نوران عطا الله إنه الحلم المستحيل.. الذي عاش معاها.. طفولتها.. وصباها.. وشبابها.. براءة الطفولة.. وعفويتها.. وشقاوتها.. لم تأخذها.. أو تجذبها بعيدا عن تحقيق هذا الحلم. فمنذ أن بلغت الخامسة من عمرها فوجئت أسرتها.. وفوجئت هي أيضا أنها تجلس أمام شاشة التليفزيون لمتابعة النشرات الاخبارية فقط دون غيرها وتحاول وهي طفلة أن تقف أمام المرآة لتقليد مذيعي ومذيعات الأخبار.. لم تضبط نفسها يوما أو يضبطها أهلها وهي تتابع برامج الأطفال أو حتي الأفلام الكوميدية أو حتي توم وجيري ومغامراتهم التي يعشقها كل طفل وطفلة في مثل عمرها.. النشرات الاخبارية هي حلمها وغايتها.. ليكبر الحلم معها.. ويسكن وجدانها.. وعقلها.. وتمر سنوات الدراسة لتحقق حلمها وتصبح أصغر مذيعة نشرات اخبارية علي شاشة »أون. تي ڤي« الفضائية. نوران عطا الله.. هذا اسمها.. ومن اسمها جاء النور للطريق وأضاء لها الدنيا.. لتجري وتلهث وتقول وتؤكد لنفسها ليس في الدنيا مستحيل.. فالأمنية الوحيدة وحلم حياتي في أن أصبح مذيعة.. وحددت هدفي منذ طفولتي وسعيت بكل قوة لتحقيقه في سنوات دراستي الابتدائية والاعدادية والثانوية إلي أن التحقت بكلية الإعلام. في إحدي قري الشرقية كان الميلاد.. في تلك القرية التي اشتهرت باسم أكبر العائلات في مصر العائلة الأباظية.. والذي تم تسمية الكَفر باسمها فأصبح »كفر أباظة«.. نوران تقول ان عائلتها »عائلة عطا الله« تنتمي لهذا الكفر ولكن طفولتها.. ودراستها.. وأحلامها عاشت معاها هنا في القاهرة بمنطقة مصر الجديدة كانت دهشة الأب والأم تملآن أركان المنزل فكيف لهذه الطفلة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها 5 سنوات أن تجلس أمام الشاشة لتتابع الإعلامي محمود سلطان مثلها الأعلي.. وتحفظ كل ما يقوله وتردده أمامهما فتزداد دهشتهما.. كيف لهذه الطفلة الصغيرة أن تترك كل شيء ولا تجلس إلا لمشاهدة النشرات الإخبارية وتقول لنفسها دائما »نفسي أكون مذيعة تليفزيونية« في كلية الإعلام جامعة القاهرة.. كانت تحلم أن تنتهي سنوات الدراسة سريعا.. وجاء عام 9002 لتحصل علي شهادتها الجامعية وتبدأ الطريق الصعب نحو تحقيق الحلم.. وتأتي الأقدار لتمنحها الهدية الرائعة.. لتقف أمام إعلامي متميز.. ذي عين ثاقبة.. وعقل راجح.. وقائد كتيبة من الإعلاميين المشاهير انه الرجل الذي وضع اللبنة الأولي لقنوات »أون. تي ڤي« المايسترو الذي يمسك بعصاه السحرية ليعزف ويؤكد جدارة تلك القنوات التي أصبح لها في عالم الميديا كيان ووجود انه الإعلامي النابه ألبيرت شفيق الذي تكن له نوران عطا الله كل الاحترام والتقدير فهو الذي اقتنع بموهبتها وأعطاها فرصة عمرها لتصبح مذيعة وقارئة للنشرات الاخبارية عبر »أون. تي. ڤي«. ولا تنكر نوران عطا الله الدور المتميز الذي لعبه في حياتها الإعلامي ابن الصعيد محمد مدني الذي اهتم بتدريبها.. وتعليمها كيفية نطق حروف اللغة العربية مع التدريب الصوتي والإلقاء ولم تستمر فترة التدريب سوي ثلاثة شهور.. نوران عطا الله.. مر عليها حتي الآن عامان.. عمرها الآن يتجاوز 42 عاما.. فهي أصغر قارئة نشرة.. ترغب الآن في مواصلة النجاح وتحقيق الحلم.. في أن تصبح مثل أوبرا وينفري.. تقترب من الناس.. تنصت إليهم.. تحاورهم.. تقف إلي جانبهم لتقول للبشر ولمشاهديها.. ليس هناك في الدنيا شيء اسمه مستحيل.. وتبقي نوران عطا الله إعلامية من طراز فريد وصاحبة أحلي طلة.