كشف مصدر مسئول بالقطاع الفني بوزارة البترول أن السبب الحقيقي وراء أزمة الوقود خاصة البنزين والسولار والتي تشهدها مصر منذ أكثر من عام ترجع إلي تهالك وتوقف وحدات (الهيدروكركر) و(الكوكر) والتي تقوم بآخر مرحلتين في عملية تكرير البترول وتتم خلالهما استخراج 50٪ سولارا و20٪ جاز وقد توقفت هذة الوحدات نهائيا بشركة السويس لتكرير البترول ولم تعد تصلح للصيانة أوالتشغيل كما ساءت حالة وحدات (ميدور) ولم تعد تعمل بكامل كفاءتها ومهددة بالتوقف في أي وقت وهو ما سيضع البلد أمام كارثة ستضاعف أزمات السولار والبنزين والبوتاجاز.مؤكدا أن توقف هذه الوحدات بعد تهالكها وعدم صلاحيتها للصيانة وإعادة التشغيل تعرض مصرلأزمة خطيرة، حيث أنها تعتمد في البنزين علي الإنتاج المحلي بنسبة تصل إلي 95 ٪ وتستورد الباقي، وهو ما يعرض المواطنين وقطاعات الإنتاج في الدولة للخطر. وقال إن تهالك المعامل سيؤدي لكارثة في توفير المواد البترولية المشكلة الأكبر تتركز في معمل (ميدور ) حيث تقدم عدد من العاملين ببلاغات للأجهزة الرقابية وشكاوي لوزارة البترول للتحقيق في تراجع أداء المعمل وتهالك معداته بسبب استخدام خام غير مناسب لكفاءة المعدات مما أدي لنقص الكميات المنتجة من السولار والتي كان ينتج المعمل منها 6 آلاف طن يوميا . كما اشتكوا من هيمنة نجل وزيرة سابقة ومسئولة بالحزب الوطني حيث يسيطر علي أركان الشركة ويتحكم في مقدرات العاملين . وقال أحد العاملين أن نجل الوزيرة تم ترقيته بالمخالفة لجميع القواعد حتي وصل لمنصب نائب المدير العام رغم أنه من دفعة 1994 . ويتحكم في ترقية زملائه. وأبدي العاملون غضبهم من تجاهل التحقيق في المخالفات بالشركة والتي أدت لتراجعها . ومن جهته قال خبير البترول مدحت يوسف والرئيس السابق للشركة أن تراجع ميدور كارثة علي قطاع الطاقة في مصر نظرا لما توفره من مواد بترولية وكميات هائلة من السولار والبنزين والبوتاجاز. وقال أن النظام الذي تتبعه هيئة البترول ونظام التسعير الجديد غل يد الشركة وكبل حريتها في شراء الخام المناسب . مضيفا أن الغريب أن معدات المعمل تتعامل مع الخام الثقيل والرديء لتنتج أفضل الخام ويتم شراء الخام السييء بسعر رخيص ويكون عالي الكبريت لينتج منه المعمل أفضل مواد بترولية . لكن هيئة البترول وردت لميدور خاما خفيفا مما أثر علي الوحدات وهبطت كفاءتها للنصف . مشيرا إلي أن المعمل الذي يخسر حاليا حقق صافي ربح عام 2008 وصل إلي 327مليون دولار .وقد أبلغت المهندس شريف إسماعيل بهذه الكارثة وأصدر تعليماته بتصرف الشركة في شراء الخام حفاظا علي هدر المعدات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه . الأخبار حاولت الإتصال أكثر من مرة بالمهندس علي فضة رئيس شركة ميدور بمكتبه وعلي تليفوناته الخاصة لتوضيح الأمر والرد علي تلك المشاكل لكن دون جدوي.