لم أكن أتخيل يوماً في حياتي أن أتعرض لمثل ما تعرضت إليه.. كنت أعتقد أن ما نقرأ عنه من حوادث سلب ونهب وقتل وخطف واعتداء مجرد أخبار لا يمكن أن تحدث لي أنا شخصيا. لأني طيب وملتزم ومسالم وفي حالي مثل عادل إمام في مسرحية (شاهد ماشفش حاجه) إلي أن ذهبت يوم الخميس الماضي عقب صلاة المغرب لممارسة رياضة المشي كعادتي منذ عدة سنوات علي الطريق الدائري بالقرب من مرور البساتين وفجأة ظهر لي اثنان بلطجية سنهما لا يتجاوز العشرين وشكلهما والعياذ بالله كالشياطين بل ربما الشياطين أحلي منهما.. أحدهما مسلح بموسي كبير من بتوع محلات الحلاقة والثاني معه طبنجة وعلي طريقة عصابات شيكاغو والأفلام الأمريكاني قالا لي ولكن بكل أدب: يا حاج طلع كل اللي معاك علشان مش عاوزين نئذيك.. حاضر من عيني بس أنا كنت نازل أتمشي ورايح أصلي العشاء وليس معي حاجه سوي كيس سوداني ولب بتسلي بيه.. عيب عليك يا حاج بلاش كذب لأحسن اللي بيكذب بيروح النار طلع بالتي هي أحسن بدل ما نئذيك.. نظرت حولي لأستغيث بالسيارات التي تمرق أمامي مسرعة علي الدائري فقالا: ماتحاولش تستغيث ماحدش من العربيات هايقف لك حتي لو (سحينا دمك).. لما سمعت (سحينا دمك).. أعصابي ساحت وأخرجت مافي جيبي ولم يكن مبلغاً كبيراً بل حفنة من الجنيهات لا تتجاوز المائة جنيه وطلبوا مني (الموبايل) ولأنهما من البلطجية الشرفاء المؤدبين المتربيين - كتر خيرهم - أعطاني أحدهما شريحة (الموبايل) ولم يمسسني الآخر بسوء أو أذي وبعد تفتيشي بمنتهي الذوق للتأكد من خلو جيوبي قالا لي مع السلامة يا حاج.. (شايفين الأدب ).. حمدت الله علي نجاتي ولكني عدت للمنزل في حالة نفسية سيئة جدا فقالت لي ابنتي: احمد ربنا يا حاج جت سليمة دول بيسرقوا العربيات ويخطفوا الأطفال في عز الظهر وقال لي ابني: خير ما فعلت يا بابا أنا لو طلع لي بلطجي هاعمل زيك بالضبط هو العمر بعزقه؟! وذكرتني زوجتي بما حدث لها في رمضان الماضي عندما خطف بلطجي ديلفيري (قصدي علي موتوسيكل) حقيبة يدها وهي خارجه من المسجد عقب صلاة التراويح ولولا أنها تركت له الحقيبة دون مقاومة لسحلها في الشارع... يا سلام حاجة عظيمة قوي ناقص إيه أيها السادة؟؟!! يقتحم علينا البلطجية بيوتنا ويعتدون علي أموالنا وحرماتنا - اللهم احفظنا- لذا أتوجه إلي الفريق أول عبدالفتاح السيسي وأقول له من (يدافع)عني ياوزير (الدفاع)؟ وأقول أيضاً للواء محمد إبراهيم من (يُدخل) الأمن والطمأنينة لقلبي يا وزير (الداخلية)؟ الموقف في منتهي الخطورة ومصر تستنجد بكما وتقول (واسيساه) (وإبراهيماه) مثل المرأة التي استغاثت (وامعتصماه) فهبَّ لنجدتها وإنقاذها.. أرجوكما لابد من الحسم بمنتهي القوة والسرعة مع نشر ذلك في جميع وسائل الإعلام لردع كل بلطجي تسول له نفسه إيذاء وترويع الآمنين... اللهم قد بلغت اللهم فاشهد (وعوضي علي الله في الموبايل التاتش والمائة جنيه وعمري اللي كان هايروح أونطة علي يد اثنين بلطجية لا يساويان نكلة)...