مصر كنانة الله في أرضه فهي محفوظة من الله وعناية الله هي التي حفظت مصر في الأيام الماضية وستحفظها في الايام القادمة. عندما تولي الفريق عبدالفتاح السيسي قيادة الجيش انطلقت دعاوي ومحاولات للنيل منه ومحاولة وصمه بإنه من الإخوان فقد اختاره الرئيس مرسي لأخونة الجيش ومساعدته في تدمير جيش مصر العظيم وأفراده الذين وصفهم رسول الله [ بأنهم خير أجناد الأرض. وما حدث مع الفريق السيسي يذكرني بقصة سيدنا موسي عليه السلام مع فرعون مصر- ولله المثل الأعلي فهذه القصة علي سبيل المثال وليس علي سبيل تشبيه الأشخاص فقد تنبأ المتخرصون لفرعون مصر بأنه سيولد طفل في مصر عندما يصير شابا سينازعه في الحكم فأمر فرعون حراسه وزبانيته بأن يقتلوا كل طفل يولد علي أرض مصر فأخذ أتباع فرعون يبحثون عن كل مولود فيقتلونه ولكن عناية الله قد أوحت الي أم موسي أن تضع موسي وليدها في صندوق ثم تلقيه في اليم خوفا عليه من القتل ويلقي الله محبة موسي في قلب زوجة فرعون فتتخذه ابنا لها ولفرعون وتربي في بيت فرعون علي أمل ان يكون وريث فرعون وحاميه. ولكن انقلب السحر علي الساحر فعندما صار سيدنا موسي رجلا بالغا عاقلا وبدأ يدعو الي عبادة الله واتخاذ طريق الحق والوقوف في وجه فرعون وسحرته.. ولأنه كان نبيا من عند الله- استطاع ان يقف في وجه الطغيان وآمن به العتل من السحرة حيث جمع فرعون الشعب المصري ليبين كذب موسي وافتراءه أمامهم وسرعان ما عرفت حقيقة فرعون الطاغية وكذبه وصدق موسي فآمن الشعب بموسي واتبعوه وخرجوا يناصرونه ويؤيدونه، فتوعد فرعون موسي ومن آمن به وأخذ فرعون يهدد بانزال أشد العذاب بموسي ومن معه حتي أنقذه الله بعنايته. فبنظرة سريعة لما يحدث الآن نجد أن الفريق السيسي بعد الاتهامات التي وجهت اليه استطاع بصدقه ووطنيته أن ينزل علي إرادة الشعب المصري فوقف في وجه الرئيس محمد مرسي لانقاذ البلاد من الدمار والخراب. وعرف الشعب المصري وأدرك الحقيقة الجلية فأستطاع ان يميز بين من معه ومن عليه. وعندما عرف الشعب الحقيقة وتم عزل الرئيس بدأت التهديدات بالهلاك والدمار والخراب لمصر ولشعبها. ونسي هؤلاء أن الرسول صلي الله عليه وسلم حرم ترويع الامنين وتحريم دم المسلم ففي آخر خطبة له وهي خطبة الوداع قد بين حرمة دم المسلم علي المسلم »دم المسلم علي المسلم حرام كحرمة يومنا هذا في بلدنا هذا في شهرنا هذا«. فكيف لهؤلاء أن يتوعدوا الشعب المصري وجيشه؟ وكيف ينادون ويلجأون الي الغرب للدفاع عنهم مبررين ذلك بالشرعية والدفاع عنها. ونسوا أن هذا اللجوء سيجر علينا وباء استعماريا كافح الشعب المصري علي مر عصوره المختلفة حتي يتخلص منه- وهذا لن يحدث أبدا إن شاء الله- ونسي هؤلاء كما حرم الرسول دم المسلم علي المسلم فقد أوصي بأهل مصر خيرا لان فيهم أهل ذمة ورحم. وعلي الفيصل الآخر الموجود في المشهد السياسي كفي شماته وإثارة لمؤيدي الرئيس حتي لا نضع الوطن في آتون نحترق فيه جميعا يوم لا ينفع الندم ويقسّم الوطن كما هو مخطط له فلا يجب ان نكون- أيا ما كنا- أداة في يد القوي الخارجية لتنفيذ ذلك المخطط القذر بقصد أو بدون قصد. الوقت لم يفت فأمام الجميع فرصة أخيرة والجميع هنا من يريد مصلحة الوطن والجميع هنا العقلاء الذين ينقذون البلاد من الغرق ويسبحون ضد تيار الدمار والخراب الذي تنجرف البلاد اليه حتي يرسوا بها علي بر الامان والاستقرار أفيقوا يرحمكم الله.