لم يعد هناك كلام يقال.. أصبحنا نكرر اليوم ما قلناه بالأمس.. ولا أحد يقرأ ولا يسمع ولا يعقل.. ومع ذلك نضطر الي أن نكرر ما قلناه من أن الإرهاب الأسود الذي يحيط بنا في كل مكان وزمان سوف ينتهي الي الأبد مهما فعل بنا وبالوطن.. فنحن لن نهدأ في مواجهته.. والوطن لن يتوقف عن العمل من أجل القضاء عليه. اذا كنا قد فقدنا حلم التأهل لكأس العالم لكرة القدم.. فاننا لن نتوقف عن حلم القضاء علي الإرهاب.. سنفوز بكأس العالم في القضاء علي الإرهاب.. ربما تكون القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء أمس هي الخطوة الأولي التي تستعيد فيها حكومة الببلاوي المتخاذلة بعضا من ثقة الشعب.. هذا الشعب فوض هذه الحكومة ممثلة في قواتها المسلحة والشرطة في 26 يوليو الماضي في أن يقضوا علي الإرهاب.. لا أن يتفرجوا عليه ويتركوه يحصد كل يوم ضباطا وجنودا كل جريمتهم أنهم يحموننا ويحمون الوطن. من المؤكد إن الجماعات الإرهابية المسلحة في شمال سيناء، بدأت في تنفيذ مخطط خسيس ضد عناصر الجيش والشرطة، يعتمد بشكل أساسي علي السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، ودوائر التفجير الإلكتروني عن بعد، في إطار مخطط تتبناه جماعة الإخوان المسلمين لإشاعة الفوضي في شبه جزيرة سيناء وهي كما نعلم عمليات تحتاج الي أموال طائلة وعناصر مدربة تدريبا عاليا. هذه التنظيمات الإرهابية المسلحة بشمال سيناء تعمل تحت إشراف جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها الوسطي، التي تعتبر المحرك الرئيسي للجماعة في المرحلة الحالية بعدما تم القبض علي القيادات الرئيسية.. وانكشاف قدرتها الضعيفة علي الحشد العام في الميادين والشوارع.. و أن الجماعات التي يطلق عليها "أنصار بيت المقدس"، أو "كتائب الفرقان"، أو غيرها من المسميات ما هي إلا أسماء لمجموعات متخرجة من الجماعة الأم..جماعة الإخوان، التي وضعت خطة لتنفيذ هجمات إرهابية متطرفة ضد أبناء القوات المسلحة وقياداتها، خاصة في شمال سيناء، حيث تحصل علي الدعم بالمال والسلاح من مصادر عدة عن طريق قطاع غزة. الهجمات الانتحارية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية التي ملأت سيناء بفضل الفترة التي حكمها الإخوان سواء عن طريق الافراج عن الإرهابيين المحبوسين أو استضافة عناصر القاعدة الذين كانوا مشتتين في العالم.. تهدف في المقام الأول إلي تكوين ما يسمي ب "كتائب الموت"، التي تستهدف رجال القوات المسلحة والشرطة ، خلال الفترة المقبلة في سيناء وبقية المدن المصرية.. وكما تابعنا فان حادث تفجير حافلة الجنود في سيناء والذي استشهد فيه 11 جنديا ..وحادث اغتيال البطل الشهيد المقدم محمد مبروك في القاهرة منذ أيام.. والبطل الشهيد النقيب أحمد سمير في القليوبية بالأمس هو جزء من هذا المخطط الجبان. هذه الكتائب تتلقي أموالا طائلة ويتم تدريبها علي أعلي مستوي وامدادها بمعلومات دقيقة عن الأهداف التي سيتم التعامل معها والأفراد الذين سيتم تصفيتهم..أما الأموال فنحن نعلم من أين تأتي.. والتدريب والسلاح والمعلومات مصادرها معروفة للكل.. ولابد لمواجهة كل هذا أن نكون علي أعلي قدر من القوة والامكانات والتسليح والمعلومات . الحرب ضد الإرهاب ليست سهلة.. وسيكون فيها العديد من الضحايا.. وستأخذ وقتا طويلا.. وما ذكره القائد العام للقوات المسلحة من أن مايحدث سيزيدنا اصرارا علي مواجتهه الا أنه يجب علينا أن نكون أكثر جرأة في المواجهة.. وأن نأخذ بالمبادرة ولا ننتظر حادثا هائلا ليكون لنا بعده رد الفعل . نحن واثقون من أن مصر بشعبها وجيشها وشرطتها سوف تقضي علي الإرهاب.. ولكن لكي يتحقق هذا الهدف لابد من اعادة فرض حالة الطواريء وحظر التجوال مرة أخري.. ومن يقول أنها غير دستورية فان الشعب الذي خرج في 26 يوليو وعلي استعداد تام للخروج مرة أخري يمنح هذا القرار شرعية دستورية شعبية.. من الذي سيقول انها غير دستورية والشعب كله يطالب بها!؟ اذا كنا نواجه جماعات ارهابية محلية ممولة ومدعومة من الخارج.. تحصد أرواح خير جند الأرض.. فان علينا أن نجند كل أجهزة الدولة حتي القضاء عليه . الأمن.. هو الطريق للسياسة والاقتصاد والاستثمار والسياحة.. وهو الطريق للحياة.