أحمد الله أن أحياني حتي هذه اللحظة التي عشت أحلم بها طوال عام.. كان حلما يمثل كابوسا مرعبا يلاحقني خوفا علي وطني الذي أعطاني كل ماتمنيته ومنحته عمري. اشاهد لحظة عرس مصر وهي تعود الي احضان ابنائها الذين أحبوها وعشقوها.. وعاشت في خاطرهم حية نابضة، تنظر الدنيا اليها في زهو واحترام.. مصر التي علّمت الدنيا الحضارة والرقي وأرست مبدأ المؤسسات، تفوقت في كل مجالات الحياة ليحذو العالم حذوها، مصر الوسطية.. مصر السماحة، مصر السلام والمحبة، مصر التي نبذت العنف، وكرهت التعصب، عاش أبناؤها أشقاء في الوطنية والدين، جمعتهم رسالة السماء وكتبها ورسلها.. عاشت كائنا حيا واحدا، يثور ويهدأ، يبرق ويخفت، يغفو ويصحو، ينكسر وينتصر، ومادام قلبها ينبص، وجسدها يتحرك، فهي لا تستسلم لحاكم ظالم، أو فاشل، أو تابع، أو واهم أو يتشفي، أو لا يتورع أن يبيع أبناء وطنه ولو ادعي الانتماء إليه أو الوقوع في هواه.. عاشت مثل قبيلة النورس إذا مات منها طائر، خرج من صدره مائة غيره، فغريزة البقاء أشد من كل محاولات الفناء.. تصر علي أهدافها حتي لو نجح أحد في خداعها أصرت علي أهدافها وانتفضت لتحمي مبادئها، لا تخضع مهما كان جبروت الضغوط تواجه أعداءها، وتكشف السفهاء الذين خدعوا الأطياف التي تحيا داخلها.. لا تخدعها أكاذيب الزمارين والطبالين والمنافقين والأفاقين.. تنتفض ضد من يحاولون كسر إرادتها ويحطموا كل مراكب النجاة ليغرقوها ويحرقوا علامات الخبرة والتاريخ التي تزين وجهها، أبناؤها يعرفون ويقدسون قيمة الأرض والعرض.. وفي غيبة عن الوعي توقفت عقارب الساعة والأرض عن الدوران أمام محاولة غادرة خبيثة لا أخلاقية لسرقة مصر.. وسريعا قيدوها حاولوا تشويه صورتها وتغيير معالمها وطمس هويتها، أحاطوها بسيوف التمكين، وغرسوا في جسدها الطاهر سكاكين العنف والدكتاتورية في محاولة للوصول إلي عروقها لتغيير دمها ولقلبه لإعادة صياغة دقاته.. كذبوا عليها خدعوها حاولوا تغيير حتي أفكارها ومبادئها ونسوا أو تناسوا أن مصر دولة مدنية هويتها مدنية لا تعرف الكراهية والتحزب تكره منظر الدماء لا فاشية ولا دكتاتورية.. لا تموت أبدا، خفافيش الظلام عاجزة عن خطفها إلي كهوف الظلام ولن يرقص أحد مهما أوتي من قوة علي أشلاء أبنائها.. خرج أبناؤها شبابها بناتها كهولها ونساؤها ليستردوها ممن اغتصبها.. دهسوا كل المخاوف والمحاذير ليعيدوها إلي ماضيها طاهرة نظيفة فهي في خاطرهم وفي دمهم أحبوها من كل أرواحهم وبدمائهم، والتف حولهم جيشهم العظيم طاهر المبادئ والنوايا يعلن قائده العظيم عبدالفتاح السيسي والذي أجره عند الله فهو وحده القادر علي أن يوفيه حقه »نقسم بالله العظيم أن نفتدي مصر وشعبها بدمائنا ضد كل إرهابي ومتطرف وجاهل.. أشرف لنا أن نموت ولا يروع الشعب المصري الله عليك يا سيسي يا صوت الوطن، لقد راهنت عليه منذ زمن طويل وكل من يراني وسط الظلام والأهوال متفائلا يسأل في دهشة كيف؟ وأرد: بجيش مصر العظيم وقائدها الفذ الذي تمتليء نبرات صوته بالألم النبيل والغضب المنضبط والقوة الهادئة الرزينة والتحذير المسئول والتنبيه القاطع الواضح لكن حين يتحدث عن الشعب ترق نبرات الصوت وتمتليء بوجدانيات المحبة والحنان والرعاية، يؤكد لا تخافوا علي مصر فهي أم الدنيا؟