لم نشهد في مصر في تاريخها القديم او المعاصر ما نشهده اليوم من أحداث جسام تنوء بحملها الجبال الشم الرواسي. ولهذا فإني أقدم في هذا المقال بعض نقاط النظام والكروت الحمراء إعتراضاً علي مايمر بوطننا من أحوال وأفعال وأقوال وسلوكيات لا ترضي الله ورسوله. وإني أرفع كارت أحمرقانيا يقطردماً من قلبي من شدة وهول وفظاعة ما أعترض عليه.ذلك أن ما نراه الآن من تسابق بين شيوخ التيارات الإسلاميه في دعوتهم إلي تحقيق قيام الدولة الإسلاميه وتطبيق شرائع الله والعودة إلي أصول ومبادئ الإسلام الصحيح. وما أدي إليه هذا التسارع والتسابق من إستخدام للسلاح وقتل للمعارضين وتكفير للمجتمع كله. وقد حدث هذا كله في الاحتفال الذي حضره رئيس الدوله في استاد القاهره، ووجدنا من يطالبه في خطاب ناري بالقضاء علي أنجاس الشيعة والتخلص من الرافضة، في دعوة صريحة ومدوية والدنيا كلها تسمع هذا وتراه في دهشة واستنكار. والغريب في الأمر أن الرئاسة لم تكلف نفسها إصدار بيان استنكار او اعتراض أو عدم موافقة..، ونتج عن ذلك أنه لم تمض ليال معدودات، وفي قلب العاصمة وبالقرب من أهرامات الأجداد حتي قامت مجموعة من القتلة مصاصي الدماء، سفاحين، لا يراعون حرمة لله ولا لدينه ولا لنبيه ونفذوا مهمة الدعاة الذين باركهم د/مرسي بسكوته، واقتحموا بيت أسرة شيعية وقتلوا أفرادها سحلاً في مشهد همجي تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ويخافون عذابه. فهل هذه هي الدولة الإسلاميه التي ينادي بها هؤلاء الدعاة ؟ وهل هذا هوه الإسلام الذي يحمل دعاته ورعاته ومن سكت عليهم وباركهم وزر سفك دماء هذه الأسره!! أما عن نقط النظام فالنقطة الأولي: أرفعها أمام الداعية السعودي د/محمد العريفي كنت موفقا في زيارتك الأولي لمصر، وكان حديثك لأهلها علي منبر مسجد الفاتح العظيم عمرو بن العاص فيه مودة وصدق وحب لمصر وتاريخها العظيم وذلك لإقرارك وإشادتك بفضل أزهرها عليك وعلي علماء بلدك وعلي أمة العرب وأمة الإسلام منذ مئات السنين وحتي اليوم.ولذلك بادلك أهلها حباً بحب ووداً بود. أما هذه المرة فلم يكن التوفيق حليفك حين وقفت خطيباً علي نفس المنبر تدعو أبناء مصر إلي الجهاد في سوريا تمهيداً لتحقيق حلم إقامة خلافة إسلامية والذي أقسمت أنك رأيته رؤيا العين واقعا يتحقق علي أرض الشام، لم تكن موفقا في حلمك ودعواك لأنها لم تخرج عن إيمان صادق، وإنما لأنك جئت مكلفا لأداء رسالة أعداء العروبة والإسلام، ممن يضمرون لسوريا وجيشها وشعبها المناضل الهزيمة والضعف والهوان لتفرغ الساحة لإسرائيل ومن يساندها فتعربد وتصول وتجول في المنطقة بغير رادع ولا زاجر، وبما يمكنها من إحداث فتنة كبري تأتي علي الأخضر واليابس وتصبح أمتنا العربية في ذيل من يتحكمون في نتائجها.كان ينبغي عليك- ومايزال- أن تدعو إلي حقن دماء السوريين جميعا علي إختلاف مذاهبهم، واستنقاذ سوريا من الصراع الدائر بين القطبين الكبيرين روسيا وأمريكا اللذين يتصارعان علي مناطق النفوذ هناك مشعلين حربا أهلية مدمرة لحساب إسرائيل. وإني أتوجه إليك بسؤال مؤداه : لماذا لم تقف علي منابر الرياض والدوحة وتعلن دعوتك إلي الجهاد في سوريا أو غيرها من الأقطار التي تعمل عصبة الشر بقيادة أمريكا علي تخريبها وتمزيقها وتحويلها إلي دويلات- كما حدث في العراق- وخاصة تحقيق حلم تركيا بإنشاء دولة كردية تريحها من عناء الاقتتال مع الأكراد المجاورين لها !! ودعني أذكرك بأستاذك يوسف القرضاوي، حين جاء- ضمن نفس المخطط الذي تقوده رابطة علماء المسلمين التي ترعاها وتمولها قطر، وخطب علي منبر أزهرنا الشريف، وقاد مظاهرة إخوانية مدبرة ومرتبة من أنصار الجماعة منادين- ولا مجيب- بالجهاد في سوريا للقضاء علي الشيعةهناك، وفشل فشلاً ذريعا وعاد من حيث أتي بخفي حنين فبعث بك مستغلا شبابك وحماسك وحسن بلاغتك وحب مصر لك. ياسيدي الداعية : الجهاد- كما تعلم- لا يكون بين مسلم ومسلم، وإنما الجهاد يكون أمام أعداء الله أعداء أمة العرب أولئك، الذين يعملون ويخططون ليل نهار لإقامة إمارة إسلامية في سيناء الحبيبة يجمعون فيها شتات من يسمون أنفسهم بالمجاهدين أولئك الهاربين من جحيم أفغانستان وباكستان وسوريا وتركيا والعراق. وأبشرك أننا لهم بالمرصاد وأن القائد العظيم الفريق السيسي يصل الليل بالنهار في تدريب شاق لجنود مصر العظام لتكون عيونهم يقظة لإبطال مؤامرات هؤلاء الماكرين." » وَيَمْكُرُون َوَيَمْكُر ُاللّه ُوَاللّهُ خَيْر ُالْمَاكِرِينَ« الأنفال30.. فنحن كما أشدت في خطبتك الأولي في مصر خير أجناد الأرض وأننا كما ذكر رسول الله في رباط إلي يوم القيامة. وأؤكد لك ولغيرك ممن يسيرون علي نفس الدرب أنك لن تجد مصريا حراً أبيا يستجيب لدعوتك ودعاوي غيرك، ولن يقاتل إلا أعداء الله، الذين ورد ذكرهم في قوله تعالي :»لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَة ًلِّلَّذِين َآمَنُواْ الْيَهُود َوَالَّذِين َأَشْرَكُوا«المائدة 82. ياسيدي الداعية السعودي : كنت- ومازلت- أتمني أن تقدم لأهل مصر المحبين لك ولبلدك النصيحة تدعونا فيها إلي الإعتماد علي أنفسنا والعمل جادين ومخلصين علي إصلاح أحوال البلاد والعباد وأن لانشغل أنفسنا بأمور لا تخدم مصر في ظروفها الإقتصادية والأمنية الحالية. وأن حلم الخلافة الإسلامية له إناس غيرنا، وليكن تحقيق ذلك بجند من بلدك وجيرانهم، بأموالهم التي يستثمرونها في أمريكا وأوربا، بينما إخوانهم في مصر أحوج مايكونون لها.هذا..والله المستعان علي ماتقولون وما تدعون.