التفكير.. مجرد التفكير في إفساد الفرحة ووأدها في قلوبنا، والتخطيط للحيلولة دون الاحتفال بذكري نصر أكتوبر أمر لا يدل علي عقم او ضلال فحسب، لكنه يجسد الخيانة بأبشع معانيها. في العيد الاربعين لليوم المضيء بحق في تاريخنا المعاصر، يسعي بعض من لا يعترفون بمعني الوطنية، ولا بحق الوطن لسرقة الفرحة، وحرمان الملايين ممن يذوبون عشقا في تراب مصر من احياء ذكري يوم الكرامة والعزة، لا يعني إلا ان بين صفوفنا خونة محترفين ينافسون الصهاينة. أكتوبر ليس ملكا لمؤسسة أو بطل فرد، لكنها ملحمة وطن بأكمله، شعبا وجيشا، أفرادا وقادة، الكل في واحد، ثم يأتي صباح علي مصر تتبجح فيه قلة بالتلويح بالعنف والإرهاب، ضد ارادة النصر في ذكري العبور الأول، بعد العبور الثاني للجيش حين آزر ثورة شعبه، ألا يعد ذلك تجسيداً لمفهوم جديد يمكن وصفه بأنه »خيانة بيور«؟! ماذا تركوا للعدو؟ انهم يؤسسون ويؤصلون لخيانة نقية لا يشوبها ذرة من وطنية أو انتماء أو ولاء لمصر، وهذا ليس غريبا علي من سجدوا لله شكراً يوم النكسة، ويحتفلون بذكراها شماتة، يتباهون بذلك، ليفتضح أمرهم إذ هم لا يستهدفون ابناء وأحفاد جيش النصر فحسب، لكنهم يخونون شعب مصر جميعه حين يقفون إلي جانب اعدائه، أليس ذلك ترجمة حرفية لأحط صور الخيانة؟! الذين رحبوا بالتنازل عن سيناء لقاء دراهم او سلطة زائلة، بعد ان دفع ابناء مصر المخلصين أرواحهم فداء لعودتها، لا يجب ان يدهشنا جحودهم إلي حد الخيانة، وبئس ما كان اليه يسعون: تآمراً وتخريباً وعمالة لا تغتفر.