مختار نوح أثناء حواره مع »الأخبار« إذا صدر حگم قضائي بحل جماعة الإخوان لابد أن ينحني له الجميع قلنا لمرسي »حكم الأقارب ضيع حضارات« لكنه تمسك بنهج الإخوان ففقد كل شيء المادة 219 في الدستور گانت مجاملة من الإخوان للسلفيين ولا مبرر لها الحديث مع مختار نوح المحامي والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين متعة في حد ذاته لما يتسم به من هدوء وفكر متزن يجبر من يحاوره علي احترامه وتقديره.. حواره مع »الأخبار« مليء بالمعاني والقيم الجميلة والآراء المتعقلة منها علي سبيل المثال ان الفريق أول عبدالفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع قائد متميز يحمي ولا يحكم كما يتصور البعض لكنه اذا حصل علي إجماع شعبي بأن يحكم يكون من العار أن نخالف الاجماع الشعبي.. وأكد ان لجنة الخمسين لتعديل الدستور متحفزة لمزيد من الحريات لأنها لجنة شعبية وليست انتقائية وان المادة 219 كانت مجاملة من الاخوان للسلفيين لكنها في الحقيقة لا مبرر لها.. وشدد علي ان حل جماعة الاخوان المسلمين شيء مؤسف لكن اذا صدر حكم قضائي بحلها لابد ان ينحني له الجميع.. وان التشكيل السابق لمجلس حقوق الانسان يكشف انه كان مجلس الاقارب والنسايب والمحاسيب. قال مختار نوح »نصحنا مرسي ان يدعه من حكم الاقارب لانه ضيع حضارات.. لكن تمسكه بنهج الاخوان أفقده كل شيء حتي التمييز بين من يحب ومن يكره مؤكدا ان حركة الاخوان تأتي دائما متأخرة وكذلك الرئيس السابق مرسي ولهذا نصحته بالاستقالة فور انتخابه لعدم خبرته في أمور الحكم واشكالية الجماعة والدولة.. وأكد ان حركة تمرد يجب ان تبقي حركة ولا تتحول إلي حزب لان هذا بداية الخلاف بين أعضائها.. والي افلصيل تفاصيل الحوار.. ما الذي خرج به الإجتماع الأول للمجلس القومي لحقوق الإنسان؟ - خرج بتفاهمات أنه لن يكون مجلساً متهاوناً في حقوق الإنسان وبالرغم من أن التنوع شئ صعب إلا أن تنوع إتجاهات أعضائه سيساعد في خدمة قضايا حقوق الإنسان.. كما اخترنا الأمين العام بالإتفاق وإن كنت قد رشحت الأستاذة مني ذو الفقار ورئيس المجلس رشح السفير مخلص قطب إلا أن مني ذو الفقار اعتذرت فوقع الإختيار علي السفير مخلص قطب..وأظن أن التنوع الموجود بالمجلس يدل علي الجدية في قضايا حقوق الإنسان. ولكن هناك اعتراضا علي تشكيل المجلس وإنه ليس به من ينتمون إلي التيار الإسلامي؟ - ترشيحات المجلس ضمت أربعة من الإسلاميين أحدهم إعتذر والباقي أعضاء بالمجلس ثم أنا لا أميل لتساؤل البعض عن وجود التيار الإسلامي في مجلس حقوق الإنسان لأن إذا كان منهم من يعمل في حقوق الإنسان فمن المؤكد أنه كان سيضم إلي المجلس لكن التيار الإسلامي لم يظهر به سوي عدد قليل ممن كانوا منشغلين بقضية حقوق الإنسان لأن التيار كله لم يكن منشغلا بهذه القضية وبالتالي لا يلوم إلا نفسه وأنا لا أذكر سوي محمد عبد القدوس الذي كان يعمل معنا في مجال حقوق الإنسان أما بقية من عملوا في هذا المجال كان تخصصهم قضايا حقوق الإخوان وكذلك من ينتمون إلي التيار السلفي كانوا يدافعون عن حقوق السلفيين وأيضاً الجماعات الإسلامية لكن قضية حقوق الإنسان بشمولها لم يعمل بها أحد من التيار الإسلامي ومع ذلك ومع قلة العاملين في مجال حقوق الإنسان أقوم بعمل مواجهة مع نفسي ومع التيار الذي أنتمي إليه لذا لابد من أن نواجه أنفسنا بالحقيقة أنه لم يكن سوي عبد الله رشوان،وعبد الله سليم، وتوفيق الشاوي -عليهم جميعاً رحمة الله- الذين انشغلوا بقضية حقوق الإنسان كقضية عامة والدليل أن في قضية الفنية العسكرية سنة 1974 كان هناك ثلاثة محامين من التيار الإسلامي من أصل 260 محامياً وهم فايز معز وعبد الله رشوان ومحمد عطية خميس أما الباقي كانوا من التيار اليساري والقومي والإشتراكي معني هذا أنا لا أقول هذا للتقليل من شأن التيار الإسلامي ولكن أقوله بغرض أن النسبة العددية لن تكون لصالح التيار الإسلامي لأن التيار الإسلامي لا يوجد به مشتغلون بحقوق الإنسان بإستثناء حقوق التيار لكن حقوق التيار شئ آخر فكل قضية للتيار كان بها أكثر من 60 محامياً.. ومثالاً فريد عبد الكريم الناصري ما ترك قضية للإخوان إلا وحضرها بينما لم يتواجد الإخوان المسلمون في جنازته حتي أنهم لا يذكرنه الآن وأحمد نبيل الهلالي ما ترك قضية للجماعة الإسلامية إلا وحضرها ومع ذلك لم يذكره أحد منهم ولو بكلمة شكر إلا صفوت عبد الغني في إحدي المناسبات. كيف سيتعامل المجلس الحالي مع الملفات التي تعامل معها المجلس السابق؟ - سنعيد فتح كل تقارير تقصي الحقائق ونبحثها من جديد ونأخذ فيها قرارات. لجان المعاونة ما المشروع الذي ستتقدم به شخصياً للمجلس القومي لحقوق الإنسان؟ - سأتقدم بمشروع "لجان المعاونة" بمعني لكي تنتشر ثقافة حقوق الإنسان في مصر لابد وأن يستعين المجلس بشخصيات معاونة في كل أنحاء الجمهورية وأن يكون هناك إعلان بهذ الصدد وأن يتم الوقوف علي أناس باختيار المجلس وأن يتم ذلك بطريقة عشوائية ليس بها نسب حزبية لأن الحديث عن النسب الحزبية في قضايا التخصص النوعي لا يصلح بها التقسيم الحزبي لأن هذا مفهوم "متخلف" وأنا ضد هذا المفهوم حتي في عهد د.مرسي الذي عمل تشكيلاً بأغلبية الأعضاء مثل اللجنة التأسيسية للدستور فجاء بتشكيل بأغلبية الأحزاب وليس من المتخصصين فخرج لنا دستور ملئ بالأخطاء الإملائية والنحوية وكذلك الصياغة والتشريع. ما تعليقك علي الإتهامات الموجهة إلي رجال الشرطة والجيش وأنهم المسسئولون عن كل الضحايا الذين سقطوا في الفترة الأخيرة؟ - من المؤكد أنه توجد سلبيات لكن عندما نقيس سلبيات الجيش والشرطة لابد من قياسها بالزمن والحالة بمعني أن رجل الأمن لم يذهب للقبض علي شخص فوجده يجلس في شرفة منزله فأشار إليه وطلب منه النزول لأنه مطلوب للذهاب إلي القسم..فيما مضي عندما كان يطلب من الإخواني عن طريق التليفون الحضور إلي قسم الشرطة كان يذهب إلي هناك في اليوم التالي وإذا طلب منه الحضور فوراً يذهب ويأخذ حقيبته معه وأحياناً يذهب بدون أن يطلب منه عندما يعلم أنه مطلوب وكنا نقول للسجانين كلمة مشهورة للدكتور بديع "والله لو تركتوا الأبواب مفتوحة لن نخرج"هذا كان سلوك الإخوان فيما مضي، لكن اليوم عندما ينظم الإخوان مؤتمراً ويضمون إليهم السلفية الجهادية والجماعة الإسلامية والسلفية التكفيرية والشيخ عبد المقصود ويكفّرون الشعب ثم يعتصمون ويضمون إلي الإعتصام سلاحا ثم تنفذ السلفية الجهادية عمليات قتل هل سأطلب من رجل الأمن وهو في طريقه للقبض عليهم ان يكون هادئاً ومسترخياً؟ المناخ اختلف.. ومثلاً ما حدث في قسم شرطة ناهيا عندما يدخل رجل الأمن للقبض علي الذين جاءوا ليحرقوا القسم هل سيسمحون له بالدخول ببساطة؟.. هذا ليس طبيعيا لكن الطبيعي أن يبتعد رجال الأمن حتي تصبح الظروف مواتية لهم للقبض علي أحد الجناة فيتكالبون عليه ويقيدونه ولكن التقييد ضد حقوق الإنسان ولكنهم مضطرون لفعل ذلك.. بالتالي لابد من التحقيق في ظروف القبض علي المتهمين في كل قضية علي حدة. وإذا تطرقنا إلي مثال آخر كعملية فض إعتصام مسجد الفتح..كيف رأيتها؟ - لا أستطيع الحديث عن حقوق الإنسان وأنا أري أحدهم يطلق النيران من مئذنة مسجد الفتح مما استلزم رد الشرطة عليه لأن الحالة هنا أصبحت معركة وليست قضية قبض علي متهمين، أما فيما يخص قضية حقوق الإنسان فتتعلق إن كان رجال الشرطة طلبوا منهم عبر مكبرات الصوت الخروج عدة مرات أم لا.. وقد إتصل بي أناس من داخل المسجد وقلت لهم: اخرجوا علي مسئوليتي ولن يتعرض أحد لكم وكان عددهم 32 وكانوا يخشون الخروج لأن من كانوا بالداخل بثوا فيهم عدم الثقة في الموجودين بالخارج وتأكيدي لهم كان بناء علي نداء أن من سيخرج من المسجد فسيذهب إلي منزله ولن تتم ملاحقته ولكن بشرط الخروج فوراً لأن بعد ساعة لن يكون الأمر علي مسئوليتي وبالفعل خرجت فتاتان من الخلف ولم يرهما أحد أما الباقي فخرجوا من الباب الأمامي وكان بينهم رجل عجوز. الحرب المقدسة وكيف تري ما حدث في كرداسة وما يشاع حول سيطرة الجماعات الإسلامية عليها؟ - هذا أمر مستحيل في ظل النظام الحالي الذي أصبح نظاما سياسيا متشددا وفي حالة حرب وأنا لا أنكر أن هناك تجاوزات ونحن سنحقق فيها ولكن في ظل أننا في حالة حرب مقدسة معلنة ضدهم وفي ظل أن الدراجة البخارية تمر أمام قسم الشرطة وتطلق الرشاش وفي ظل مئات من الجنود الذين يموتون في سيناء وبالتالي عندما أناقش اليوم قضية الطائرات الآباتشي التي قذفت معسكرا للإرهابيين أناقشها في ضوء حرب وليس في ضوء القبض علي متهمين هاربين ومن الغباء تطبيق مواد قانون الإجراءات علي حرب. ما الدور الذي تلعبه الجمعيات الإسلامية في الشارع المصري وخاصة سيناء..وما الغرض منه؟ - المناخ السائد أثناء وجود د. مرسي في الحكم كان مناخاً جيداً للسلفية الجهادية والتكفيريين والمناخ أهم من القرارات فهم في الحقيقة يكفّرون الدكتور مرسي لكن المناخ الذي وفره لهم كانوا يعتبرونه مناخاً ذهبياً ودفاعهم الآن عن المناخ وليس د. مرسي. ما تقييمك للعنف الذي يشهده الشارع المصري اليوم؟ - هذا عنف طبيعي وظهر ثلاث مرات في مصر في أواخر عصر السادات وفي منتصف عصر مبارك والآن في بداية العصر الجديد بعد الثورة وهذا عنف يتجدد ولكن دائماً ما تنتصر إرادة الشعب وأعتقد أن الجيش رصد ما فيه الكفاية في الفترة السابقة وأعتقد أن العرب في سيناء سيعلنون في القريب العاجل عن مبادرة لإنهاء هذا الأمر تماماً بالإضافة أن كل من ليس له جنسية مصرية سيرحل عبر معبر رفح إذا أمكنه أو عبر الأنفاق القليلة المتبقية. المادة 219 ما تعليقك علي المادة 219؟ -قضية الشريعة الإسلامية قضية تطبيق وعلم والسادات لم يكن راغباً في تطبيق الشريعة الإسلامية ومع ذلك المحكمة الدستورية في أحكامها أجبرته علي تطبيق الشريعة الإسلامية،لكن المادة 219 لا لزوم لها وكانت مجاملة من الإخوان للسلفيين ولم يستخدموها في شيء وأقول لإخواني السلفيين أنتم حتي اليوم لم تقدموا تصوراً لنموذج إسلامي يحكم ولذلك بعضكم وقع فريسة في أيدي الإعلاميين وألصقوكم بقضايا مثل زواج الفتيات الصغيرات وحكم التهنئة للمسيحيين بهدف أنهم يريدون أن يقولوا للناس إن هؤلاء ليس لديهم نموذج فأرجو أن نستفيد من التجربة.. فالإسلام تطبيق ونحن نستطيع من خلال الواقع العملي أن نفرض إسلامنا وليس من خلال نص دستوري ويكفينا نص المادة الثانية في الدستور لأنه في ظلها أصدرت المحكمة الدستورية أحكاماً كثيرة تتفق مع الشريعة الإسلامية وألغت نصوصا كثيرة تخالف الشريعة الإسلامية رغم أن النص كان به كلمة "المبادئ" لكن في ظل المادة 219 تم تعطيل المحكمة الدستورية ومحاربة القضاء وتعطيله ولم نحصل علي أحكام قضائية مع الشريعة كما لم نتمكن من وضع قوانين تتفق مع الشريعة فلنتفق أنه لابد أن نستعد بطريقة علمية ويكفيني أن حزب النور كان أكثر نضجاً من آخرين واكتشف الناس أن حزب النور الوليد كان عنده خبرة أكثر من جماعة عمرها 80 سنة علي الأقل في الأمور السياسية. هل تتوقع أن حزب النور سوف يُحدث أزمة بسبب المادة 219؟ - أزمة لمن؟..إذا قرر حزب النور ألا يكمل يوجد إحتياطي سيكون بديلاً له..أما إذا أثار أزمة في التصويت فهذا شئ طيب وأمر مطلوب أن يكون هناك صراع في التصويت. كيف تري المستقبل السياسي لحزب النور؟ - إذا إستمر علي هذه الحالة من اكتساب الخبرات حزب النور سيكون من الأحزاب الرائعة بشرط أن يستمر في هذه الخطوات من اكتساب الخبرات. لجنة ال 50 أثير جدل واسع حول لجنة ال 50..فما رأيك في تشكيها؟ - لجنة ال 50 ليست لجنة تكنوقراط ولكنها تمثل كل طوائف الشعب ولن يرضي عنها أحد لأن كل 50 يتم إختيارهم هناك 50 آخرون ليسوا سعداء وكلما ضاعفنا عدد الأعضاء سيكون هناك عدد مواز له غير سعيد إنما هذه ليست لجنة إنتقائية ولأنها شعبية ستكون متشددة في الحريات أكثر من أي عصر مرت به مصر وجميع الأعضاء متحفزون فهم يريدون المزيد من الحريات. ما موقفك من حزب مصر القوية؟ - كنت في اللجنة السياسية للحزب ولكني رأيت أنه من الأفضل أن أترك الحزب وسياسته بمعني انها ليست إستقالة ولكني لا أعمل به فأنا لم أكن عضواً بمعني الكلمة وهذا نوع جديد من التخلي وكأني كنت أريد أن أركب قطاراً فعدلت عن رأيي. وما الأسباب التي دفعتك لكي تترك الحزب؟ - حينما يجد الإنسان أنه سيسبب مشاكل للآخرين الأفضل منه أن يعمل بفكره فأنا أعتبر نفسي أنتمي لدائرة الفكر أكثر من دائرة التنظيم لأن التنظيم يقيد أهل الفكر ويجبر الإنسان علي الإلتزام بمواقف لا يريدها. حملة التشهير يتعرض المنشقون عن جماعة الإخوان ومنهم أنت والدكتور كمال الهلباوي لإتهامات عدة منها أنكما علي إتصال بجهات أمنية..فما ردك؟ - هذا تصرف طبيعي لكن عن نفسي دائماً ما أترك الإخوان وهم في رخائهم لأني لا أبحث عن مناصب فمثلا لقد ظللت مع الإخوان حتي سجنت ثم خرجت في سنة 2003وفي ذلك الوقت كانوا يستعدون لإنتخابات 2005 وكانت علاقتهم بالدولة جيدة و كنت قد استقلت وعندما جاء مرسي إلي الحكم كانت مصر مقسمة وكأنها كعكة ومن كانوا يقولون علي الإخوان أنهم دمويون وإنقلابيون انضموا لهم لأن الكعكة كانت كبيرة وقد عرض عليّ بعضهم أن أنضم والمناصب كثيرة ولكني لم أوافق.. حتي أنني لم أترشح لمجلس الشعب كما حاول أيمن نور أن يفرضني علي الإخوان ويضمني علي قائمة حزب الغد ولكنه صُدم عندما قالوا له أنهم لا يريدونني ولا يطيقونني لأنني كنت قد أبلغته سابقاً أنني لا أريد الترشح وأن الإخوان سيرفضون لكنه أراد أن يخوض التجربة ليتأكد بنفسه..وبالتالي قضية أننا علي اتصال بجهات (قضية ممسوخة) لأننا تركنا الإخوان وهم في عز الرخاء والدليل أن الأستاذ الجامعي سيد عبد الستار وبالرغم من آرائه الشديدة إلا أنه يمارس عمله وهو معزز مكرم وبالنسبة لي فأنا محام ناجح وأرفض أي مناصب حكومية لأنه لا يوجد أي شيء في هذه الدنيا يعادل المحاماة في نظري أما د. كمال الهلباوي فأعتقد أنه لديه من المال والسمعة والتاريخ وليس من المعقول أن يبيع مبادئه وهناك ما يقرب من 13 ألفا خرجوا من الجماعة منهم مكتب دمنهور كله ومن مكتب حلوان خرج الكثيرون أيضاً. هل تعتقد أن تلك الإتهامات سببها تصريحاتكما المعارضة للجماعة والتي طالما أعلنتما عنها؟ - هي لم تكن دائماً ضد ولكن هي في الأصل مع..لأن د.مرسي لو كان استمع إلي ملاحظاتنا كان بإمكانه أن يظل حاكماً لمصر حتي الآن وبإجادة إنما لأنه جاء علي نهج الجماعة والتنظيم الخاص فقد كل شئ حتي التمييز بين من يحب ومن يكره نحن كنا ننصح من أجل نجاح الإخوان في الحكم وكنا ننصح الدكتور مرسي أن يدعه من حكم الأقارب لأنه ضيّع حضارات وليس أشخاصا فقط.. وإذا قارنا بين المجلس القومي لحقوق الإنسان الحالي وبين سابقه نجد أعضاء المجلس الحالي يعملون في مجال حقوق الإنسان ومتنوعين في كل الإتجاهات بينما المجلس السابق كان مجلس الأقارب والنسايب والمحاسيب..إذن عندما ننصح د.مرسي بأن عواقب ما يفعله ستكون وخيمة فنحن الأصح بينما من هللوا له هم المخطئون. حل جماعة الاخوان ما تعليقك علي المطالبة بحل جماعة الإخوان المسلمين؟ - شئ مؤسف.. ولكن إذا كان حكماً قضائياً فلابد أن ينحني الجميع. هل من الممكن أن يتقبل الشارع المصري الإخوان من جديد؟ - بسهولة ولكن إذا طبقوا أربعة أمور أولاً:إعتزال الإدارة السابقة تماماً وتسليم المقرات والأموال إلي إدارة جديدة من الجيل الذي تربي علي السلمية.. ثانياً: الإعتذار للشعب المصري ثالثاً:إعلان الميثاق الجديد بواسطة قيادة جديدة لم تشارك في أعمال العنف مثل أحمد عمر،وأحمد إمام،وسعد زغلول، ومحمد سعد،ومصطفي رسلان وكلها أسماء لقيادات كبيرة لم تشارك في أي عنف ورابعاً:الإمتناع عن العمل بالسياسة لمدة 5 سنوات حتي ينسي الشعب هذه الأحداث..بالتالي إذا تم تطبيق تلك الأمور الأربعة فسيعود الإخوان أقوي مما كانوا. لماذا باءت كل المبادرات بالفشل؟ - من ناحية علم السياسة لايجوز أن نستخدم كلمة"مبادرات"إنما هي مفاوضات فالمبادرة معناها وصول الإنسان إلي فكرة جديدة ترضي جميع الأطراف لكن ما يحدث اليوم هو تفاوض ثم أن وقت التفاوض فات لأن الحديث عنه كان في ظل وجود إعتصام رابعة لكن دائماً حركة الإخوان متأخرة فهي تأتي بعد مرور الوقت ب5 دقائق وكذلك حركة الدكتور مرسي ،ولقد سئلت في أحد البرامج بعد إعلان نتيجة فوز د.مرسي عن النصيحة التي أقدمها له فقلت لها:أنصحه بتقديم إستقالته بسبب وجود مجموعة ألغام علي الطريق كالتأخر في إصدار القرار وعدم الخبرة في أمور الحكم وإشكالية الجماعة والدولة وهذه إشكاليات لم تحل وأهمها أن القرار يأتي بعد 5 دقائق. لا للإخوان ولا للعسكر كيف تري المحاولات الجديدة لشق الصف في الشارع المصري تحت شعار"لا للإخوان ولا للعسكر"؟ - عيب هذا الشعار أنه يفترض أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي هو الذي يحكم وهذا غير صحيح لأنه يحمي ولا يحكم وهو قائد متميز ثم إذا حدث وحصل الفريق السيسي علي إجماع شعبي فمن العار أن نخالف الإجماع الشعبي نحن ندعي أننا ديمقراطيون وليس هناك في النخب من يحوز الثقة لقد جرب الناس الإخوان وللأسف الصورة كانت سيئة وحصلوا علي رفض بالإجماع وجربوا الليبراليين لكن الرمز الذين إلتفوا حوله تركهم ورحل وجربوا الإشتراكيين ولكنهم لم يحصلوا علي إجماع الشعب ثم جربوا الإسلاميين الوسطيين مثل د.أبو الفتوح وحزب الوسط فشعروا أنه لا يوجد فرق وبالتالي حينما ييأس الشعب ويتجه إلي الجيش فيختار واحدا منهم بعد أن كان الحاكم مدنياً فأنا لا ألوم الشعب بل ألوم نفسي. كيف تري استمرار اختلاف النخب ونحن علي اعتاب الانتخابات البرلمانية؟ - لو استمر الحال علي ما هو عليه والنخب لا تضع صوب عينها أن الإنتخابات قادمة ومازالوا مختلفين علي أمور تافهة ويتكلمون أكثر مما يعملون بمعني لو أنهم عملوا في الشارع المصري ربع تواجدهم علي شاشات التليفزيون من المؤكد أنهم سينجحون فمثلاً يوجد حزب بدون ذكر إسمه أعرف أن عدد أعضائه لا يتجاوز 30 أو 40 عضوا ويعقد يومياً مؤتمراً صحفياً ،أما الحزب الوحيد الذي آراه شاغلاً نفسه بالشارع بعض الشئ هو التيار الشعبي. حركة تمرد حركة تمرد أعلنت أنها ستتحول إلي حزب سياسي..فكيف تري مستقبلها السياسي؟ - أتمني ألا تتحول لحزب لأنها نجحت كحركة وأتمني أن تستمر كحركة لأن الحزب هو بداية الخلاف والإنشقاق وهذه الحركة علامة في التاريخ ولابد أن يحافظوا علي وجود هذه العلامة ويكفي أن العالم العربي يقلدها. كنت تترافع طوال عمرك عن الإخوان المسلمين بدون مقابل..فماذا سيكون موقفك إذا طلب منك أن تترافع عنهم اليوم؟ - أعتقد أن الإخوان سيرفضون لأن تقييم الأشخاص وتقديرهم مهزوز لدي قيادة الإخوان لأنه لو كانوا يقدرون الأشخاص ما جعلوا شخصا مثلي ينصح بصدق من أول يوم يجلس علي هامش الدعوة الإخوانية بل علي العكس كان عليهم أن يستفيدوا من كل من كانوا ينصحونهم.. أما مسألة الدفاع فهذه متروكة لهم لكن من ناحيتي أنا أظن أن الأمر صعب ومعقد من الجهتين..منذ زمن كنت أترافع عن الإخوان وكانوا يعلمون أنني كنت أنفق من دخلي ودخل أولادي علي القضايا وأعتقد أن خيرت الشاطر كان أحد هؤلاء الشهود وترافعت عنه في قضية سلسبيل والأخ حسن مالك لمدة عام ولم أتقاض منهما مليماً ولا من الدعوة بل علي العكس كنت أنفق علي الزيارات وطلبات الزيارات نفسها من جيبي الخاص لكن في ذلك الوقت كان بيننا فكر وعقيدة وتفاهم مشترك ونوع من الإعتراف وتقدير الآخر ولم يكن هناك كبر وتعال وفي قضايا الإخوان عام 1995 كنت أنا المحامي الذي يقوم بالتنسيق بين الدفاع وأنا الذي اتفقت مع أحمد الخواجة وفريد عبد الكريم وعشرات من المحامين وتطوعوا مثلي بدون أجر لأن الدفاع عن الإخوان في ذلك الوقت كان قيمة عليا لأننا كنا ندافع عن عمل سلمي وكان هناك تقدير لنا من داخل السجن وعندما كنت في السجن ترافع عني الأستاذ رجائي عطية بنفس القيمة ونفس المبادئ بلامقابل وأنفق من جيبه الخاص ومن جانبي أعطيته الثقة في أن فكري سلمي ويستحق الدفاع عنه لكن هذين العنصرين إختفيا اليوم فليس هناك تقدير من داخل السجن لشخصي المتواضع فهم يعتبرونني من الأعداء لأنني نصحت ومع العلم أن كل ما قلته للدكتور مرسي حدث وكل ما حذرته منه جني ثماره ومن جانبي لا أستطيع أن أترافع في قضية أحتاج أولا للإقتناع بها. إذن لم تتلق عرضاً بالترافع عن شخصية من الإخوان؟ - في الحقيقة تلقيت عرضاً بالدفاع عن أحدهم ولكني قلت له:لابد وأن تأخذ موافقة التنظيم..لأني أعلم أن التنظيم هو الذي يحرك كل شئ لكني أترافع عن كل المقبوض عليهم في المظاهرات بلا أجر متطوعاً لأني أعلم أن 80٪ منهم مظلومون والقبض عليهم كان بهدف التأمين وأن الذين كانوا يسيرون في المظاهرات كانت أهدافهم تختلف عن أهداف المخربين.