د. كمال مغيث- د. الهام عبدالحميد- د. مصطفى رجب تعمد الاخوان التدخل في الكتب الدراسية لفرض افكارهم واللعب في ادمغة الاطفال لكن جاءت ثورة 30 يونيو لتضع حدا لعبثهم في المناهج . والحق يقال ان مافعله الاخوان لم يكن الاول من نوعه في تاريخ مصر فقد شهدت الكتب الدراسية تدخلا في كل العهود وسعي كل حاكم الي تطويع التاريخ بما يعظم من دوره ومكانته حتي ان الرئيس الاسبق ضخم كثيرا من شأن الضربة الجوية وكأنه يختزل نصر اكتوبر العظيم فيما قدمه. »الاخبار« تسعي من خلال هذا التحقيق الي التوصل إلي صيغة تضمن توفير كتاب مدرسي خال من الاكاذيب ومحصن ضد تدخلات الانظمة السياسية التي تتوالي علي حكم البلاد. تقول د. الهام عبد الحميد - وكيل معهد الدراسات التربوية الاسبق - انه لا يجب ان تتدخل الايديولوجية والتوجهات السياسية في مناهج التدريس، موضحة أهمية رصد كتب التاريخ للاحداث التاريخية بموضوعية وحيادية مشيرة الي انه في عهد الرئيس السابق محمد مرسي تعرضت الدولة وليس مناهج التعليم فقط الي اخونة بدلا من اعلاء مفاهيم المواطنة واللحمة والتماسك الوطني، موضحة ان الحكومة تعبر عن نفسها، في كتب التاريخ وهذا ادي الي تزييف العقول، مطالبة بإنهاء هذه الجريمة لتسببها في تدهور العملية التعليمية، موضحة ان اخونة الدولة كانت تهدف الي تغيير الهوية المصرية لتصبح هوية واحدة، وهذا خطأ لان الهوية المصرية متعددة، من الفرعونية والقبطية والاسلامية ،لان مصر تأثرت واثرت في العالم، ولا يصح ان يتم توجيه التعليم بشكل احادي، وتري د. الهام ان الإخوان تغلغلت في المؤسسات التعليمية منذ حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولكن هذه المؤسسات تم تجريفها، ومازال هناك قلة تاخذ التوجيهات، مؤكدة علي اهمية تغيير ومراجعة المناهج بحيث تزيد قدرة الطالب علي قبول الاخر. أما د. روؤف عزمي توفيق - استاذ مناهج التدريس في المركز القومي للبحوث التربوية - فيري ان المنهج الحقيقي يكون داخل المعلم وليس الكتاب موضحا انه تم تغيير والغاء اخونة المناهج ، ولكن تظل الاخونة في الصدور، ويقترح الغاء مادة التربية القومية والدينية، موضحا ان المدرسة للعلم فقط، مع وضع مادة جديدة لتعليم الاخلاق، مع وضع مادة في الدستور لمراجعة تطوير المناهج كل 3 سنوات عن طريق لجان متخصصة مكونة من علماء متخصصين. ويري د. كمال مغيث - باحث تربوي بالمركز القومي للبحوث- ان وجود مثل هذه التحيزات الطائفية من شأنها ان تعصف بفكرة المدرسة من الأساس، لان المدرسة نشأت للاعداد للمواطنة والانتماء للوطن، موضحا ان تاريخ مصر ثري وعريق وتتنوع فيه الجماعات تنوعا دينيا واقتصاديا وثقافيا، والذي يجعل هذه الجماعات تتوحد هي المدرسة التي تحول الانتماء العائلي الي انتماء ثانوي بغض النظر لاي جماعة، موضحا انه يجب العمل علي ان يجتمع المواطنين علي نماذج وابطال سياسية أو رياضية او ثقافية من خلال المدرسة التي تنمي وتشكل وعي الطالب، ويشير د. كمال مغيث لخطورة التمييز السياسي او الطائفي في الكتب، خاصة مع وجود نظام سياسي استبدادي يستخدم في توجيه التعليم، والتدخل في صياغة المقررارت منذ ثورة يوليو1952 مباشرة، حيث كانت هناك معركتان، الاول تيار طالب بطرد المستعمر البريطاني من مصر، والثاني معركة البرلمان والدستور، وعندما حدثت ثورة يوليو، اعلنت القضية الاولي وهي الاستقلال وطرد الاستعمار، وغضت الدولة الطرف عن قضية البرلمان والدستور، وتم تهميش دور أول رئيس مصري محمد نجيب، حتي لا يجسد كفاح المصريين في الدستور. وعندما جاء السادات، اتبع سياسة تقليل حجم الرئيس عبد الناصر في المناهج الدراسية، وإغفال اي إنجازات له، والتأكيد علي انه هو الذي القي البيان الاول للثورة. ويطالب د. علي ليلة - استاذ الاجتماع السياسي أداب عين شمس- وزير التربية والتعليم بتشكيل لجان متخصصة في التاريخ والجغرافيا، حتي يتم تقديم حقائق التاريخ للطلاب ، ثم يعرض للتحكيم علي مجموعة أخري من الاساتذة، وعن اخونة مناهج التعليم يقول د. علي ان اخونة التعليم نوع من المراهقة السياسية، موضحا انه يجب اعداد الطفل من قبل المجتمع وليس من قبل حزب، مع عدم تسييس اي حقبة تاريخية وفقا للحكم القائم. ويذكر د. مصطفي رجب - الخبير التربوي والعميد السابق بكلية تربية سوهاج- واقعة لا يعرفها الكثيرون حين تولي عميد الادب العربي د. طه حسين وزارة المعارف في يناير 1951 عندما دخل عليه مدير مكتبه يحمل قرارات سابقة لوزير التعليم السابق الذي يسبقه، وسأله هل تريد توقيع هذه القرارات ام تلقيها في القمامة؟ فرد عليه طه حسين بل سأوقعها وتذهب انت الي الخارج، وتم نقله الي الارياف وكان عقابا شديدا، هكذا لخص د. مصطفي مشهد التعليم في بداية حقبة الخمسينات، وهذا الفارق بين طه حسين والذين جلسوا في مقعد وزير التعليم، في العقود السابقة. ويضيف د. مصطفي انه يجب التخلص من هذا الارث القديم، وتغيير هذه المناهج، لان القوي الاخري المضادة ذات التيار الديني المتطرف تتعمد تجنيد الاطفال في هذه السن المبكرة، مطالبا وزارة التربية بتحصين الطلاب بالتاريخ الصحيح والتربية الوطنية والدينية المعتدلة، ويشير الي ان هناك مشكلات تتصل بالعدالة الاجتماعية وهي مشكلة كثافة الفصول، والتي هي سبب رئيسي في الغاء بعض الحصص واستبدالها بحصص اخري، ويشير د. مصطفي الي وجود 2374 قرية ونجعا وتابعا ليس بها اي نوع من التعليم الاساسي، علي مستوي الجمهورية، ويمثلون ثلث الريف المصري وابناؤهم محرومون من التعليم ويقعون فريسة سهلة للشحن المضاد، مطالبا بوضع معايير لكتب الوزارة تعلن في مسابقة التأليف وفقا للمعايير، بحيث تكون محصنة من تبعية أي حاكم وان تكون اللجنة التي تنظر هذه المناهج محايدة وبحيث ترشح كل كلية تربية في مصر اساتذتها، حتي تضمن عدم سيطرة الوزير علي المناهج، ويذكر د. مصطفي انه في منتصف عام 2012 تشكلت 3 لجان لاختيار ومراجعة كتاب اللغة العربية للصف الاول الابتدائي وتم الإجماع علي كتاب من مجموعة كتب كثيرة.