أطفال سوريا هربوا من جحيم بشار لاستغلال سماسرة الهجرة غير الشرعية أطفال سوريا هربوا من جحيم بشار لاستغلال سماسرة الهجرة غير الشرعية قبل شهور هربن من نار الحرب في سوريا ليقعن في جحيم الهجرة غير الشرعية. اختزلت احداهن مأساتهن في عبارة »هربنا من النار إلي النار«. في أقسام الشرطة جلست العديدات من السوريات برفقة أبنائهن وأزواجهن في انتظار تحديد مصيرهن، فإما العودة إلي نيران بشار أو الحصول علي تأشيرة لدولة أوروبية تنهي معاناتهن. في أحد جوانب غرفة الحجز بقسم المنتزه جلست آمال تقص حكايتها.. تنهدت طويلا ثم قالت »هربنا من الموت إلي الموت«.. خمس كلمات فقط اختصرت بها مشوارها الطويل.. كانت تتكلم بصوت منخفض وبوجه بدا مجهدا ورغم ذلك تلوح فيه اضاءة خفية، ربما تشرق من نظرة الأمل التي تجاهد لتطل علي استحياء من عينيها الزرقاوين.. فهي مازالت تنتظر بشغف تحقيق احلامها بالسكن مع زوجها واطفالها الثلاثة في أمان وهدوء في أي دولة أوروبية. تسترجع ذكرياتها كنت قد حصلت علي اقامة بمصر لمدة 6 أشهر ولكن زوجي لم يجد أي عمل.. وساءت ظروفنا المالية فقررنا الرحيل، بعد تحرك مركبنا بيوم واحد تقريبا، رصدتنا القوات الأمنية وتم احتجازنا في قسم شرطة المنتزه مع مجموعة أخري حاولت أيضا الهجرة، وظل عددنا يتناقص بعد ترحيل جزء منا، ولم يتبق إلا العشرات فقط. وتضيف لا اتخيل أن ارجع إلي سوريا لم يبق لي شيء في سوريا.. كل شيء تم تدميره حقا الحرب قاسية. »ايه اللي رماك علي المر... قالوا اللي أمر منه«.. قالتها جومانا بصوت مرتجف وهي تلخص تجربتها المريرة التي دفعتها لالقاء نفسها مع اطفالها الخمسة في عرض البحر متمنية ان يحملها إلي بر الأمان.. لينتهي بهم الامر إلي قسم شرطة ادكو!! تروي جومانا قصتها قائلة خرجت مع زوجي واولادي من مخيم اليرموك بعد قصفه إلي مصر في 30 مارس الماضي واقمنا في مدينة الشروق حاولنا التعايش بمصر وحصلنا علي اقامة مؤقتة.. ولكن واجهتنا الظروف المادية الصعبة، وبعد فترة سمعنا عن فرصة السفر إلي احدي الدول الاوروبية ونجاح عدد من السوريين في ذلك.. فقررنا جمع مالدينا والاستعانة بأقاربنا في الخارج لجمع النقود. وتتابع: توجهنا إلي الاسكندرية، ودفعنا لاصحاب المركب قرابة 3 آلاف دولار عن كل شخص بالغ أما الاطفال فكان ركوبهم مجانا واتفقنا علي لقائهم علي الشاطيء في ساعة معينة لنجد اكثر من 100 شخص اخر معنا.. ولكن تبخرت احلامنا في لحظة قبل ان نصعد للمركب.. حيث اخبرنا اصحاب المركب ان قوات الامن تراقب المكان ويجب علينا المغادرة.. ولكننا عجزنا عن الهرب للأسف. تتوقف برهة وكأنها تستعيد الصورة وتكمل: كنا 11 شخصا تم إلقاء القبض علينا. وتم احتجازنا لحين حصولنا علي تأشيرات للخروج لأي دولة واذا لم يحدث هذا سوف يتم ترحيلنا إلي سوريا.. مازلنا نعيش في اوضاع صعبة. تتنهد وتبرر مغامرتها قائلة حين سافرنا كانت كل التجارب قبلنا آمنة ولم تسجل أي حالات غرق.. ولو كنا نعرف اننا سوف نواجه هذا المصير ما غرمرنا.