واجباً علي كل وطني شريف كما أن التنظيم إشترك أيضا في الحرب في فلسطين ضد الصهيونية.؛
ولكن التنظيم الخاص انحرف عن الفكرة التي أسس من أجلها ومارس العنف في الشارع المصري؟
هذه أخطاء والعيب ليس في المنهج كما قلنا بالضبط عن عبدالناصر.. عندما دعا عبدالناصر إلي القومية العربية ودعا إلي الناصرية وحدثت المآسي في 1967 وما قبلها قلنا الخطأ ليس في عبدالناصر ولا في المنهج ولكن الخطأ في التطبيق من قبل الإتحاد الإشتراكي ومنظمات الشباب وما إلي ذلك.. لابد أن يكون لدينا الشجاعة والإنصاف أن نعطي كل ذي حق حقه فليس معني أن قيادات الإخوان حالياً أخطأت وهذا في حد ذاته كارثة فلقد جنوا علي أنفسهم وهذا ما كتبته في مقال بعنوان «وجنت علي نفسها براقش» أن أنساق وراء الذين يسبون.. والذين علي الجانب الآخر يدّعون بأنني أريد أن أحيي الإخوان من جديد فليقولوا ما يقولونه أنا لم أخف إلا من الله وحده في حياتي وقد علمني والدي رحمة الله عليه بالرغم من أنه كان فلاحاً أن الشجاعة في الحق وأنا أرحب بكل من يريد أن يناقشني.؛
كيف رأيت قادة الإخوان وهم ماثلون وراء القضبان بالمحكمة؟
كنت أتمني أن يكونوا أعقل وأحصف من هذا ولا يقودون الإخوان إلي كارثة.. أما وقد قبض عليهم فكان من الأولي أن يقبض عليهم من قيادة الشباب وليس في شقق بعضهم مختف أو يرتدي ما لا يليق أو متنكرا في زي ما.. هذا لا يصح علي الإطلاق فإذا كانوا يشعرون أنهم لم يخطئوا فليدافعوا عن أنفسهم ولكن منذ فترة طويلة وأنا أحذرهم أنهم سيتسببون في كارثة للإخوان وسبق وأن توقعت بأن هناك أحد أربع سيناريوهات ستحدث في مصر أولها كان السيناريو الأمثل أن مرسي يكمل مدته ويحكم ويرينا إمارات من الحكم الرشيد ويكون محترماً ويحكم الشعب المصري وليس أهله وعشيرته وإلا لا مفر من سيناريو تدخل القوات المسلحة لتحافظ علي وحدة الوطن أو سيناريو الفوضي ثم دخول الأمريكان
موقف أبو الفتوح
كيف تري موقف د.عبدالمنعم أبوالفتوح من الدستور؟
أفضّل ألا يرفض أحد الدستور إلا بعد قراءته وتكون أسبابه موضوعية سواء كان هذا صادرا من أبوالفتوح أو غيره لكن أنا سمعت حديثا كثيرا حول لجنة الخمسين والدستور مما جعلني أشك لماذا وصلوا إلي هذا الرأي قبل أن يبينوا أدلة علي ما يقولون خاصة إذا كان من يتكلم قائدا كبيرا وموضوعي وإنتقد الإخوان ثم تركهم ويقول كلاما علي عواهنه.. يجب علي د.أبو الفتوح أن يبرز المواد التي له ملاحظات عليها.. ومن غير المعقول أن ينتقد بابا مثل بابا الحريات لأن هذا ما كان يطالب به منذ زمن وكذلك الإخوان والحركة الإسلامية كلها.. الكل كان ينادي بالحرية الكاملة ولقد علّمنا الله سبحانه وتعالي دروساً في الحرية مثلا «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» وبالرغم من أن مقاليد العباد كلها في يد الله سبحانه وتعالي إلا أن رب العزة أعطاها حرية الإيمان.. وهو بذلك أوسع مدي في التاريخ وفي الدنيا كلها وليست أمريكا ولا أوروربا ولا الديمقراطية من ستعلمنا الحرية.. يجب علي د. عبدالمنعم أبوالفتوح ومن معه أن يوضحوا للشعب لماذا يرفضون الدستور وأدعوه أن يكتب مقالاً أو سلسلة مقالات يناقش فيها الدستور بابا فباب ويوضّح أسباب رفضه للدستور ويأتي بدليل من الكتاب والسنة والقانون.. إذا فعل ذلك نحترم رأيه لكن الرفض لمجرد الرفض هذا يذكرنا بشيخ القبيلة الذي يتبعه الناس سواء رفض شيئا أو قبل به وهذا غير معترف به عند المتعلمين والسياسيين والفقهاء.. شيخ القبيلة هنا ممكن أن يكون سياسيا أو رئيس حركة تمرد أو جماعة 6 إبريل أوغيرها علي سبيل المثال.. لا يمكن أن نقود أناس خلفنا بكلمة نعم أو لا وأن كلمة «نعم» تدخل الجنة وكلمة «لا» تدخل النار..هذا لا يصح علي الإطلاق.؛
كيف تري المستقبل السياسي للتيار الإسلامي؟
لابد أن يتوقفوا عن نشاطهم لمدة 10 سنوات هذا ما عدا حزب النور الذي يحاول أن يلحق بالركب وتنازل عن بعض النقاط التي كانت موجودة في دستور 2012 ومن يسير علي نفس النهج لعله يكون موجودا في الصورة لكن أظن أن تيار الإسلام السياسي بأكمله يجب أن يحصل علي أجازة لمدة 10 سنوات ويعودوا للتركيز علي الدعوة وعمل الخير في المجتمع دون أن يبحثوا عن مقابل له مثل توزيع الزيت والسكر قبل الإنتخابات.. إذا حصل تيار الإسلام السياسي علي أجازة ربما يستعيد ثقة قطاع الشعب الذي خرج في 30 يونيو ووقف ضد الإسلاميين.؛
تصنيف الجماعة
ما تعليقك علي الجدل المثار حول إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية؟
توجد هنا خطورة فإذا وصفت جماعة الإخوان علي إتساعها بأنها جماعة إرهابية فهذا مخالف للمنهج وللتاريخ إنما توجد حالات عنف وإرهاب ترتكب وعلي الأمن أن يوضحها للناس ويعلن عن مرتكبها لكن أنا أدين التحالف من أجل الشرعية في مجمله بما فيهم الإخوان الذين تلوثت عقولهم في هذا النهج..لكن الخطورة إذا صنفت مصر أنها دولة تعاني من الإرهاب فالعالم كله سينظر لها علي أنه يوجد في مصر خطر وأنها عجزت عن معالجته خاصة أننا وجدنا أن هناك من ينتمي للإخوان نجح في إنتخابات نقابة الأطباء الأخيرة الرئيسية والفرعية وليس من المعقول أن من نجحوا في تلك الإنتخابات أن يكونوا إرهابيين.. أنا متأكد أن هناك أخطاء حدثت وعنفا وقع وأن الإخوان سمحوا بأعلام القاعدة ترفع في الشارع المصري لأول مرة في مسجد الفتح وفي رابعة..كلها أخطاء كبيرة لن يتحمل أحد نتيجة ذلك إلا الإخوان أما من عاونهم فليس لهم وجود وسيهربون.. أنا لست مع وصفهم بالإرهاب إنما وصف العمليات الإرهابية والعمليات المليئة بالعنف بالإرهاب ولابد من الإمساك بهم سواء كانوا من الإخوان أو غيرهم.؛
تردد أن هناك آلافا عمن إنشقوا عن جماعة الإخوان فلماذا لا يؤسسون جماعة أو حركة موازية لجماعة الإخوان؟
نحن بالفعل بصدد تدشين تيار وأنا أنادي بمشروع إسلامي يقوده الأزهر ووزارة الأوقاف بالإشتراك مع المجلس الأعلي للشئون الإسلامية والإسلاميين الوسطيين من العلماء والفقهاء والمشايخ ليبين للشعب ما هو المشروع الإسلامي وما هي أخطار عدم الإعتماد عليه فالشعب يريد أن يكون لديه رؤية إسلامية صحيحة ويريد أن يفهم ما هو الحكم الإسلامي ونحن لا نستطيع أن نتجاهل هذا وفي نفس الوقت لا يمكن تركه للجماعات التي تنتهج العنف أو تنقلب إلي عنف أو التربية فيها لا تجمح جماح العنف الذي رأيناه في الشارع المصري.. أنا أطالب بالمشروع الإسلامي وأعتقد أنه سيكون هناك محاولات لعمل مجموعة من المؤتمرات لبلورة هذا المشروع المتوسط المنهج وعلي من يشتغلون في الحركات الإسلامية يجب أن يتفرغوا لعمل الدعوة والخير و التربية الوسطية أو الإختيار بين ذلك والسياسية.؛
الإخوان والجماعة الاسلامية
هل بإمكان الشباب المنشق مثل «إخوان بلا عنف» و «تمرد الجماعة الإسلامية» تصحيح الصورة السيئة التي إرتبطت بتنظيماتهم السابقة؟
هذا يحتاج لوقت.. لكن لابد من الفصل بين الإخوان والجماعة الإسلامية.. فالجماعة الإسلامية تعتمد العنف مبدئياً.. لقد حدثت بالفعل مراجعات إنما هذه المراجعات أخرجت مثل كرم زهدي ود.ناجح إبراهيم لكن غيرهم عاد إلي ما كان عليه مثل عاصم عبد الماجد ومن شابهه فلقد إزداد كراهية للشعب والمجتمع وتكفيراً له وما قاله في رابعة لا يقبل تأويلا إنما هو تكفير.. ومثل محمد عبدالمقصود عندما قام بالدعاء علي الناس وهو يقف بجانب رئيس الجمهورية في مؤتمر ولم يحاول أن يسكته أو يؤنبه علي ما قاله.. نحن أسسنا جمعية إسمها «الإحياء والتجديد» ولقد إستغرقنا عاما كاملا للحصول علي الموافقة وحصلنا عليها قبل نهاية عهد مرسي بفترة قليلة بينما عندما حاول الإخوان المسلمون تأسيس جمعية الإخوان عندما كانوا مهددين بالإبطال حصلوا علي الموافقة من د.نجوي خليل وزيرة التضامن الإجتماعي في حكومة قنديل في ظرف 24 ساعة تقريباً وقد كتبت في ذلك الوقت مقالا عن ذلك وطالبت بأن تخضع للمساءلة عن تصرفها هذا.. جمعية الإحياء والتجديد لها نشاط بكل محافظات كل الجمهورية لكن الظروف السياسية التي مرت بالبلاد قبل 30 يونيو وبعدها لم تمنحنا فرصة لعمل مؤتمر عام للإعلان عن الجمعية ولكن سنعلن عنها قريبا إن شاء الله.؛


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.