شعرت برغبة شديدة هذه المرة أن أوجه رسالة مفتوحة لكل القادة العرب الذين سيجتمعون يومي 27 و28 مارس الحالي في مؤتمر القمة العربية بمدينة سرت الليبية بعد أن وصلت الأمور في منطقة الشرق الأوسط إلي وضع يهدد كل الدول العربية ويهدد مصداقية قادتها أمام شعوبهم وأمام التاريخ لقد أصبح من الضروري في مؤتمر القمة القادم ألا يكون مثل بقية مؤتمرات القمة السابقة.. لقاءات وإبتسامات.. ومشاجرات في بعض الأحيان .. وقرارات معدة مسبقا لايتم تنفيذ أي شيئ منها القمة وأصبحت معظم جهود مؤتمرات القمة تضيع في إنجاز المصالحات العربية وكأن الخصام أصبح هو السمة السائدة بين القادة العرب . لكن هذه المرة أتمني ألا يكون مؤتمر القمة القادم مثل بقية المؤتمرات السابقة خاصة بعد أن وصلت الأمور في منطقة الشرق الأوسط وفي القضية الفلسطينية بالتحديد إلي نقطة الخطر الذي يهدد بضياع هذه القضية إلي الأبد بعد أن شاهدنا تبجح إسرائيل وإعلانها في وجود نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء زيارته الرسمية لها بناء 1600 وحدة سكنية في القدسالشرقية وكأنها تضرب عرض الحائط بأي جهود مستقبلية لحل القضية الفلسطينية 0 ومع أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلنت رسميا علي لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن غضبها الشديد مما أعلنته إسرائيل ببناء 1600 وحدة إستيطانية في القدسالشرقية وأن ماحدث في وجود نائب الرئيس الأمريكي كان بمثابة الصفعة المهينة للولايات المتحدةالأمريكية ومع أن كثيرا من التقارير الصحفية قد أشارت إلي أن هناك أزمة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل تعتبر هي الأشد علي مدي ال35 عاما الماضية إلا أنه سرعان ماوجدنا إسرائيل تقلل من أهمية ماحدث ، وتري أنه لايوجد أزمة بين الدولتين وقررت إستمرار جهودها في تهويد مدينة القدس حتي جاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأعلن مؤخرا هو الآخر أنه لا توجد أزمة في العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة..وأضاف ان إسرائيل هي أحد أوثق حلفائنا ونحن والشعب الاسرائيلي يجمعنا رباط خاص لن ينفصم، لكن الاصدقاء يختلفون احيانا". هذا هو واقع العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل.. ويجب ألا ننخدع بأي حقيقة أخري.. لكننا في مؤتمر القمة القادم لابد أن يكون هناك موقف محدد من قبل القادة العرب وأن يتفقوا علي تحرك مستقبلي واضح وأن يجيبوا علي سؤال هام : ماذا بعد ؟ وكيف سيتصرفون في قضية المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل.. هل سيوافقون علي إتمامها ؟ أم سيقررون وقفها بعد كل هذا التحدي الإسرائيلي ؟ وماذا سيفعلون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في الفترة القادمة بعد تراجع إهتمامها بحسم قضية الشرق الأوسط 00بل وعجزت عن إرغام إسرائيل علي وقف الإستيطان في الأراضي المحتلة ؟ وماذا سيفعلون في إنهاء الخلاف الفلسطيني الداخلي الذي أصبح هو جوهر الصراع العربي الإسرائيلي لأنه بدون حل هذه النزاع لن يكون هناك سلام.. أقول للقادة العرب أنهم إذا كانوا يريدون دولة فلسطينية قوية ومستقلة فعليهم بوحدة الصف الفلسطيني أولاً لحقن دماء الفلسطينين وأن تكون القرارات الصادرة لصالح القضية الفلسطينية ولصالح الشعب الفلسطيني وليس لصالح جهات إقليمية تستغلها من أجل مصالحها هي أما بالنسبة لإسرائيل فأشير إلي مايؤكد عليه السفير محمد بسيوني رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشوري وسفير مصر الأسبق بإسرائيل، أن هذه الدولة لا يوجد بها رئيس وزراء يحقق ما يعد به إلا إذا كان مجبراً عليه سواء كان الإجبار سياسياً أو اقتصادياً أو أن يكون هناك ضغط من الرأي العام الدولي أو الإسرائيلي ، وفلسطين لن تعود إلا بالضغط، وتمني من الإدارة الأمريكيةالجديدة أن تعمل علي تنفيذ وعدها بوجود دولة فلسطينية مستقلة، ومطالباً الرئيس الأمريكي أوباما بالإعلان عن حدود الدولة الفلسطينية التي يتحدث عنها أولاً، متمسكاً بألا تكون أقل من حدود عام 1967.. هذا مايجب أن نتفق عليه في مؤتمر القمة القادم 00وأرجو من كل القادة العرب أن يتفقوا جميعا هذه المرة بشكل إستثنائي علي توحيد الصف .