أعجبني كثيرا موقف الجيش وقيادا ته من تظاهرات 30 يونيو. . وكان جلوس السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، ومتابعته للموقف السياسي والشارع المصري مثيرا للجدل، دفع خروج الشباب وحملة تمرد للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة نتيجة تدهور البلاد إقتصاديا وأجتماعيا.. وبالتالي دفع ذلك مجموعة من الأحزاب الأسلامية المؤيدة للرئيس للخروج أيضا.. واشتد التناحر بينهما. وبعد جمعة 21 يونيو والتي خرجت فيها الجماعات الاسلامية لدعم الشرعية كما يدعون.. بدأت التهديدات التي توعدت الشباب وكل من ينزل يوم 30 يونيو للمطالبة باجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. أثارت التهديدات بسحق الشعب وحرق البلاد القلق في قلب السيسي، والجيش خوفا علي انهيار البلاد وإراقة مزيد من دماء المصريين الذكية.. وبعد نزول الجماهير الغفيرة أمام وزارة الدفاع تطالب الجيش بالنزول لحماية الشباب والمواطنين.. وهنا أعلن السيسي يوم الاثنين الماضي بيانه الرائع في نادي الجلاء أمام قادة الجيش ورجالاته، والذي جاء معبرا عن مطالب الثوار والشعب أجمع.. أكد فيه أن الجيش لن يسمح بانهيار البلاد، أو بمن يروع المواطن المصري المسالم.. انبهر الشعب بموقف السيسي وجيش مصر في اتخاذ هذا القرار الوطني لحماية البلاد من الوقوع في مستنقع الحرب الأهلية الذي إذا سقطنا فيه لن تقوم لنا قائمة مرة أخري لسنوات طويلة لتتحول مصر إلي عراق أو سوريا جديدة . إن موقف السيسي جاء بفكر رجل مخابراتي محنك يعرف متي يكون التوقيت المناسب لأتخاذ القرار، خاصة بعد خروج الجماهير للاستغاثة بالجيش من نعرة القوة التي بدأ يتلذذ ويتباهي بها بعض المتأسلمين ممن كانت لهم قضايا قتل ومنحهم الرئيس مرسي قرارا بالعفو ليعيثوا في مصر فسادا مرة أخري.. لذا فنحن نطالب الرئيس مرسي المحب لمصر أن يلبي مطالب الشعب لنحمي مصر وشعبها من حرب أهلية لانعرف أين مداها.. ولعل المحبة التي يتمتع بها الفريق أول السيسي والصدق في القول كانا هما الجسر الذي جعل الشعب يشعر بالأمن والآمان.. وانسابت الكلمات الصادقة من فم الرجل المنضبط الذي تربي علي القيم العسكرية لتعبر عن وقوفه مع الشعب وضمان سلامته بكل فئاته عندما قال " احنا لو محافظناش علي الشعب والوطن حتي لاتراق قطرة دم واحدة علي أرض مصر يبقي مانستحقش نعيش".. هذه الكلمات القوية الصادقة من قائد مصري بسيط عاشق لتراب هذا الوطن، وشعبه سكنت داخل قلوب المصريين وجعلت منه أميرا لها .