هل رأيتم أبطال أكتوبر الحقيقيين الذين حققوا أعظم الانتصارات العسكرية المصرية في يوم العبور العظيم عام 1973 انهم هؤلاء الذين تشرف بهم حفل القوات المسلحة أول أمس في ستاد الدفاع الجوي والذين غابوا عنا بتجاهل لغرض في عصر مبارك وبمؤامرة في عصر الاخوان خلال احتفال العام الماضي الذي حضره قتلة بطل أكتوبر الشهيد أنور السادات ولم يدع له أبناء مصر الأوفياء. انهم الذين كانوا يجلسون علي المقاعد المتحركة وكل منهم يحمل بجزء من جسده وسام الجدارة والاستحقاق والبطولة.. لقد قدمه فداء لمصر في معركة الشرف في أكتوبر 1973. قدمه راضيا من أجل الوطن. هؤلاء هم جزء من جيش العبور الذي اقتحم في عز الظهر قناة السويس وحطم خط بارليف ودمر ذراع إسرائيل الكبري ودروعها التي كانت تتباهي بها، غيرهم كثيرون ضحوا وقدموا أرواحهم نفسها من أجل ان نصل إلي يوم النصر الذي نحتفل هذا العام بمرور 40 سنة عليه. احتفال هذا العام جاء بطعم مختلف تماما كما وصفه الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي في كلمته التي نشرت صباح الأحد الماضي عندما قال في ملحق »الأخبار« انه من العجب ان أكتوبر نام كل هذا الزمن ليستيقظ قويا شابا هذا العام. لقد اختطف أكتوبر من أبطاله الحقيقيين واختصر في الضربة الجوية خلال سنوات طويلة رغم أهميتها وما حققته من فتح باب النصر ولكن أكتوبر كان تعاون كل أسلحة القوات المسلحة مجتمعة بقرار جريء من الرئيس أنور السادات ثم اعتدي عليه وحاولوا طمس معالمه خلال العام الماضي لما تجاهلوا أبطاله الذين صنعوه في غفوة من الزمن ودعوا من قتلوا رمزه السادات ليتصدروا المشهد في صفعة لمن حققوا النصر ووصفها الفريق السيسي بالصدمة الكبري. لي من هؤلاء الأبطال أصدقاء أعتز بصداقتهم ولا أستطيع أن أصف لكم مدي حزنهم وزعلهم علي ما اقترفه الاخوان في حقهم في أول احتفال لأكتوبر بعد وصول المعزول للحكم، لقد بكي بعضهم بحرقة لما رأوا من يحول احتفالهم بعيدهم إلي حفلة علي جثة قائدهم الذي انتصر بهم في يوم الكرامة وقتلوه في يوم عيده. أكتوبر ملحمة كبري نموذج عسكري فريد في تعاون كل أسلحة جيش أراد الانتصار فحققه بحكمة واقتدار. كل جندي وضابط وقائد في أكتوبر قصة تستحق ان نحكيها لأجيالنا وأبنائنا الذين كان تاريخهم في طريقه للتحريف علي يد فصيل لم يراع لمصر ريادتها والحمد لله ان التاريخ أعاد فتح دفاتره ليخرج منها بعض أسرار ما حدث في أكتوبر وما حققه أبطالنا من معجزات أوصلتنا إلي هذا النصر المبين الذي حققناه بايد الرجال. لقد كتبت في هذا الباب مرات عديدة أطالب القوات المسلحة بالافراج عن شهادات الجنود والضباط والقادة التي تم تسجيلها صوتا وصورة عند احتفالنا بالعيد الفضي لحرب أكتوبر وذكري مرور 25 عاما عليها وكانت تلك رغبة الآلاف ممن عاصروا الحرب ويخشون ان تختفي آثارها باختفاء أبطالها بالموت والزمن والحمد لله ان جاءت استجابة الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة لتخرج لنري شهادات حق للأبطال تروي وتقص ما حدث ليكون شهادة للتاريخ ان مصر حققت انتصارا ساحقا علي إسرائيل في 1973 رغم ما تردده أبواقها حاليا من ان الحرب لم ينتصر فيها أحد علي أحد. يكفي مصر والسادات وأبطال أكتوبر لحظة العبور العظيمة التي لم تكن إسرائيل تتخيل ان تتم ويكفي الخداع الذي جعلها غير قادرة علي تصديق ان مصر عبرت القناة ودمرت خط بارليف المنيع والحصين. احتفال الجيش أول أمس أكبر رد اعتبار لأبطال أكتوبر الذين همشوا علي مدي عقود مضت. إنها عودة روح لكل المصريين.