رئيس جامعة المنيا يشارك في اجتماع «الجامعات الأهلية» لبحث استعدادات الدراسة    أسعار طبق البيض اليوم الاربعاء 17-9-2025 في قنا    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الاربعاء 17-9-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    خبير أمن معلومات: تركيب الصور بالذكاء الاصطناعي يهدد ملايين المستخدمين    الخارجية الكندية: الهجوم البري الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة مروع    مباحثات سعودية إيرانية في الرياض حول المستجدات الإقليمية    فرنسا تدين توسيع العملية الإسرائيلية بغزة وتدعو إلى وضع حد للحملة التدميرية    ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 108 منذ فجر الثلاثاء    السيطرة على حريق هائل نشب بمطعم شهير بمدينة أبو حمص في البحيرة    إصابة 12 شخصًا إثر إنقلاب "تروسيكل" بالبحيرة    د.حماد عبدالله يكتب: البيض الممشش يتلم على بعضه !!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 17-9-2025 في محافظة قنا    بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال    أمين عمر حكما لمواجهة الإسماعيلي والزمالك    «دروس نبوية في عصر التحديات».. ندوة لمجلة الأزهر بدار الكتب    الخارجية السورية تكشف تفاصيل الاجتماع الثلاثي واعتماد خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء    حرق من الدرجة الثانية.. إصابة شاب بصعق كهربائي في أبو صوير بالإسماعيلية    زيلينسكي: مستعد للقاء ترامب وبوتين بشكل ثلاثي أو ثنائي دون أي شروط    بالصور- مشاجرة وكلام جارح بين شباب وفتيات برنامج قسمة ونصيب    "يانجو بلاي" تكشف موعد عرض فيلم "السيستم".. صورة    سارة سلامة بفستان قصير وهيدي كرم جريئة .. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    مبابي: مباراة مارسيليا تعقدت بعد الطرد.. ولا أفكر في أن أكون قائدا لريال مدريد    بسبب زيزو وإمام عاشور.. ميدو يفتح النار على طبيب الأهلي.. وينتقد تصريحات النحاس    موعد إعلان نتيجة تنسيق جامعة الأزهر 2025 رسميا بعد انتهاء التسجيل (رابط الاستعلام)    ارتفاع جديد ب 340 للجنيه.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 بالصاغة    زيارة صرف الأنظار، ترامب يصل إلى بريطانيا ومراسم استقبال ملكية في انتظاره    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء    حريق هائل بمطعم شهير بمدينة أبو حمص في البحيرة (صور)    مصرع وإصابة 3 شبان بحادث تصادم في محافظة البحيرة    تدريبات فنية خاصة بمران الزمالك في إطار الاستعداد لمباراة الإسماعيلي    صندوق النقد: مطلوب زيادة اسعار الطاقة باسرع وقت .. مصطفى مدبولي: بنزين وسولار وبوتجاز من أول أكتوبر يا افندم!    بعد تضخم ثروته بالبنوك، قرار جديد ضد "مستريح البيض والمزارع"    نائب رئيس جامعة الأزهر يعلن موعد نتيجة التنسيق (فيديو)    أبرزها الإسماعيلي والزمالك، حكام مباريات الخميس بالجولة السابعة من الدوري المصري    مروان خوري وآدم ومحمد فضل شاكر في حفل واحد بجدة، غدا    انخفاض بدرجات الحرارة، الأرصاد تعلن طقس اليوم    أعراض مسمار الكعب وأسباب الإصابة به    كاراباك يصعق بنفيكا بثلاثية تاريخية في عقر داره بدوري الأبطال    4 أيام عطلة في سبتمبر.. موعد الإجازة الرسمية المقبلة للقطاع العام والخاص (تفاصيل)    رئيس أركان جيش الاحتلال ل نتنياهو: القوات تعمّق الآن «إنجازًا» سيقرب نهاية الحرب    سعر السمك البلطي والسردين والجمبري في الأسواق اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    سعر التفاح والموز والفاكهة في الأسواق اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    ننشر خريطة موعد بدء الدراسة للتعليم الابتدائي بمدارس الفيوم تدريجيًا.. صور    على باب الوزير    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شاب طافية بنهر النيل في الوراق    ضبط ومصادرة 2 طن طحينة بمصنع بدون ترخيص بالمنيرة    مي عز الدين تهنئ محمد إمام بعيد ميلاده: «خفة دم الكون»    قبول الآخر.. معركة الإنسان التي لم ينتصر فيها بعد!    داليا عبد الرحيم تكتب: ثلاث ساعات في حضرة رئيس الوزراء    أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور    يوفنتوس ينتزع تعادلًا دراماتيكيًا من دورتموند في ليلة الأهداف الثمانية بدوري الأبطال    قافلة طبية مجانية بقرية الروضة بالفيوم تكشف على 300 طفل وتُجري37 عملية    حتى لا تعتمد على الأدوية.. أطعمة فعالة لعلاج التهاب المرارة    يؤثر على النمو والسر في النظام الغذائي.. أسباب ارتفاع ضغط الدم عن الأطفال    ليست كلها سيئة.. تفاعلات تحدث للجسم عند شرب الشاي بعد تناول الطعام    أمين الفتوى يوضح حكم استخدام الروبوت في غسل الموتى وشروط من يقوم بالتغسيل    فيديو - أمين الفتوى يوضح حالات سجود السهو ومتى تجب إعادة الصلاة    أمين الفتوى يوضح الجدل القائم حول حكم طهارة الكلاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.كمال الهلباوي المسئول السابق عن تنظيم الإخوان في الغرب : مشكلة الإخوان الآن ليست مع النظام ولكن مع الشعب
مستقبلهم السياسي محفوف بالمخاطر.. وإذا فشلت المصالحة سيتحول »القطبيون« إلي التفجيرات والاغتيالات
نشر في أخبار اليوم يوم 01 - 09 - 2013

ليس من سمع كمن رأي وشاهد وقضي عمره راضيا مرضيا وسط جماعة الإخوان المسلمين مؤمناً بقضيتها ومدافعاً عن أفكارها حتي تولي مسئولية التنظيم في الغرب.. ثم وجد نفسه فجأة وقد تفرعت به الطرق وضاقت به السبل بعد أن وجد الجماعة قد ابتعدت عن فكر مؤسسها الشيخ حسن البنا وتلاميذه الذين خلف من بعدهم خلف أضاعوا ما ورثوه عن هذا النبع الصافي، وابتعدوا عن الطريق واتبعوا أهواءهم وركبوا رؤوسهم واستطالوا علي الناس؛ فآثر الرجل الانزواء عن طريقهم المعوجّ والعودة إلي ما تعلمه من قادته الأول، حيث أصبح ملجأ وملتحداً يأوي إليه شباب الإخوان المضطربة نفوسهم فيهديهم طريق الرشاد.. إنه د.كمال الهلباوي المسئول السابق عن تنظيم الإخوان في الغرب الذي أكد ل »الأخبار« أن المستقبل السياسي للاخوان محفوف بالمخاطر والعقبات، خاصة بعد اختلاط مفاهيمهم حول المشروع الإسلامي مع الجماعة الإسلامية والقاعدة التي رفعوا أعلامها في مسيراتهم، واقترح د.الهلباوي علي أبناء التيار الإسلامي ألاّ يُمارسوا السياسة لمدة عشر سنوات إن أرادوا إعادة ثقة الشارع بهم مرة أخري، مشيراً إلي أنها المرة الأولي في تاريخ الإخوان التي تصبح مشكلتهم مع قطاع عريض من الشعب وليس مع النظام وحده، ودلل علي ذلك بأنه لا يوجد قيادي واحد يستطيع أن يمشي في الشارع مطمئناً، وفي هذا إشارة كافية لهم حتي يعدلوا المسار ويعتذروا إلي الشعب.
واقترح الهلباوي بعض الشخصيات التي تصلح للحوار مع الدولة مثل د.محمد علي بشر أو د.عمرو دراج، مشدداً علي أن فشل التوافق السياسي مع الإخوان قد يُحول القطبيين منهم إلي العمل السري بما فيه من تفجيرات واغتيالات.
وفيما يلي حصيلة هذا الحوار:
في البداية أسألك عن رؤيتك للمستقبل السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بعد لجوئهم إلي العنف؟
أري مستقبل الإخوان المسلمين في مصر محفوفاً بالمخاطر والعقبات، لأن المسألة تعقدت بشدة بعد قيام المنصة في رابعة والنهضة والحشود في الجمع التي تلت ذلك، والصراع مع كل أجهزة الدولة، سواء الجيش أو الشرطة أو القضاء أو الإعلام أو الأزهر؛ وأيضاً الاختلاط الواقع الآن بين مفاهيم الإخوان بشأن المشروع الإسلامي، ومفاهيم جماعات أخري مثل الجماعة الإسلامية وممثلها عاصم عبدالماجد، وكذلك اختلاطهم مع مفاهيم القاعدة ورفع أعلامها في الشوارع.. وهذا موقف صعب، مع حشود الجماهير الغاضبة وغير الراغبة في عودة الإخوان المسلمين للحياة السياسية، ولذلك فإنني، ورغم عدم منعهم من ممارسة الحياة السياسية، أدعو كل ابناء التيار الإسلامي للابتعاد عن العمل السياسي عشر سنوات، وألاّ يدافعوا عن أي شخص حرّض علي العنف بالمظاهرات، وإنما بالدفاع عنه بالمحامين في المحكمة، وألاّ يجعلوا هذه القضية مقابل قضية وحدة مصر وأمنها.
الشعب ضدهم
هل يعني هذا أن الإخوان قد فقدوا تعاطف الناس معهم وأصبحوا وحدهم بلا ظهير شعبي؟
نعم، فلأول مرة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين نجد أن قطاعاً عريضاً من الشعب يقف ضدهم، ولأول مرة أيضاً يزيد الإخوان دائرة الكارهين لهم؛ إذ كانت دائماً مشكلة الإخوان مع النظام، والآن أصبحت المشكلة مع الشعب والنظام علي السواء، بحيث لا تستطيع أن تري قياديًّا واحداً من الجماعة يمشي في الشارع أو يجلس علي مقهي مطمئناً سالماً.. لن تجد من يُخاطر الآن ويفعل ذلك، وهذا وحده إشارة كافية لهم حتي يُعدّلوا المسار ويعتذروا إلي الشعب.
هل تعتقد أن حزب النور قادر علي وراثة التركة السياسية للإخوان بعد زوال دولتهم في الشارع؟
قبل عزل الرئيس مرسي بخمسة أشهر وجدنا أعضاء حزب النور يحصلون علي تأشيرات للسفر إلي الولايات المتحدة ليعرضوا أنفسهم، كما قيل وقتها، كبديل للإخوان؛ لكنني لا أظن أن حزب النور يستطيع ذلك رغم وسطية المتحدثين باسمه مثل نادر بكار أو غيره، لأن الاتجاه السلفي كان يركز علي الأعمال الخيرية وبناء المساجد وتحفيظ القرآن وليس له قبول في الشارع، كما أن مصر كأي دولة لابد أن تمثلها فئات ذات قبول دولي، ولا أظن أن الإسلاميين في الوقت الحالي سيصبح لهم مثل هذا القبول سواء في البرلمانات أو الوظائف الوزارية.. ومرة أخري أنصح التيار الإسلامي أن يعتزل السياسة لعشر سنوات، إذا أراد استعادة ثقة الشعب، وأن يركز علي أعمال الدعوة والخير في المجتمع.
كيف قرأت موقف أوباما والاتحاد الأوربي الأخير الداعم للإخوان؟
موقف الولايات المتحدة متخبط لأنه ليس أوباما وحده الذي يُحدد استراتيجية أمريكا، وإنما هناك الكونجرس والبنتاجون والبيت الأبيض والحزبان الجمهوري والديمقراطي ومؤسسات الأعمال الدولية والمصالح الأمنية لإسرائيل، ونتج عن هذه التشابكات هذا التخبط الذي رأيناه وعدم قدرة أمريكا علي قيادة أوربا.. وهذا موقف غريب، فكونداليزا رايس في 5002 رفضت أن تُقابل الإخوان أثناء زيارتها لمصر، وكذلك ردّ الإخوان بأنهم لا يريدون رؤيتها إلاّ في وجود مندوب لوزارة الخارجية، فكيف تغير الموقف مؤخراً؟ ربما يفيدك في هذا رجل مثل د.سعد الدين إبراهيم.
ملف غير كامل
هل يعني هذا وجود مصالح مشتركة وصفقات بينهما، ثم جاءت ثورة 30 يونيو لتبدد آمالهما معاً؟
نريد من يكشف لنا عن الخطابات المتبادلة بينهما لأن الملف غير كامل، كما انه سيكون في مصلحة الإسلاميين إذا ظهر أن ما وافقوا عليه مشروع، أو يكون ضدهم إذا وافقوا علي أشياء لا يرغب الشعب فيها، خاصة في العلاقة مع إسرائيل.
ألا تري أن الرئيس المعزول أعلن بالفعل التزامه بأمن إسرائيل حين أرسل خطابه الشهير إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي؟
أيّ رئيس سيحكم مصر سيعلن التزامه بهذه الاتفاقيات.
ولكن الإخوان رفضوا هذه الاتفاقيات طوال تاريخهم ثم ناقضوا أنفسهم.. بم تفسر ذلك؟
لأنهم كانوا في المعارضة، وعندما قادوا الدولة لم يُريدوا أن يدخلوا في مهالك وحروب مع إسرائيل، ونحن نريد أن نعلم المواقف التي لم يُعلن عنها، وإذا كانت هناك خطابات او اتفاقات بشأن فلسطين وحماس والتهدئة والموقف مستقبلاً في سيناء.
أحد اعضاء شوري الجماعة سابقاً قال إن مرسي كان عميلاً للولايات المتحدة وينفذ أجندتهم.. هل تتفق مع هذا الرأي؟
كل شخص مسئول عما يقول وعليه أن يثبت ذلك، وأنا لا أوافق علي الفوضي والتهم دون دليل واضح.
حساسية غربية
برأيك ما مدي قوة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بعد سقوط دولة الإخوان في مصر؟
الإخوان في الغرب ليس لديهم قوة مثل التي يتخيلها المعارضون لهم؛ إنما لبقائهم هناك فترات طويلة، وفي وجود الحرية وعملهم في الجامعات والإعلام ومراكز الأبحاث أصبح لهم صداقات في البرلمانات ومجالس اللوردات، ومن الممكن أن يكونوا قد قاموا بإقناعهم، خاصة أن الغرب لديه حساسية من مسألة تدخل الجيش في السياسة وبسهولة سيقبل بمن يقنعه أن ما حدث لدينا هو إنقلاب، ولذلك كان من الواجب علي الدولة بكل أجهزتها أن توضح تماماً للسياسيين والإعلام وأساتذة الجامعات في الغرب أن ما حدث إنما هو إرادة شعبية، كل ذلك كان يجب أن ينطلق انطلاقة قوية بعد ثورة 03 يونيو مباشرة.. والإخوان ليست لديهم ميليشيات أو قدرة عسكرية في الغرب، ولكنّ لهم علاقات وصداقات، فضلاً عن أن الجهات التي لا تريد الاستقرار لمصر من الممكن أن تستغل الوضع القائم.
ألا تعتقد أن الإخوان وضعوا أنفسهم مع الإرهاب في جانب واحد حين صرحوا بأن توقف العمليات الإرهابية في سيناء مرهون بالتراجع عما سمّوه انقلابًا؟
البلتاجي وضع حبلاً حول رقبته ورقبة جماعته حين أدلي بهذه التصريحات، ولا أظنه قادراً، لا هو ولا جماعته، علي وقف العمليات الإرهابية في سيناء ولا غيرها؛ ولكن الحشود والتعبئة التي كان في وسطها تدفع الناس إلي فقد جزء من عقولهم ليقولوا مثل هذا الكلام الذي لا يملك أسانيد ولا أدلة؛ وإن كانوا بالفعل علي علاقة بالإرهاب ويستطيعون إيقافه فهم يجرمون ضد مصر، لأن الحفاظ علي علاقة بالإرهاب يؤدي بالوطن إلي تدخل خارجي، إذا تم وصفنا بأننا عاجزون عن مقاومة الإرهاب، خاصة بعد ارتفاع أعلام القاعدة في المسيرات الإخوانية.. ولنتعلم مما يحدث في اليمن.
الإخوان .. جماعتان
برأيك من هو الشخصية الإخوانية القادرة علي لمّ شتات الإخوان والقيام بمبادرة للتصالح مع الدولة؟
أريد القول إن كل التوجه المتشدد أو القطبي أو الذي يؤمن بالعمل السري داخل الجماعة يجب أن يتبرأ منه الإخوان جميعًا؛ بحيث تصبح لدينا جماعتان أو حركتان: واحدة تسمي نفسها ما تشاء وتؤمن بالعنف كما تشاء ويحاسبها القانون والقضاء والشعب علي ما ترتكب من أعمال بها عنف أو تحريض، والأخري جماعة دعوية لا تتدخل في السياسة ولا تهدد الأمن القومي ولا تُجزئ مصر ولا تُفتي بما هو شاذ وتعود إلي النبع الصافي الذي بدأه الإمام البنا.. وربما يكون د.محمد علي بشر أو عمرو دراج أو حلمي الجزار من الشخصيات التي لو تم التفاهم معها تُحل المشكلة، ولكن بعد غياب المجموعة القطبية، التي تحكمت في الأمر سنوات طويلة، عن المشهد.
هناك بالفعل حركات شبابية انشقت عن الجماعة ورفضت العنف، كيف السبيل إلي إعادة هذا الشباب في المجتمع مرة أخري؟
بالتأكيد هناك أكثر من مجموعة: إخوان بلا عنف، تحالف شباب الإخوان، شباب من أجل مصر، وغيرها ، وعلي الدولة أن تتعاون مع هذا الشباب الرافض للعنف بلا حرج لأنهم مواطنون في النهاية، وأنا أعلم أن هذا الشباب لديه استراتيجية جميلة، لكني نصحتهم أيضًا بالابتعاد عن السياسة لعشر سنوات.
هل تعتقد أنه كانت هناك وسائل أفضل لفض اعتصامي رابعة والنهضة؟
هناك فرق بين التمني والواقع، وقد سمعت روايات مختلفة ممن كانوا يذهبون إلي رابعة، بعضهم يقول إنه لم يُشاهد أي عنف، والبعض الآخر يؤكد وجود عنف وأسلحة وقتل للناس، فلا أستطيع أن أقضي بشيء واضح، إنما بالتأكيد أخطأ الإخوان بالحشد والتهديد علي المنصة والاستعداء الخارجي، وعن طريق التحالفات قدّموا أناسًا مثل عاصم عبدالماجد ليقولوا كلامًا غاية في الغرابة: "قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار" أو يدعو علي المصريين.. أما لو ثبت أي تجاوز علي السلطة فيجب أن يُعاقب من قام به، وإن كانت السلطة في الحقيقة قد قدمت الخروج الآمن لآخر لحظة.
غباء تركي
كيف رأيت الدعم التركي للإخوان وتطاول أردوغان مؤخراً علي مقام شيخ الأزهر؟
هذا غباء، ويجعلني في الحقيقة أنظر إلي أردوغان الذي عرفته منذ عام 67 عندما كنا نتحاور مع البروفيسور نجم الدين أربكان رحمه الله، وأقول إن مواقفه تتوافق مع الناتو ولو كانت ضد مصالح الأمة العربية والإسلامية، وهذا ما أستطيع أن أقوله.
هو يزعم أنه يدعم الديمقراطية المصرية ويقف ضد ما سمّاه انقلاباً علي الشرعية.. فما حقيقة هذا الزعم؟
كما قلت، هذا غباء سياسي لا نظير له، فهو مسئول في دولة وعلاقته يجب أن تكون بالدولة الأخري وليس جماعة؛ وقراءته للمشهد سيئة، فليس في مصر انقلاب، والوضع في مصر مختلف تمامًا عن سوريا، وإن كان أردوغان، في رأيي، مسئول عن جزء مما يحدث في سوريا، بل وعن التدخل العسكري الوشيك.
بالحديث عن سوريا.. كيف تقرأ التشابكات المعقدة للواقع السوري الآن؟
أدين الوضع القائم في سوريا ومن تسبب فيه، فلا يوجد من يقبل إجرام النظام السوري، ويكفي أن بالدستور السوري مادة تقضي بإعدام كل من ينتمي إلي جماعة إسلامية، وهو شيء لا يقبله عقل، ومع هذا فسوريا كانت دولة ممانعة وسط دول عربية موالية للغرب وإسرائيل، وكذلك دعمت حزب الله في حربه مع إسرائيل في 6002 ودعمت حماس واستضافت قادتها؛ فاختلط العمل الجميل بالعمل القبيح، وفي النهاية لا نقبل حاكماً يقتل شعبه، وأيضاً لا نقبل من حركة تسمي نفسها ثورية تعجز عن مواجهة النظام فتستعين عليه بالغرب ولا تستفيد من دروس الماضي القريب في العراق وافغانستان.
فتاوي وزغاريد!
للشيخ القرضاوي فتاوي أثارت جدلاً مؤخراً.. ما تعليقك عليها؟
أخالفه الرأي بكل قوة ووضوح سواء في آرائه بتدخل الغرب في سوريا أو دعوته للجهاد في مصر كما دعا من قبل للتدخل في ليبيا، وأنا أقول له إن مصر وسوريا ليستا مثل ليبيا. وكذلك اتحاد علماء المسلمين أخطأ خطأ جسيماً في رأيه هذا، ويذكرنا بمؤتمر مكة الذي دعا القوات الأجنبية لإخراج صدام من الكويت. والقرضاوي في كتابه "فقه الجهاد" الجزء الأول صفحة733 يقول :"أنا سأكون أول من يقاتل هذه القوات إذا بقيت بعد صدام في الخليج يوماً واحداً" وهاهي باقية منذ 23 سنة ولا أحد يدري متي ستذهب، وهكذا ستكون هناك قواعد عسكرية في سوريا.. وعلي إسرائيل أن تُغنّي وتزغرد بهذه الفتاوي.
سمعنا عن ملايين حصل عليها الإخوان من الولايات المتحدة..هل تعتقد أن هذا الدعم المادي لايزال موجوداً؟
لا أعرف، وقضيت عمري في الأخوان، وفي القيادة في الثمانينيات لم أر الإخوان يقبلون أي دعم مادي خارجي، إنما الحديث عن المليارات بعد ذلك وعن الاستثمارات الإخوانية و المليشيات الالكترونية، كل هذه ملفات تحتاج إلي حقائق واضحة لنعلم ما يجري علي الأرض.
إذا فشلت المصالحة مع الإخوان ..هل تتوقع أن يتحولوا إلي العمل السري والاغتيالات؟
جزء منهم سيفعل ذلك، خاصة الذين تأثروا بالفكر القطبي والمظلومية والاستشهاد، من الممكن أن يفعل هذا، ويلجأ الي التفجيرات واستهداف الشخصيات.
ما تقييمك للمبادرات التي قدمت حتي الآن.. ولماذا لم تؤد إلي نتائج ملموسة؟
مبادرة سليم العوا كانت من جانب واحد لذلك فشلت، أما مبادرة د. زياد بهاء الدين فكانت جيدة وكذلك مبادرة الإعلامي عامر الوكيل.. ولكن هذه المبادرات ليست جسراً يربط بين الناس وإنما هذا الجسر يكون بالجلوس إلي مائدة واحدة، يعترفون بالخطأ ويضعون برنامجاً لإعادة بناء الثقة ثم تنطلق المبادرات.
ماذا تقول لدعاة التظاهر وإثارة البلبلة في الشارع من الإخوان؟
أقول لهم: كان من الأولي والأجدر بالإخوان المسلمين أن يجتمعوا ويصنعوا تقويماً حقيقياً لمسيرة الإخوان من بعد ثورة 52 يناير.. أين أصابوا وأين أخطأوا، وأن يتوقفوا عن الحشود والمسيرات لأنها ستفشل مائة في المائة وستؤدي إلي مزيد من الاتهامات.. وهم مسئولون عن أي اختراقات في حشودهم إن كان من رأيناهم يحملون الأسلحة بلطجية كما يقول الإخوان، ومشكلة الإخوان أصبحت مع الشعب الذي حرق محلاتهم كما حدث في شبين الكوم وليس مع الجيش والشرطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.