جانب من المظاهرات أمام البيت الأبيض قبل يومين علي حلول "إفلاس" محتمل للولايات المتحدة، اتجهت أنظار الأوساط المالية والاقتصادية في أمريكا والعالم الي واشنطن حيث يسابق الساسة الزمن للتوصل لحل يجنب البلاد التخلف عن سداد الديون المستحق أولها بعد غد الخميس.. حذر حاكم البنك المركزي الفرنسي "كريستيان نواييه" من عواقب تعثر الولاياتالمتحدة في سداد مستحقاتها مشيرا الي ان ذلك سيثير "اضطرابا شديدا" في جميع الاسواق المالية في العالم. وقال نواييه امس "في حال اخفاق واشنطن عن تسديد ديونها فسيكون لذلك كما قال صندوق النقد الدولي وقع الرعد في الاسواق المالية، وسيثير اضطرابا عالميا بالغ العنف والعمق". وشدد علي ان تعطيل الادارة الامريكية المشلولة منذ الاول من اكتوبر الجاري سيؤدي الي "تراجع الثقة وتغييرات في سلوك المستهلكين والمؤسسات، وسيكبح بشكل جدي النمو الامريكي". وفي حال عدم توصل الكونجرس الي اي اتفاق لرفع سقف الدين بحلول غد الأربعاء فإن الولاياتالمتحدة ستواجه تعثرا في سداد مستحقاتها. كانت مديرة صندوق النقد الدولي "كريستين لاجارد" قد حذرت في وقت سابق من أن أزمة الدين الأمريكية قد تلقي بالعالم في "أتون ركود" كما قد تؤدي إلي"اضطراب هائل في أنحاء العالم". وتبقي انظار العالم متجهة الي واشنطن حيث امام الرئيس باراك اوباما واعضاء الكونجرس أقل من يومين للتوصل الي تسوية حول الميزانية تبدد مخاطر تعثر الولاياتالمتحدة في سداد مستحقاتها لاول مرة في تاريخها. وفي واشنطن، حاول الجمهوريون والديمقراطيون المختلفون حول ميزانية البلاد وتوجهها الايديولوجي منذ اكثر من اسبوعين، بث بعض التفاؤل في أعقاب محادثات متواصلة لم تفض الي حل. وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ "هاري ريد" الذي اختاره حزبه ليترأس المفاوضات من جانبهم الاحد "اجرينا مناقشات جوهرية وسنواصل هذه المناقشات" مضيفا "انني متفائل حول فرص التوصل الي نتيجة ايجابية". ويحاول اعضاء الكونجرس ايجاد حل لمشكلتين في آن وهما رفع سقف الدين واقرار قانون ميزانية يغطي نفقات الوكالات الفيدرالية المعطلة بسبب خلافات في وجهات النظر بين الجمهوريين والديمقراطيين. وسقف الدين هو "خط ائتمان" اقصي يمنحه الكونجرس منذ 1917 للسلطة التنفيذية التي لا يمكنها بأي حال من الاحوال تخطيه. لكن البلاد تواجه عجزا بلغ 3.9٪ من اجمالي الناتج الداخلي عام 2013 وهي مضطرة الي مواصلة الاقتراض لتجديد دينها وتمويل نفقاتها، سواء لدفع استحقاقات سندات الخزينة او معاشات التقاعد. وكانت مظاهرات قد خرجت في مناطق حيوية بالعاصمة واشنطن للإحتجاج علي تعطل الحكومة الفيدرالية وما أسفرت عنه من تسريح موظفين في أجازات اجبارية دون راتب وكذلك إغلاق لعدد من المتاحف والمتنزهات الوطنية. ورفع المتظاهرون أمام البيت الأبيض وأمام مقر الكونجرس لافتات تندد بإغلاق الحكومة والوضع السياسي الراهن.