يخشى الكثيرون من تدخل الإخوان في مناهج التعليم، خاصة بعد حصول الجماعة على منصب نقيب المعلمين واكتساحها لمعظم انتخابات النقابات التعليمية بالمحافظات المختلفة، وبعد تولي الرئيس محمد مرسى منصب رئاسة الجمهورية انتشرت الكثير من الشائعات حول تغييرالمناهج التعليمية. وكان الأمر موضع اهتمام الكثيرين رغم عدم تطرقهم إلى المشاكل الأخرى التى تتعرض لها سياسة التعليم بمصر، والتي من أبرزها قيام الدراسة على الحفظ والتلقين وليس الفهم. وعن ذلك تحاورت الوادى مع خبراء التعليم والدراسات التربوية للتعرف على المشاكل التى تواجه التعليم فى عصر الإخوان. قال د."كمال مغيث" الخبير التربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن الإخوان لا يملكون مشروعا متكاملا لتطوير المناهج؛ فالظاهر من برنامجهم التنافر فقط مثل الفصل بين البنين والبنات في المدارس المشتركة والالتزام بالزي الشرعي، وتأسيس مائه مدرسة تابعة للإخوان في مختلف أنحاء الجمهورية، كما أنهم يريدون إضافة مادة التربية الدينية إلى المجموع مع أتخاذهم موقفا ضد دراسة التاريخ الفرعوني. وأضاف "مغيث" أنه من المحتمل عدم صحة هذه النقاط ولكن إذا تم تنفيذها سوف تواجه رفض شديد من جهات كثيرة، مطالباً بحماية قومية التربية والتعليم سواء من الحزب الحاكم أو من الأحزاب المختلفة. وفى نفس السياق أشار "رؤوف عزمي" خبير تعليم، أنه لا يوجد لدينا استراتيجية واضحة لعدم وجود رؤية لدى المجموعة التي تضع قواعد تطوير المناهج الدراسية. وأشار إلى ما أشيع مؤخرا بأنهم يريدون عرض جزء من حياة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في المناهج الدراسية وهنا نجد السؤال، ما هي الصيغة التي يريد الإخوان دخول هذه الشخصية من خلالها إلى المناهج الدراسية هل فكر البنا والإخوان أم شخصيته القيادية التي أدت في النهاية إلى الوصول للحكم أم انه كما يقول البعض انه محرر الدولة من الاستعمار قديما. وأضاف" رؤوف " انه من المفترض وجود بعض أعضاء تطوير المناهج الدراسية في الجمعية التأسيسية للدستور ولكن لم يعرض علينا بالمشاركة فيه. وأوضح "فاروق إسماعيل "رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى، أنه ليس من حق أحد تزييف التاريخ وإدخال عناصر لا يوجد لها أهمية إلا للسيطرة على العقول بسبب انتماءها لأراء الحزب الحاكم، وأما بالنسبة لما يقال عن ازدياد الاهتمام بالتربية الدينية فهذا أمر جيد للغاية، وأيضا بالنسبة للغة العربية، وفي حالة ذكر وقائع تاريخية سليمة لا ضرر من دخولها أيضا . وأضاف قائلا: "أن الدولة ليس كلها أخوان وأيضا يجب مراعاة وجود أقباط في البلد، ورغم ذلك فمن المحتمل إضافة ما فعله حسن البنا قديما وما وصل إليه أحفاده وتلاميذه الآن من حصولهم على السلطة . وقال د."عيد الدسوقي " أستاذ تطوير المناهج في جامعة القاهرة، أنه لامبرر للتخوف من التغييرات في المناهج الدراسية الآن فمن المحتمل أن يكون من الأفضل التغيير ولا معنى لما يروج له الآن وهو سيطرة الإخوان على التعليم كما أشارالي أنه يحدث الآن تغيرات في مناهج الثانوية العامة حتى تواكب نظام الثلاث سنوات.