صالح الصالحى اقترب رمضان من الرحيل.. أيام وندعو الله ان يتقبل منا صيامه ويبلغنا رمضان القادم.. هكذا الايام الحلوة الجميلة، المباركة تذهب مسرعة. اقترب شهر الكرم والغفران والرحمة من الرحيل، ولم يتبق سوي أيام معدودة.. ولكنها ايام تحتوي علي ليلة خير من ألف شهر.. ليلة تعادل 83 سنة و 4 شهور.. ليلة ادعو الله ان يعيننا ويوفقنا علي قيامها.. ليلة من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.. ليلة أنعم بها الخالق علينا.. ليلة مباركة، عظيمة القدر.. ليلة يقدر فيها الله الارزاق والاجال.. ليلة قال تعالي »فيها يفرق كل أمر حكيم«.. فمازال امامنا فرصة لننهل من حسنات رمضان.. فرصة ليلة نحييها تصديقا بوعد الله بالثواب عليه وطلبا للاجر..، لا لشيء اخر، و العبرة بالاجتهاد والاخلاص ، سواء علمنا بها أم لم نعلم. علينا ان نحرص علي الصلاة والدعاء في تلك الليلة، فانها ليلة لا تشبه ليالي الدهر.. فخذ ايها المؤمن بنصيبك من خيرها الحسن، وأهجر لذة النوم وطيب الوسن، وجاف جنبيك عن مضجعك الحسن. ليلة لا يشترط لحصولها رؤية شيء ولا سماعه، فليس من اللازم ان من وفق لها لا يحصل علي الاجر حتي يري كل شيء ساجدا أو يري نورا، أو يسمع سلاما، أو هاتفا من الملائكة، وليس بصحيح ان ليلة القدر لا ينالها الا من رأي الخوارق، بل فضل الله واسع.. وليس بصحيح ان من لم ير علامة ليلة القدر فإنه لا يدركها، ولا موفق لها، فالنبي لم يحصر العلامة، ولم ينف الكرامة، قال ابن تيمية »وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة، فيري انوارها« أو يري من يقول له : هذه ليلة القدر، وقد يفتح علي قلبه من المشاهدة ما يتيقن به الامر..ومن العلامات التي تعرف بها ليلة القدر ، ما جاء في حديث ابي ابن كعب ان النبي قال : »تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها«.. اما غير ذلك من العلامات فلا يثبت فيها حديث ، ككونها ليلة ساكنة، لا حارة ولا باردة، ولا يري فيها بنجم.. وعن وقتها فقد ورد عن النبي انها ليلة احدي وعشرين ، وثلاث وعشرين وخمس وعشرين، وسبع وعشرين وتسع وعشرين. وينبغي علينا ان نستقبلها بالدعاء والصلاة.. وان نحرص علي تخير جوامع الدعاء، والتي كان يدعو به النبي وارشد إليها.. ولنعلم انه ليس لها دعاء مخصوص يدعي به، بل يدعو المسلم بما يناسب حاله، ومن احسن ما يدعو به الانسان في هذه الليلة ما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة عن عائشة رضي الله عنها قالت: لو علمت أي ليلة ليلة القدر لكان اكثر دعائي فيها » أسأل الله العفو والعافية «. ومن الدعاء اللهم يا من خلق الانسان وبناه، واللسان واجراه، يا من لا يخيب من دعاه، هب لكل منا ما رجاه وبلغه من الدارين مُناه، اللهم اغفر لنا جميع الزلات، واستر علينا كل الخطيئات وسامحنا يوم السؤال، وانفعنا وجميع المسلمين بما انزلته من الكتاب يا ارحم الراحمين. ايها المسلم.. الايام معدودة والعمر قصير ولا تعلم متي يأتيك الرحيل ولا تدري لعلك لا تبلغ رمضان، وان بلغته لعلك لا تكمله، وان اكملته لعله يكون اخر رمضان في حياتك.. فهذا يخرج من بيته سليما معافي ينعي إلي أهله، وهذا يلبس ملابسه ولا يدري هل سينزعها أم ستنزع منه؟..لذلك علينا ان نستحضر هذه النعمة العظيمة، ان بلغنا رمضان، ووفقنا لصيامه وقيامه وصالح الاعمال.. فكم من شخص مات قبل ان يبلغه.. وكم من مريض مر عليه رمضان كغيره من الشهور وكم من عاص لله ضال عن الطريق المستقيم ما ازداد في رمضان إلا بعدا أو خسارا.. وأنت يوفقك الله للصيام والقيام، فأحمد الله علي هذه النعمة الجليلة واستغلها ايما استغلال.