بعد هذه الثورة العظمي غير المسبوقة في تاريخ مصر.. يحاول الإرهابيون أن يسرقوا الفرحة العارمة من قلوب المصريين بما حققته هذه الثورة من تحولات تاريخية.. فماذا يفعلون؟ انهم يستخدمون العنف ويحرضون عليه، ويدخلون في مواجهة مفتوحة مع الشعب المصري والقوات المسلحة ويرفعون سقف التحدي ضد العهد الجديد الذي انبثق من ثورة 03 يونيو.. للانقضاض علي مكتسبات هذه الثورة. هكذا هاجم الإرهابيون الحرس الجمهوري وعدة مواقع في القاهرة والجيزة، وأخذوا يطلقون النار للقتل ويحطمون المحال التجارية، وتعرضت عدة كمائن للجيش ونقاط للشرطة في شمال سيناء لسلسلة من الاعتداءات. وشملت الهجمات الإسكندرية والمنوفية والبحيرة والغربية والشرقية ودمياط والسويس والاسماعيلية والفيوم والمنيا وسوهاج، وغيرها. يريد الإرهابيون معاقبة المصريين علي إعلان إرادتهم الحرة وعلي الالتحام بجيشهم الوطني، كما يريدون استدعاء تدخل خارجي ودعم أجنبي أمريكي بالتحديد حتي يتم الاحتفاظ بكرسي الحكم لراعي الإرهاب، الذي خلعته ثورة 03 يونيو وأطاحت به من مقعد السلطة. ولكنها.. حشرجات النزع الأخير. الإرهابيون وعلي رأسهم تنظيم »القاعدة« الذين يعتبرون أنفسهم حلفاء مخلصين لمحمد مرسي، يقتلون الناس، بما فيهم الأطفال والقساوسة ويهددون بإعلان »إمارة إسلامية« في سيناء.. إذا لم تسقط ثورة 03 يونيو التي فجرها ما لا يقل عن 03 مليون مصري ويعود المصريون إلي القفص! ولن تتمكن جحافل الإرهابيين من حرمان المصريين من لحظة هدوء ومن تعطيل مصالحهم المعيشية، كما لن تتمكن من سد الطريق أمام نجاح خريطة الطريق التي تستهدف إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة، حيث ان الأمر لن يظل يقتصر علي مجرد »الفصل بين المتظاهرين«، وسوف يتطلب الموقف اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المواطنين من عصابات الإرهاب، وتطبيق القانون، والقبض علي كل من يحمل سلاحا في المظاهرات ومن يحرضون علي ارتكاب جرائم القتل. أكتب هذه السطور بعد ان اقترب عدد ضحايا الإرهابيين إلي أربعين قتيلا إلي جانب مئات الجرحي، وبعد ان توقف النشاط التجاري وعقب عرقلة العودة إلي الحياة الطبيعية، وزيادة المعاناة اليومية من إغلاق الطرق. وجاءت تلك الحصيلة عقب خطاب »أنا.. أو الدم« للمخلوع الأخير. وهناك تصريحات مسجلة بالصوت والصورة لدي صحيفة عربية.. هدد فيها معتصمون في رابعة العدوية باغتيال شخصيات ورموز سياسية وعسكرية ودينية. الآن يتطلع المواطنون إلي التمتع بثمار ثورتهم في أقرب وقت. يحق لنا أن نطالب القيادة العامة لقواتنا المسلحة بسرعة تطهير سيناء من بؤر الإرهاب واستئصال الإرهابيين من هناك، وفرض السيادة المصرية الكاملة علي شبه الجزيرة وحماية التراب الوطني وحدود البلاد، حيث ان »الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد«، كما جاء في بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسي. نريد دستورا جديدا، وليس مجرد تعديلات دستورية، لأن دستور سنة 2102 من صنع تيار واحد، ولا يعبر عن أطياف المجتمع، بل انه دستور لا يليق بمصر، وخاصة بعد انتهاء زمن تقديس الحكام في هذا البلد، كما قال الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور. نريد قانونا انتخابيا جديدا بدلا من ذلك الذي وضعه مجلس باطل وغير شرعي كان يحمل اسم مجلس الشوري لتأمين فوز مرشحي الجماعة الحاكمة في دوائر جري تقسيمها وفقا لمصالحهم الانتخابية. إننا في حاجة إلي إلغاء كل اجراءات وخطوات وقرارات »الأخونة« التي تمت علي مدي عام مضي حتي نضمن عدم تزوير أي انتخابات رئاسية أو برلمانية أو استفتاءات قادمة.. ووضع حد نهائي لمنطق وشراسة العنف الدموي الذي يعتمد مقولة: »كل من ليس معنا فهو كافر، وكل كافر مصيره القتل«! »في مصر الآن يصعب علي الولاياتالمتحدة التدخل، لأن المصريين لم تعد لديهم أدني رغبة في الاستماع إلي الأصوات الخارجية«.. هذا ما يقوله »جون الترمان« مدير »برنامج الشرق الأوسط« في »مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية« بواشنطن. كلمة السر: دعم ثورة 03 يونيو.