حسناً ان يعلن عدد من شباب الإخوان عن مراجعات مع أنفسهم يعلنون فيها عن استنكارهم للعنف والدم، وكونهم ان يأخذوا هذا القرار عن قناعة معلنين رغبتهم في العودة الي صفوف المصريين والالتحام مع ابناء الوطن في التصدي للمؤامرات الاجنبية التي استغلت انقلابهم علي الارادة الشعبية وساعدوهم في اشتعال مواقف عدائية ضد الوطن. المفروض ان نفتح صدورنا لهؤلاء الشبان.. نأخذ بأيديهم ولا نعاتبهم.. يكفي إحساسهم بالندم علي ما اقترفوه في حق الوطن، وكونهم ان يطلبوا العودة عن نقاء وصفاء فاهلا بابنائنا الذين يطرقون الابواب في شجاعة وهم يعترفون انهم كانوا مغيبين داخل جماعة الغت عقولهم تحت ما يسمي بالشرعية فاختارت إما ان تحكم او تحرق الارض.. وما كان من الشباب الا ان يعلنوا انسحابهم والخروج من تحت مظلة العنف.. - لا تقولوا انها خدعة، بل علينا ان نحسن الظن بهم وهم يرتمون في احضان امهم مصر، لا تنسوا انهم اخوة لنا في الدين والوطن بصرف النظر عن انتماءاتهم للتيار الاسلامي، المهم ان تكون مصر فوق الجميع ومهما اختلفنا فمصر لا تهون عليهم .. صحيح نختلف .. ونتشاجر.. ونتصارع لكن ان نتقاتل فهذا مرفوض.. لذلك اقول اهلا بكل شاب من شباب الإخوان عائد الي حضن الوطن المهم الا تكون يده ملوثة بدماء الابرياء.. نحن نتصالح مع الخطائين يوم ان يعترفوا بأخطائهم والخطأ الذي اعنيه هو عدم الاشتراك في القتل او التدمير او الحرق او التخريب، لانه لا تصالح مع القتلة او السفاحين الذين كانوا يحملون الاسلحة ويروعون الامنين، لم يرحموا عجوزا او طفلا او سيدة الا واصابوهم بالهلع والفزع والخوف، كم من امهات واطفال يعالجون الان نفسيا بسبب الرعب الذي اصابهم من تهديدات الإخوان، وكون ان ينشق عددا من اعضاء الجماعة ويخرجوا عن قادتهم بسبب الجرائم التي ارتكبوها في حق هذا الوطن، علينا ان نساعدهم في هذا الخروج ومن فقد وظيفته نعيده إليها.. المهم نكون كرماء مع من ينشق حتي نجعله نادما علي اشتراكه في المسيرات المسلحة التي اتت بالخراب والتدمير لعدد من منشآت ومؤسسات هذا الوطن .. من المؤكد ان مشاهد الذبح والقتل التي ارتكبها الارهاب في كرداسة ورابعة العدوية والجيزة والبحر الاعظم والمنيا وملوي وسوهاج وأسوان والإسكندرية والمنصورة وباقي محافظات مصر، قد اهتزت معها ضمائر الشرفاء بينهم، انا شخصيا لن اصدق ان يقال ان اعضاء الجماعة لهم عذرهم في عدم تأثرهم بمثل هذه المشاهد علي إعتبار أنهم مغيبون وانا اقول انه مهما كان الوعي غائبا عن الجميع فلن تكون قلوبهم جميعا ميته، اكيد أن من بين الجماعة من في داخله رحمة وشفقة علي الاقل اهتز توازنه نفسيا وهو يري صور مأمور قسم شرطة كرداسة وضباط القسم وعساكره مذبوحين وممثلة بجثثهم، هل هذا هو الإسلام.. وهل هذه هي الشرعية التي ينادون بها " يا كرسي الحكم يا يحرق الارض " لا تقولوا اننا بعد هذا المنطق سنضع ايدينا مع قادة هذه الجماعة او مع من تلوثت يداه بدم المصريين الابرياء.. لا نحن ولا اصحاب الضمائر التي استيقظت واعلنت انشقاقا عن الجماعة رافضين سياسة العنف، لا تقولوا ان كل من ينتمي للجماعة يحمل بين ضلوعه قلبا ميتا، ولا تقولوا ان قادتهم هم القادة الوطنيون الذين يضعون مصر في عيونهم وعيونهم علي كرسي الحكم.. لقد رأينا هؤلاء القادة وهم يفرطون في تراب مصر، باعونا للإرهاب واسسوا لأنفسهم جيشا من الجهاديين اعضاء تنظيم القاعدة ومكنوهم من الإقامة في سيناء وهم يضمرون في داخلهم شرا بهذا الوطن، ما من مواطن مصري الا ويعرف بالمخطط الاميركي الذي ينفذه قادة الجماعة بانتزاع ثلث مساحة سيناء عن مصر في إقامة الدولة الفلسطينية علي حساب الاراضي المصرية، لم نر رئيس دولة يحتمي بالخارج ضد وطنه و شعبه، من المؤكد ان الشباب داخل الجماعة استشعر بالخطر واستشعر ان الوطن يتعرض لمؤامرة يقودها قادة الجماعة وكون ان عددا منهم قرر الابتعاد عن هذا المخطط واسترد رشده وقرر ان يجري مراجعات للخروج من دائرة العنف فهذا الموقف ليس غريبا علي اي شاب وطني .. لذلك اقول من يمد يده للسلم نفتح له صدورنا، فاستقرار هذا الوطن مسئولية كل من تربي علي ارضه وشرب من نيله واكل من خيراته، نفتح صدورنا لكل من يحني رأسه لإرادة هذا الشعب، ونلفظ كل من استباح حرمة الدم المصري، فلن يكون هناك تصالح مع الايادي الملوثة، او الذين امتلأت قلوبهم كراهية للعيش في سلام، واهلا بالقلوب النقية التي تحب هذا الوطن حتي ولو كانت إخوانية .