ممتاز القط تسلم الأيادي ليست كلمات جوفاء نرددها تحية لرجال قواتنا المسلحة وعلي رأسهم ابنها البار عبدالفتاح السيسي لكنها يجب أن تتحول إلي اسلوب ومنهج عمل إذا كنا بالفعل نحب هذا الرجل ونقدر قراره الوطني بحماية إرادة الشعب والدفاع عنها. نعم أصبح الفريق السيسي رمزا للفخار والوطنية وجسد من جديد دور الزعامة والقدرة علي القيادة بل والمناورة من أجل مصالح شعبه وأمته. ورغم نفي الرجل رغبته في الترشح لرئاسة مصر وتفرغه للأعباء الجسيمة التي يواجهها أمننا القومي سواء في سيناء أو داخل كل ربوع مصر - إلا أن الرغبة الشعبية ظلت جارفة تعكس تقديرا وعرفانا وامتنانا هو حق له ولكل رجاله البواسل. لا أبالغ عندما أقول إن الامتثال لرغبة وإرادة الشعب سوف يكون هو الفيصل في النهاية وفي انتخابات حرة يراقبها عن قرب العالم كله وهو يري ديموقراطية مصر التي كانت وطنية قلبا وقالبا ولم تكن من الديموقراطيات المعلبة التي تضغط امريكا والغرب كله لتصديرها للمنطقة بغض النظر عن الخلافات والثقافات والتراث الثقافي والسياسي بين دولة وأخري. هنا اعود للتأكد علي ان قرار الترشح للرئاسة يملكه الشعب المصري وتملكه مصر.. ولكن مصر غير تلك التي نراها والتي تمر اليوم بمنعطفات ومتغيرات وتناقضات هي أبعد ما تكون عن اخلاقيات وتراث المصريين. إذا كنا نحب الفريق السيسي ونقدر دوره التاريخي الذي سجله مع رجاله وشعبه بأحرف من نور فإن الواجب يحتم علينا ان نعيد سفينة مصر إلي مسارها المنشود في العمل والحرية والديموقراطية والعدالة.. نعيد مصر إلي أخلاقيات وقيم هي السر المكنون لكل حضارتنا وسر تفوقنا وإبداعنا نعيد مصر إلي مناخ الاستقرار والأمن بعيدا عن الفوضي والانفلات وروح الفردية والانانية التي تحكم كل شيء في بلادنا الآن. إذا كنا نحب الفريق السيسي ونقول له تسلم الايادي ونطالبه بأن يترشح للرئاسة فان ذلك لن يتم بالاغاني والصور ولكن بالعمل الجاد والشاق لنلملم الجراح ونزيل كل آثار عصابة استولت علي الحكم في غفلة من الزمن.