اللواء عبداللطىف البدىن مساعد وزىر الداخلىة السابق عدم اللجوء إلي الحل الأمني وتفضيل الحل السياسي ليس عجزا من السلطة ففض الاعتصام بالقوة مگلف والرابح الوحيد ممايحدث هو إسرائيل اللواء د. عبداللطيف بدين مساعد وزير الداخلية سابقا واستاذ ادارة الأزمات يري أن الأزمة التي نعيشها الآن من أصعب الأزمات التي واجهتها مصر منذ بداية الدولة الحديثة »دولة محمد علي باشا«. وصعوبة الأزمة تكمن في صعوبة الحل لأن الأزمة التي نواجهها اليوم تعتبر من الأزمات المصرية التي قد تعصف بأمن الوطن. ويقول إنه من الغريب أن نجد بعض الأصوات من طرفي الأزمة الذين لا يعبئون بالنتائج المحتملة لتدهور هذه الأزمة وهي نتائج تمثل أسوأ كابوس يمكن أن تراه مصر في المستقبل وهو كابوس قد يعصف بمستقبل البلاد ومستقبل أبنائها ويحطم كل الآمال التي نرجوها لأبنائنا واحفادنا. ومن هنا كان لنا معه هذا الحوار: اللواء عبداللطيف البدين مساعد وزير الداخلية السابق في حواره ل »الأخبار« كيف نفض الاعتصام بشكل سلمي وبأقل خسائر ممكنة؟ مع الأسف الشديد الرابح الوحيد من هذه الأزمة هي اسرائيل وهو أمر واضح للجميع وحلول هذه الأزمة لا نستطيع أن نقرر أيهما أصلح وعلينا أن نختار بالحل الذي يمثل أقل الأضرار. فهناك من ينادي بالحل الأمني وهذا الأمر في غاية الخطورة في الوقت الحالي بل إن البعض يحاول دفع الحكومة ووزارة الداخلية للتصدي لهذا الاعتصام وفضه بالقوة لأن الخطورة تكمن فيما بعد »الفض« وليس في عملية فض الاعتصام بالرغم من الخسائر الكبيرة في الارواح التي تنتج من فض الاعتصام بالقوة سواء الخسائر من المعتصمين أو من رجال الشرطة وكلاهما مصريون دمهما غال فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن ماذا بعد فض الاعتصام؟ المشهد ينبئ بحالة عنف شديدة ستجتاح البلاد ولا يستطيع أي محلل سياسي أو أمني أن يستبعد هذا الاحتمال وهو احتمال قائم وخطير ويهدد بجر مصر إلي أمور لا نتمناها ولا نرغب فيها والحل الأمني أيضا بالاضافة إلي أن تكلفته السياسية والاجتماعية والتضامن الاجتماعي والحياة الاجتماعية بين المصريين »الود الاجتماعي« سوف يتأثر كثيرا من ذلك كما أنه حل غالي التكلفة اقتصاديا لأن التوابع التي ستترتب علي هذا ستكون توابع جسيمة وأنا أري أن أي ادارة رشيدة عليها أن توازن بين المكاسب والخسائر التي ممكن أن تترتب علي أي معالجة لهذه الأزمة أمنية وهو ما أرفضه لزيادة نسبة الخسائر والاضرار التي قد تصيب المجتمع المصري عامة عن المكاسب المحتملة هذا بجانب ان الحلول الأمنية دائما وأبدا ما تفشل بينما الحلول السياسية فنسبة النجاح فيها لا تقل عن 06٪ أو 07٪ ولكننا نري أيضا هنا أن الحلول السياسية لهذه الأزمة في غاية الصعوبة نظرا لأن كلي الطرفين يريد أن يحصل علي أعلي سقف لمطالبه بينما القواعد العامة في التفاوض ألا يكون هناك سقف يمثل الحد الأقصي للمطالب بل دائما وأبدا ما يكون هذا السقف يمثل الحد الأدني للمطالب للطرفين ونحن نري في هذه الأزمة أن كلا الطرفين يتمسك بالحد الأقصي لمطالبه وهو أمر مرفوض منهما ويمثل نوعا من العناد الذي سيؤدي إلي تدمير الوطن وليس تدمير الأطراف فقط. وهل توجد طريقة سلمية لتجاوز الأزمة؟ ان الخروج من هذه الأزمة بالطرق السلمية وما اصطلح علي تسميته بالمصالحة الوطنية واستطيع أن أكرر أنني كنت أول من نادي بضرورة هذه المصالحة في احد لقاءاتي في يوم 82 يونيو من هذا العام ولكن مع الأسف لم يستمع إلي أحد. خطوات مهمة كيف اذن نستطيع الخروج من هذه الأزمة؟ يجب أن نقرر أنه لكي نستطيع الخروج من هذه الأزمة لابد أن نتبع المبادرة الآتية: - وقف كل الحملات الاعلامية من كلا الطرفين التي تؤجج من عدم ثقة الطرفين ببعض. - الدخول في مفاوضات مع الوضع في الاعتبار تخفيض سقف المطالب للحد الأدني وليس الأقصي. - اللجوء لارادة الجماهير الحقيقية التي تتمثل في الصندوق وذلك للاستفادة علي خارطة الطريق التي أطلقها »السيسي« وعلي الحكومة أن تراعي في هذه المرحلة بعض الموضوعات الحساسة والتصدي لبعض الشائعات الخبيثة التي لا يقصد منها إلا اثارة الشك في موقف السلطة الحاكمة الآن ومنها علي سبيل المثال لا الحصر ترشيح د. حسام البدراوي لمحافظة القاهرة وبالرغم من احترامي الشديد لشخص د. حسام والذي لم يعرف عنه حتي في العصر السابق أي مظهر للفساد إلا أن هذا التوقيت بالذات في هذه المرحلة المصيرية واطلاق مثل هذه الشائعة يقصد منها اعلام الكل أن السلطة الحالية تريد عودة النظام السابق ورجاله. ما هي أهم المشكلات التي نواجهها الآن؟ المشكلة التي نواجهها الآن التعنت من الطرفين الذي يصب في مصالح شخصية وليست مصالح عامة تمثل مصلحة الشعب المصري وإذا تجرد هؤلاء من هذه النوازع الشخصية سنستطيع أن تصل إلي حل وأنا في رأيي أن الحل يكمن في مصالحة وطنية تعتمد أساسا علي استفتاء شعبي علي خارطة الطريق التي اطلقها السيسي.. وهنا نستطيع أن نقرر ما إذا كانت الارادة الشعبية الحقيقية للشعب المصري تريد الاستمرار مع ما حدث في 03 يونيو أم لا؟ وذلك عن طريق صندوق اقتراع معلوم ومعروف وتتوافر له كل الضمانات الحقوقية لضمان عدم الطعن في صحة نتائجه واعتقد إذا جاء هذا الاستفتاء »بنعم« فعلي كل الفرقاء أن يتحدوا من أجل صالح مصر وخلال الفترة التي سيقرر فيها اجراء هذا الاستفتاء ولحين اجراء الاستفتاء فيجب أن تخلي جميع الميادين بما فيها الميادين المؤيدة أو المعارضة وأن من أكثر الأشخاص الذين كانوا يعارضون المليونيات العشوائية حتي في عهد الرئيس المعزول »مرسي« وكنت اراها تؤدي إلي الخسارة الاقتصادية وتهدد السلم والأمن الاجتماعي. ما رأيك في استخدام الأطفال والنساء كدروع بشرية؟ أنا ضد الاستخدام غير الانساني للطفولة بصفة عامة في أي عمل يتنافي مع الحفاظ علي حقوق هؤلاء واعتقد أنه إذا كان هذا صحيحا فيجيب أن يحاسب المسئولين عن الدفع بالاطفال في تلك الظروف الخطيرة وأن تكون هذه المحاسبة شديدة وليست محاسبة عادية. وبهذه المناسبة ليست معني دعوتي للمصالحة الوطنية وتمسكي بها أن يهرب من العدالة كل من ارتكب فعلا أو عملا اجراميا أن يحاسب بالقانون من كلا الطرفين، كلا الطرفين لن يكون قبل الرئيس السابق »مبارك« والذي حوسب علي أعماله وعوقب بالسجن المؤبد فلا يوجد أحد فوق القانون كلنا سواسية أمام القانون. التحصينات أمام جامعة القاهرة تنذر بخسائر كبيرة في الأرواح إذا تم الاقتحام ما تعليقك؟ إذا كانت هناك تحصينات فإن الخسائر ستكون كبيرة من طرف اجهزة الشرطة وعلي كل الأحوال سواء وجدت تحصينات من عدمه فالخسارة ورادة والخسارة سيدفعها الشعب المصري لا هذا الطرف ولا ذاك الطرف فكلاهما مصريون والدم المصري غال. وأريد أن أذكر أن جهاز الشرطة ومنذ قيام ثورة 52 يناير وحتي الآن فقد أكثر من 003 شهيد رووا بدمائهم الطاهرة تراب مصر هذا بخلاف المصابين الذين تعدوا ال 6 آلاف مصاب وهذا يعني أن الشرطة جهاز وطني نزف هذه الدماء لمكافحة الانفلات الأمني والجريمة الموجهة إلي الشعب ولم ينزفها من أجل تحقيق مكاسب شخصية له. أما اعتصام لا يقل عن نصف مليون فمحاولة فضه سيؤدي إلي خسائر لا تقل عن 01٪ في الأرواح والتفكير عدم اللجوء إلي الحل الأمني واعطاء الحلول السياسية مساحة أكبر أعتقد أنه أمر لا يظهر عجز السلطة أكثر ما يظهر ارادتها في عدم نزف الدماء. ما هي عواقب فض الاعتصام بالقوة؟ إن فض الاعتصام بالقوة سيجر البلاد إلي توابع لا تستطيع مواجهتها وإلي كوارث قد تعصف بوحدة البلاد وعلي سبيل المثال لا الحصر أن حذر السلطة الحاكمة الآن من الحل الأمني أمر في غاية المعقولية لما يترتب علي هذا الحل من مجازفة شديدة بالأمن الوطني والقومي للبلاد وأن اللجوء للحل الأمني سيؤدي إلي دخول البلاد في دوامة العنف وأن الأجهزة الأمنية هي أول من ستدفع هذه الفاتورة الغالية مع الأسف سيكون السيناريو القادم هو الادانة العالمية لأي عمل سيؤدي إلي وفاة المدنيين عقب الحل الأمني اعتقد أن رجال الشرطة سيكون الهدف الأول لدفع الفاتورة السياسية. وأوجه رسالة لكل المعتصمين ولكل المصريين توجد بعض الأصوات من الطرف الآخر وأقصد الطرف الليبرالي لهم بعض التصريحات التي تمثل اشعالا للفتنة وليس الدفاع عن الليبرالية التي تنادي بحرية العقيدة وحرية الممارسة السياسية وترفض اقصاء أي فصيل عن فصيل فعندما يخرجون بمثل هذه التصريحات غير المسئولة التي اذيعت علي العامة فإن النتيجة الحقيقية التي ستجنيها من تلك التصريحات غير المسئولة ستؤدي إلي تعنت الطرف الآخر حيث تظهر أن المسألة ليست صراعا سياسي ولكنها تظهر علي أنها حرب ضد الاسلام وهو أمر غير حقيقي وأنا أدعو كل من يهمه أمر هذه البلاد عدم اتهام من يخالفونهم في الرأي بالخيانة أو العمالة سواء من هذا الطرف أو الآخر فكلنا مصريون ووطننا واحد. فأنا اعتقد ان الحلول الأمنية ستؤدي إلي الكوارث ولكن لن يستطيع أي فصيل أن يقضي الفصيل الآخر عن المشاركة السياسية وأقرب دليل علي ذلك التجربة السياسية السابقة للإخوان. أشعر بنبرة تفاؤل في كلامك رغم صعوبة الموقف الذي نمر به؟ أنا متفائل لأن مصر مليئة بالعقلاء والحكماء والوطنين الذين يستطيعون اخراج مصر من هذا النفق المظلم والذي قد يؤدي في حالة الدخول فيه إلي عصف كل أمر جميل قد عايشناه وكلي أمل في مستقبل مشرق لأبنائنا فحقيقة الأمر انني اشتاق بشدة إلي السير في شوارع القاهرة التي تمتعنا بالسير فيها. قبل أن تتلوث بأعمال الانقلاب الأمني وقبل أن تتلوث نفسيتنا بكراهية المخالف لنا سياسيا أو فكريا وما نشاهده الآن هو في حقيقة الأمر ارهاب فكري لكل من يخالف الآخر في الرأي ومع الأسف ان هذا الارهاب يتم من كلا الطرفين فكل طرف يتهم الطرف الآخر بالخيانة والعمالة متناسيا أن هذا الطرف من بني وطنه. أرجوكم تعاملوا مع هذا الموقف بأمانة ووطنية وأنكار للذات. وهلموا نضع يدنا في أيد بعض للنهوض بمصر والتقدم للشعب المصري الذي عاني كثيرا فكفي بالله عليكم من زيادة معاناة هذا الشعب: وما رأيك فيما يحدث في سيناء من أحداث عنف يوميا؟ ما يحدث في سيناء الآن سبق أن ذكرته أيضا واستطيع أن أقرر أول شخص ذكرها يحدث الآن في سيناء للقوات المسلحة عن طريق دراسة ارسلتها لهم بذلك ورسم الحل لهذه الأزمة بالاضافة إلي احاديثي في البرامج التليفزيونية وأن مع الأسف ما يحدث الآن في مصر هو جر مصر إلي فوضي شاملة ستؤدي في نهاية الأمر إلي تقسيم مصر وهذا أمر معروف منذ سنوات وذكرتها دراسات برنارد لوميس المفكر الأمريكي الصهيوني وكذلك هنري كسنجر واخيرا كونداليزا رايس خاصة أن مشروع الشرق الأوسط الكبير أصبح واقعا نراه الآن في العراق والسودان وسوريا ولبنان والدور علي مصر وعلينا التنبيه إلي هذه الخطورة الاستراتيجية وعلي رجال السلطة المصرية الآن أن يتعلموا أن يكونوا رجال دولة وليس رجال سلطة. الإرهاب في سيناء ما رأيك في محاولات البعض لجذب القوات المسلحة إلي سرعة تصفية الارهاب في سيناء؟ أعتقد أن محاولة جذب البعض للقوات المسلحة للاتيان بنتائج سريعة في سيناء هي محاولات لا يقصد منها خيرا فيجب أن يعطي الجيش أو القوات المسلحة الوقت الكافي الذي يستطيع من خلاله التخلص من هؤلاء الارهابيين والبؤر الاجرامية خاصة أن الاستراتيجية التي يتم التعامل فيها في مثل هذه الأحوال تختلف اختلافا كاملا عن الاستراتيجية المتبعة في الجيوش النظامية. ولا أدل علي ذلك فيما يحدث الآن في أفغانستان الآن فبالرغم من القوة اللا متناهية للحلفاء أمام جماعات صغيرة فلم تستطع حتي هذه اللحظة هذه القوة من فرض سيطرتها علي الآخر ودعوا القوات المسلحة تعمل بدون ضغوط وقدموا الدعم الكامل لها ولا تهاجموها ولا تستعجلوها واضعين في الاعتبار أن الجيش المصري هو الجيش الوحيد القوي المتواجد الآن في المنطقة العربية جمعاء القادر علي التصدي للاطماع الاسرائيلية وأي اطماع اخري.