اللواء محمود خلف قائد الحرس الجمهوري الأسبق:

الرئيس طلب من الجيش سحب بياناته..ولم يدرك أن عجلة الرحيل انطلقت حكم الإخوان أسير للماضي ولايعرف شيئاً عن المستقبل واستمراره مستحيل

أكد اللواء محمود خلف قائد قوات الحرس الجمهوري الاسبق انه من الواجب علي القوات المسلحة في حال استشعارها الخطر أن تقوم بالحفاظ علي أمن البلاد طبقا لمهمتها التي نص عليها الدستور.. وأشار خلف إلي أن الموقف المشرف الذي اتخذه المجلس العسكري يأتي استجابة لمطالب الشعب الذي خرج بأعداد غير مسبوقة يطالب بالتغيير جاء ذلك في حوار اللواء خلف مع الأخبار..
ما رأيك في خطاب الرئيس مرسي مساء أول أمس ؟
قال اللواء محمود خلف أن خطاب الرئيس مرسي جاء مخيباً للآمال ويؤكد أن النظام الحالي يقع في أسر الماضي .. فلقد مر عام كامل علي بدء حكم الرئيس مرسي ومازال الرئيس يشكو من النظام السابق بل ويؤكد أنه مازال واقعاً في أسر هذا النظام البائد .. علي الرغم من أن نظام مبارك قد سقط بلا عودة.
وهل تري أنه من الممكن أن يستمر النظام أو أن يقبل الشعب باستمراره ؟
الشعب المصري علي حق للمطالبة بتغييره لأنه يعتبر النظام فاشلاً ولم يقم بحل مشكلة واحدة .. ولا يمكن أن نستمر هكذا في ظل نظام لا يعرف شيئاً عن المستقبل ويسيطر عليه شبح الماضي .. ولا يمكن أيضاً أن نستمر سنين علي هذا الوضع.
هل طلب الرئيس مرسي من وزير الدفاع سحب بيان القيادة العامة للقوات المسلحة ؟
طُلب رسمياً من وزارة الدفاع سحب بيانها الذي أذاعته والوزارة لم ولن تستجيب .. وهذا يدل علي أن عجلة القوات المسلحة دائرة والتزمت أمام الشعب بما أراده وسمعت صوته .
وما الموقف التالي للقوات المسلحة " خارطة الطريق " ؟
القوات المسلحة حسمت أمرها بانتهاء المهلة بما تعهدت به أمام الشعب وستعلن عنها فور انتهاء المهلة وتنفذ خارطة الطريق تحت إشرافها .. وتم بالفعل رسم خارطة الطريق وسوف يتم إتخاذ قرارات واجراءات سوف تضمن وتحقق بها ما طالب به الشعب مصر في ثورته الثانية 30 يونيو بكل تأكيد.
ولكن هذا يثبت أن القوات المسلحة تصر علي العودة للمشهد السياسي وهذا ما يتعارض بما تعهدت به أمام الشعب ؟
أحب أن أؤكد لك ولكل الشعب المصري علي أن القوات المسلحة لن تعمل في السياسة ولا ترغب في ذلك أبداً .. ولكنها تشرف علي تنفيذ الخارطة دون المشاركة بشكل واضح
ما رأيك في تخوفات البعض من سيناريوهات المرحلة المقبلة ؟
أنا أريد أن أطمئن الناس .. والجيش سيقوم بتوصيل الشعب للطريق الذي رسمه هو ولن تحيد عنه .
هناك تخوفات من رد فعل مؤيدي الرئيس فما رأيك؟
أؤكد للمرة المليون أن القوات المسلحة ملك للشعب بالكامل ولا تفرق بين أبناء الوطن ولا تصنفهم علي انتماءاتهم السياسية أو الحزبية أو الدينية.. الصراع السياسي والفرقاء السياسيون هم في النهاية من الشعب.
ماذا تقول لمعتصمي رابعة العدوية وميدان النهضة ؟
أوجه حديثي للشعب كله مؤيد ومعارض والمؤيد بصفة خاصة أنهم تحت رعاية الجيش وقيادات القوات المسلحة تراعي حقوقهم كاملة دون انتقاص ومكفولة لدي القوات المسلحة.. وأود أن أضيف أن هؤلاء سينتصرون لإرادة الشعب في النهاية لأنهم يعانون نفس المعاناة وأعرف الكثير منهم .. هم تحت ضغوط كثيرة ولا يستطيعون أن يتركوا الميدان ولكنهم في قرارة أنفسهم غير راضين عما يحدث.
ولكنهم يؤيدون الشرعية والرئيس بكل استماتة ؟
أنا متأكد أنهم مقتنعون أن الرئيس فاشل بامتياز .. فلا يوجد مشكلة واحدة تم حلها خلال العام الماضي .. وأقول لهم أنهم أخوة وأحباب في الوطن .. فنحن مشكلتنا اقتصادية في الأساس وليست سياسية ولا يجب أن نتناحر سياسياً ونترك البلاد تغرق .
ماذا عن الوضع في سيناء وتردد أنباء عن تحركات لعناصر إجرامية هناك ؟
قال خلف أن آخر شيء نفكر به سيناء .. فالقوات المسلحة تحكم قبضتها من حديد في السيطرة علي الأوضاع داخل أرض الفيروز .. وسأقول لك مفاجأة لا يعلمها أحد أن العناصر الإجرامية تلك عددها لا يتجاوز 125 فرداً ومرصودون من رجال القوات المسلحة وهاربون في الجبال ويعيشون بصورة فردية أو في مجموعة لا تتجاوز 3 أفراد وسيتم تطهير سيناء منهم قريباً .. وسأكشف لك عن رقم آخر لكي تطمئن قلوب المصريين وهو انتشار 300 كمين في سيناء موزعين علي الوديان والطرق الفرعية الصغيرة والرئيسية.
وماذا عن التشديدات الأمنية هناك ؟
أريد أن أقول لكل المصريين أن الطائرات الأباتشي تحلق علي مدار ال24 ساعة في سماء سيناء كلها في المناطق الجبلية والسكنية وتقوم بتصوير ليلي لجميع المناطق المحتمل تواجد العناصر فيها تمهيداً للقضاء عليهم في أقرب وقت.
وهل قامت بتحذير الرئاسة من تلك المخاطر ؟
أن القوات المسلحة سبق وأن قدمت للرئاسة تقارير ومعلومات لديها حول مؤشرات الاحتقان في الشارع وأعطت مهلة 7 أيام تنتهي قبل 30 يونيو وحذرت من الدخول في نفق مظلم وهو ما نستطيع الآن أن نقول أننا ذاهبون إلي هذا النفق في ظل حالة الاستهانة بالأعداد ومطالب الشعب المصري.
أعداد المصريين الذين خرجوا للشوارع كثيرة سواء مؤيدا أو معارضا وهذا ما يجعل البلاد علي حافة الحرب الأهلية ؟
قال خلف أن الأعداد تجاوزت 15 مليوناً احتشدوا في كل ميادين مصر ودقت بالفعل ناقوس الخطر ولكن الرئاسة لم تتحرك ولم تعرها اهتماماً .. وأشار إلي أن القوات المسلحة لن تسمح بالعنف مؤكداً في الوقت نفسه وجود مؤشرات للعنف في سيناء ونزول أعداد كبيرة من التيار الإسلامي في أماكن مختلفة للاشتباك مع المتظاهرين السلميين وهذا ما لن تسمح به القوات المسلحة وفقاً لقواعدها الثابتة والمنصوص عليها في الدستور الجديد.
ماذا تقول في النهاية للمصريين ؟
أقول في النهاية قرار الشعب المصري سوف ينفذ والقوات المسلحة سمعت الشعب وأثق تمام الثقة بأن ما قاله وطلبه الشعب سينفذ بحذافيره.