٫ لم يخطر في كوابيس أي مصري.. أن يأتي فصيل إلي الحكم مستعد لمحو تاريخ بلده.. وإزاحة ايام فخره وانتصاراته من الذاكرة..! ل.. لحية.. اللحية من الإيمان.. ح.. حجاب.. الحجاب من الاسلام.. هذا هو مقرر الإخوان لتعليم تلاميذ الروضة والابتدائية الحروف في الكلمات والجمل المفيدة.. بدلا من ع.. عادل.. س.. سعاد.. عادل يلعب مع سعاد.. هكذا كان مخططهم الذي فشل، ليس لتغيير التعليم ومناهجه، ولكن لتغيير مصر الثقافة والهوية والشخصية المعتدلة للشعب المصري.. كانوا يريدون مسخ هذه الشخصية وتشويهها أو تربيتها علي التطرف وتزييف تاريخها.. ولم يكن مستغربا من هؤلاء محاولة تغيير وقائع تاريخ ثورة 52 يناير عندما اعتبروا في المنهج الجديد لكتاب التربية الوطنية لطلاب الثانوية العامة.. أن الكتاتني والعريان وصفوت حجازي هم مفجرو ثورة يناير.. نحمد الله ان بعض كتب هذه المناهج الجديدة تم التخلص منه، والبعض الآخر لم يكن قد تمت طباعته بعد. لم يعد التعليم بحاجة.. لا.. للحية الإخوان.. ولا للعب عادل مع سعاد.. ولكنه بحاجة الي تطوير شامل بمستوي ذكاء الطفل المصري الأول علي العالم.. ويصل به الحال بعد انتهاء تعليمه ان يكون الأخير.. فنحن أمام حالة غريبة من مناهج أسلوب تعليم يضعف من معدلات الذكاء والمهارات.. ولكن هذا موضوع آخر يحتاج إلي ثورة حقيقية شاملة في التعليم بمصر. ولكننا اليوم امام حالة راهنة من انتصار الارادة والعزة والكرامة لم تعشها مصر منذ 04 عاما مع انتصارات أكتوبر 3791.. وهي الحالة اللصيقة بقضية التاريخ والتوثيق لأحداث مصر علي مر المائة عام الأخيرة. وألا نترك تاريخ مصر فريسة لمن يلعب به حسب الهوي والغرض. إن معركتنا مع حماية تاريخنا من الهواة والعابثين والجهلاء والمغرضين سوف يحدد نجاحنا فيها، البداية بالتاريخ الصحيح لحرب أكتوبر، وماسبقها من جهود سياسية واعداد عسكري.. وما شهدته من بطولات وانتصارات.. وماتلاها من معركة مفاوضات سلام كانت شرفا للدبلوماسية المصرية، التي توجت شرفا عسكريا حققه جنود وضباط مصر بدمائهم.. وحققه شعب أراد ان يسترد كرامته ووقف شامخا سندا ودعما لجيش بلاده.. لابد من فتح خزينة وثائق واسرار حرب أكتوبر.. بعد 04 عاما أصبح من حق الشعب ان يعرف بطولات آبائه واجداده.. بطولة كل قائد وجندي.. بطولة شعب ودولة قامت في بعث جديد.. في أيام الشعور بالعزة والكرامة واسترداد الارادة المصرية، أصبح هذا حقا وواجبا، حتي لو بقرارات استثنائية بالكشف عن الوثائق كاملة. اسرائيل تؤرخ علي هواها.. والغرب يقول كلاما.. وروسيا وأمريكا يقولان غيره.. ومصر صاحبة النصر تتحدث علي حياء وكأن حرب الكرامة العربية عورة يجب سترها علي أبنائنا الشباب.. ثم يأتي الإخوان ليمحوا تاريخ الانتصار باحتفال العام الماضي.. شهده الإرهابيون وقتلة السادات صانع النصر والسلام، ويغيب عنه رجال جيش مصر العظيم.. وبعد ان انزاحت الغمة، يحاول الأرزال من بقايا فلولهم والتابعين لهم تشويه هذا اليوم العظيم بمظاهرات وتهديدات وشعارات ضد الشعب والجيش والشرطة.. ولكن هبة شعب مصر الكبيرة في الاحتفال بهذه الأيام المجيدة، جعلت منهم شراذم تائهة ضلت طريق الوطنية والانتماء لتراب مصر. إلي متي تترك الدولة وتحديدا القوات المسلحة، ما ينشر عن حرب أكتوبر إما للباحثين من اسرائيل وأمريكا وأوربا.. هؤلاء اما مغرضين يرتدون ثوب الخبراء العسكريين والاستراتيجين للترويج لتاريخ مزيف. أو لاصحاب مذكرات الكثير منهم يرون الحقيقة بعين واحدة ضيقة، في حدود ما رأوه أو شاركوا فيه.. مذكرات لا تخلو من نوازع شخصية لصنع بطولات وهمية أو اخفاق لدور أبطال آخرين. لم يخطر في كوابيس أحلام أي مصري.. أن يأتي فصيل الي الحكم مستعد لمحو تاريخ بلده وإزاحة ايام فخره وانتصاراته من الذاكرة، لمجرد فقدان الجماعة الإخوانية لمعني الوطن.. أو لعداء شخصي أو ثأر من قادة مصر منذ ثورة 2591 وحتي اليوم.. وقبل الإخوان وجدنا من »المخابيل« من يقول إن حرب أكتوبر كانت مسرحية أو تمثيلية من بطولة السادات ونيكسون وجولد مائير. واذا كان القدر مع شعب مصر أزاح الغمة في 03 يونيو 3102، فليس من المعقول ان نترك أعز أيام تاريخنا.. وأكبر تضحيات آبائنا واجدادنا، ومصير مستقبل وطننا عرضة للضياع.. دون تأريخ وتوثيق للبطولات والحقائق والمعلومات.. اما بوقائع اسرائيلية مزيفة أو بدراسات غربية مغرضة.. أو بوفاة أبطال معارك أكتوبر ولم يبق منهم الا القليل.. أو بمخاطر حاكم يتولي مقاليد مصر كما عايشنا وشاهدنا خلال حكم الإخوان. في أوائل الثمانينات تكونت لجنة تضم فريق عمل علي مستوي عال لتوثيق تاريخ حرب أكتوبر. ولكنها توقفت قبل ان تبدأ.. لاسباب لا يعلمها أحد.. تماما مثل فكرة فيلم سينمائي علي مستوي عالمي يجسد هذه الانتصارات.. في مواجهة طوفان الافلام الاوربية والامريكية التي قدمت معارك أكتوبر علي اساس انها حرب.. لا منتصر فيها ولا مهزوم. ألا تستحق منا انتصارات أكتوبر ان نسجلها بالوثائق والاحداث والروايات الادبية والافلام السينمائية والتسجيلية..! وجه واحد تعودت في يوم 6 أكتوبر أن أتواصل مع بعض أهل وأصدقاء وأبناء من استشهدوا من الزملاء والاصدقاء.. حنا زميل »التختة« في المدرسة.. عبدالعزيز صديق البراءة وسنوات الشباب.. محمد نوح جاري بالقرية.. احمد.. ابن عمي مصاب عمليات الاستنزاف.. أتواصل مع مجموعة الاصدقاء فريق اللجنة الشعبية لتأمين مداخل القرية بالشرقية، والتي كانت داخل حدود مناطق العمليات العسكرية.. لغة الحوار مع الكثير من هؤلاء اختلفت هذا العام.. قال أحدهم اعتادات اسرائيل ان تفتعل كل عام تصرفا أهوج تشغل به المصريين والعرب بتفويت الفرصة عليهم للاحتفال بهذا اليوم والاحساس بفرحتهم بنصر العزة والكرامة ووحدة العرب.. ويوم الخزي والانكسار لاسرائيل.. وكثيرا ما تخرج اسرائيل وأمريكا بوثائق غريبة في محاولة للتقليل من انتصارنا الكبير.. وأضاف.. المؤسف ان من يقوم بهذا اليوم أفراد جماعة الإخوان.. اطمأنت اسرائيل ان الاخوان يفعلون بمصر بالوكالة عن الاسرائيليين هذا الدور. وقال آخر كنت أتوقع ان يخرج من بينهم عاقل في اللحظات الاخيرة ويقول »إلا 6 أكتوبر«.. الا يوم النصر علي يهود خيبر كما يسمونهم في شعارات النصب والكذب والتضليل.. كنت أفضل منه القول إن خصامنا مع السلطة وليس مع الوطن.. أما وقد فعلوها.. ونزلوا الي الشارع في هذه الذكري العزيزة علينا.. ورفعوا شعارات ضد جيش مصر. فلا أقول لهم.. الا انزاحوا عن أرضها.. واخرجوا من تحت سمائها.. فما أنتم اليوم والاسرائيليون وأعداء مصر في أي مكان الا وجه واحد. الا تستحق الايام المضيئة في تاريخنا التسجيل والتوثيق حتي يفيق امثال هؤلاء من غيبوبة الجهل والغباء! »طفاشة«.. أبواب النصر التراب المقدس لسيناء.. لا يعرفه مرسي أو جماعته.. ولكن في قلب كل مصري.. كنت أتمني ان يستمع مرسي الي شهادة اللواء باقي زكي يوسف علي قناة التحرير في برنامج »صح النوم« للكاتب والاعلامي محمد الغيطي.. ولكن ما قيمة ان يستمع مرسي وهو فاقد للإحساس بقيمة هذا التراب.. اللواء باقي زكي ارسل تقريره الاول عن مهامه العسكرية الي قيادته يوم 6 أكتوبر.. ماذا قال في التقرير وماذا وصف.. لا شيء.. ولكنه كل شيء.. بعث لقائده بمظروف يحتوي علي حفنة صغيرة من تراب مصر. اللواء باقي زكي.. ابن مصري صميم.. كان ذا الخمسة والثلاثين عاما.. ضابطا برتبة مقدم بالقوات المسلحة.. عندما أبدع بعبقرية المصري طريقة تلقائية بسيطة لإزالة الساتر الترابي وفتح ثغرات في خط بارليف الحصين.. والذي قال عنه ديان وزير الجيش الاسرائيلي.. ان المصريين في حاجة الي قنبلة نووية لاقتحام خط بارليف.. اقترح المقدم باقي زكي يوسف حينها هدم بارليف باستخدام قوة دفع خراطيم المياه.. الفكرة التي استلهمها كمهندس من تجربة العمل بالسد العالي.. واصبحت بعد حرب 37 نظرية تدرس في المعاهد العالمية الهندسية والعسكرية.. الفكرة كانت مفتاح العبور المصري.. وصفها قائده اللواء سعد زغلول حينذاك بالقول لقد كانت طفاشة فتح ابوب النصر. اللواء باقي زكي.. أحد ابطال اكتوبر العظيم.. جندي مجهول في صفحة مضيئة من تاريخ مصر.. الا يستحق الرجل فيلما يوثق قصته وعملا سينمائيا كبيرا عن حياة هذا البطل او فصلا مشرفا في كتب التربية الوطنية، التي يستولي عليها العريان وصفوت حجازي.. لأنهما يريان فعل هذا البطل المسيحي، نصرانيا يجب أن يدفع الجزية..؟!