سعىد الخولى صراعات ومواءمات لجنة الخمسين للدستور ما بين الفئات المختلفة التي تمثلها أسماك كبيرة تبحث عن الانتصار لنفسها ولفئتها من خلال حق دستوري أصيل يمنح الحصانة لفئة ويحفظ السيادة لفئة ثانية ويحمي الحدود لفئة ثالثة- تجعلني اتساءل: هل يريد هؤلاء وأولئك أن يصير الفقر والذل وكسر الجناح إرثا يتبادله الابناء جيلا بعد جيل، ليظل الثراء وعزة المناصب وحصانة الكراسي حكرا مثل المحميات الطبيعية لا يحق لمساكين النصف الاول الاقتراب منه؟. مجرد سؤال بعد اعتراضات بعض الهيئات القضائية علي وضعها بالدستور الجديد وتمسك كل منها بامتيازاته وما يتردد من مواءمات سياسية للابقاء علي مجلس الشوري مقابل حصانة المحامين، فضلا عن صراع الكوتة التي تطالب بها فئات من الشعب مثل المرأة والاقباط والعمال والفلاحين في مقاعد البرلمان المنتظر. ان حديث الكوتة يقطع الامل في مجلس نيابي متوازن يحمل هموم الشارع والمطحونين فوق كاهله، ليتحول الامر الي مصالح فئوية بين الكوتات المختلفة، والتي من المؤكد أنها لن تمثل سوي شريحة محدودة من الشعب لنعود الي مجتمع النصف في المائة ليبقي ال5.99٪ الاخرون رهن حقوق- بل امتيازات- هذا النصف في المائة الذي قامت بسببه ثورة 32 يوليو 2591 فثورة 52 يناير 1102 ثم 03 يونيو 3102 ولتتحول الدماء التي سالت والاجساد التي تمزقت الي كبش فداء لصالح توريث الفقر والذل والعز أيضا! ان صناعة الدستور الجديد لابد أن يشترك فيها جميع المصريين سواء بالمناقشة أو بالتصويت عليه والمفترض ان ذلك هو صميم دور من ينعتون أنفسهم ويسبغ عليهم الآخرون صفة »النخبة« لكن للأسف ان تلك النخبة بوجوهها المألوفة، من زال منها ومن دام ركبوا حصان المصالح الفئوية الخاصة بهم وباتجاهاتهم واستطاعوا بنجاح منقطع النظير تفتيت آراء مشاهديهم ومتابعيهم وتحول كثيرهم الي معاول هدم سياسية وآلات حفر أخلاقية تنخر في صميم وجدان أهل هذا البلد الطيب، وكان لازما تطبيق قانون الطواريء علي شططهم وحظر التجول علي أفكارهم. ثرنا علي مبارك وعصبته فارتفع الاخوان وحاولوا الاستئثار فانزاحوا بثورة ثانية ركبها القوميون والناصريون ويحاولون الاستئثار وإعادة أيام مجدهم التليد، فهل نحن في الطريق الي ثورة ثالثة يحاول فيها الساداتيون ركوب الموجة؟. لله يا زمري ثورتان ومئات الشهداء وآلاف المجاريح والمحبوسين والعقلية واحدة.. إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.