ابناء الصعيد يستقلون القطار من محطة مصر بعد طول انتظار في 6 ساعات عبر قطار الصعيد حاجز الخوف من الارهاب ليصل الي اسيوط معلنا انتصار رغبة الحياة علي نوازع الشر فقد استأنفت قطارات الصعيد رحلاتها صباح امس بعد اكثر من مائة يوم من التوقف .عاد نفير قطار الصعيد يشق صمت مدينة اسيوط لتصبح اغلي رحلة قطار في تاريخ الصعيد الحديث بعد اول رحلة له في اواخر القرن التاسع عشر. بالزغايد والتهليل استقبل ابناء اسيوط قطار 978 تغير مصدقين واخذ الفلاحون في الحقول والعمال في الورش يلوحون للركاب باشارات النصر والفرحة وكأن الحياة عادت مرة اخري الي جسد الصعيد واصطف طلاب الجامعة والمدارس علي رصيف 4 ممسكين باجهزة الهواتف المحمولة ليسجلوا اللحظة التاريخية بعودة قطار الصعيد مرة اخري اليهم. اكثر من مائة يوم كاملة اصابت عاصمة الصعيد بالشلل الجزئي حيث تعتمد اسيوط علي وسيلة السكة الحديد كوسيلة رئيسية في نقل البضائع والسلع بالاضافة الي المواطنين حيث تعد محطة مركزية مثل رمسيس والجيزة وتتوقف كل القطارات المارة بها بجميع انواعها. الاخبار استقلت قطار عودة الروح من محطة رمسيس حيث خرج القطار متأخرا عن موعده خمس دقائق بسبب الاجراءات الامنية المشددة. وتم تمشيط وتفتيش عربات القطار والتأكد من تأمينه. حيث وضع رجال الامن تحت اشراف اللواء منير السيد مدير شرطة النقل والمواصلات خطة امنية مكبرة لتأمين محطة مصر بوضع بوابات كشف المعادن والمتفجرات وتم التفتيش ذاتيا لمن ارتابوا فيهم من الركاب. وتم تشغيل العربات الجديدة التي تم تطويرها في ورش ابوراضي حيث تم تطوير القطارات الفرنساوي ليصبح اكثر راحة باتساع مقاعده وانتظام اجهزة التكييف بعد صيانتها ووضع اجهزة لاعلان درجة حرارة والوقت والتاريخ داخل العربات. وانتشرت في جنبات العربات الروائح الذكية المعطرة خاصة بالقرب من دورات المياه بالقطار. وانتشر في القطار رجال الامن بوضع تشكيل مكون من ضابط وسبعة افراد بينما انخفض عدد الركاب بعد اعادة البعض منهم التذاكر عقب قرار تجميد الحركة طوال الايام الثلاثة الماضية وانتشار الشائعات بتوقف القطارات لمدة شهر. واستطلعت الاخبار من خلال النافذة ما خلفته فترة التوقف علي السكة حيث استمرت التعديات علي حرم السكة الحديد بصورة كبيرة في القاهرة قبل المحافظات الاخري وتم رصد ساحة انتظار سيارات كبيرة ملاصقة للقضبان تحت كوبري المحور مما ينذر بحدوث حوادث تصادم او خطورة كبيرة علي هذه السيارات اصحابها اما في محافظات الصعيد فقد قام المزارعون بالزراعة والبناء في حرم شريط السكة الحديد وهوما يتطلب حملات ازالة لكل هذه التعديات. سار القطار بصورة طبيعية لكنه توقف مرتين ما بين قرية مزغونة ومدينة الواسطي لوجود اصلاحات في شريط السكة الحديد مما ادي الي تأخير القطار لمدة تصل الي قرابة الساعة ولكنه انتظم بعد ذلك في سرعته العالية. وأكد عدد من رواد المحطة أن مصر بشعبها وشرطتها وجيشها قادرون علي هزيمة الإرهاب والتصدي لكل أشكال العنف والبلطجة والخروج علي القانون ..فأمام جميع بوابات الدخول والخروج من المحطه تم تثبيت أجهزه الكترونية حديثة يتم من خلالها تفتيش الحقائب للكشف ما اذا كانت تحتوي علي أجسام غريبة أم لا وبعد فحصها والتأكد من سلامتها يلصق عليها "استيكر" لمعرفة أن هذه الحقيبة تم تفتيشها تماما وضمان دخولها الي عربة القطار.وفي السياق ذاته تواجد عدد من القيادات الامنية للتأكد من استقرار الحركة وضمان سلامة وصول القطارات من محطة الانطلاق الي نقطة الوصول..التقت"الاخبار"مع العميد أيمن كامل وكيل ادارة شرطة السكة الحديد والبحث الجنائي ..قال :إن هناك خططاً أمنية تم وضعها تبدأ بمكان تواجد القطار داخل الورش بالخضوع لتفتيش دقيق من ضباط الحماية المدنية لكل عربة بالقطار مشيرا إلي أن المحطة من الخارج تخضع جميع حقائب المسافرين للتفتيش الكترونيا عن طريق أجهزة الكترونية تم تثبيتها أمام بوابات دخول المحطة وبعد التأكد من سلامتها يتم لصق ملصقات علي الحقائب تؤكد أنها آمنة وتم تفتيشها..وأكد انه في حالة وجود حقائب ليس عليها هذا الملصق تكون محل اشتباه من قبل فرق التأمين وتخضع للتأمين لضمان سلامتها. أكد العميد أيمن انه تأتي عقب ذلك مرحلة "الكلاب البوليسية" التي تتولي تفتيش رصيف القطار بالكامل لضمان الامان به بالاضافة الي انه يتم تفتيش حقائب الركاب..وبعد ذلك يتولي ضباط الخدمة داخل القطار عمليات تفتيش مستمرة من الداخل طوال الرحلة وحتي الوصول .. لتستمر عمليات التأمين قبل انطلاق القطار بحوالي نصف ساعة يخرج جرار لمسح الطريق للتأكد من سلامة السكة حفاظا علي ارواح المواطنين مؤكدا انه هناك تنسيقا كاملا مع القوات المسلحة والأمن الوطني والمديريات والامن المركزي المنوطة بالتعامل مع اي شيء يخل بحركة القطارات...وانهي العميد أيمن كامل حديثه مع "الأخبار" بكلمة أن السكة الحديد ستظل الأكثر أمانا وأوفر وسيلة مواصلات علي مستوي الجمهورية. "الاخبار" رافقت القوة الأمنية خلال عمليات التفتيش داخل محطة مصر .. حيث يتولي أحد مختصي الكشف عن المفرقعات عملية التأمين باستخدام"كلب بوليسي" التي تتم بطريقة صارمة لكشف أي مفرقعات وتفتيش كافة الحقائب دون استثناء بطريقة محترمة لاتهين متعلقات الركاب الذين يتعاونون تماما مع أفراد الأمن باعتبار ان هذه الاجراءات تهدف الي سلامتهم في المقام الأول .. وقال أحمد محمد السيد رقيب شرطة والذي رافقنا داخل القطار مستخدما "الكلب البوليسي" انه في حالة الاشتباه في أي حقيبة يتم ابلاغ الحماية المدنية التي ترسل خبير مفرقعات للتأكد من سلامة الحقيبه وعربة القطار قبل مغادرته رصيف المحطة. وفي بني سويف انطلقت صافرة القطارات من جديد وسط فرحة كبيرة من الأهالي وإجراءات أمنية مشددة بقيادة اللواء طارق زيدان مساعد مدير الامن للنقل والمواصلات والعقيد ياسر طنطاوي رئيس مباحث السكة الحديد ببني سويف تحسبا لأي أعمال تخريبية متوقعة من جماعة الإخوان المحظورة في خطوط السكة الحديد والتي من شأنها إزهاق أرواح عشرات الأبرياء. حيث استقبلت محطة بني سويف في التاسعة صباحا مرور القطار رقم 978 المتجه من القاهرة الي اسيوط وهو اول قطار بعد توقف دام لمدة 100 يوم تقريب استؤنفت خلالها حركة القطارات مرة واحدة ثم عاد للتوقف من جديد. ومن جانبه أكد العقيد ياسر طنطاوي رئيس مباحث السكة الحديد ان أرصفة المحطة قد شهدت اقبالا متوسطا من المواطنين نظرا لعدم معرفة الكثيرين ببدء التشغيل و مواعيد القطارات اضافة الي تخوف البعض منهم من عدم انتظام الحركة، وتأخر المواطنين علي أعمالهم، بالإضافة إلي عدم وجود جداول واضحة بمواعيد تشغيل القطارات.