مصر قصر كبير وعالي مهرها يا ناس ده غالي.. كانت زمان منارة وحضارة وعروسة جميلة طاهرة.. شريفة.. عفيفة.. ناضرة وعقول ولادها.. وروادها.. علموا العالم العربي من الشرق للغرب معني الوفاء.. والصدق.. والنقاء.. والحكمة والكلمة الصادقة الباهرة. وده كله كان زمان.. لما البشر كانوا في دفتر مواليد الزمان إنسان.. القلب والرب واحد.. والروح بأمر الواحد الديان.. قداس أجراس جنب أدان.. الجار للجار عايشين روح واحدة في جسدين ومهد وشهد.. وحضن أمان.. وكلمة الحق طالعة من القلب سيف شريف يقطع رقبة كل من يمس طرف ثوبها بسوء.. أو يبيع فيها ويشتري أو يقول في حقها لفظ سخيف مدفون في قلب كل جبان.. وفضلت كده سنين ما بين فرح وأنين.. لحد ما جانا الطوفان.. طوفان الربيع العربي اللي بدأ ينسف ويحذف ويشطب.. تاريخ بلدي بجرة قلم مسمومة ملغومة.. وخطة صهيونية أمريكية.. سموها فوضي خلاقة.. أتاريها خدعة كبيرة.. لكنها متغلفة بورق معطر ومحفوظ في سلطانية دهب براقة.. مصر العظيمة الكريمة.. اللي كانت قلب واحد.. يسع الجميع.. ولقمة نضيفة مقسومة بين اتنين.. الزمن دار بيها.. وبعد ما كانت شريفة.. وعفيفة.. وتاج ع الراس.. بإيدين ولادها الجُداد البهوات أصحاب الياقات البيضاء.. والبارفانات الباريسية.. والبدل السنييه السوداء والزرقاء.. والدبوس الصيهوني الماسوني نزعوا توبها الشريف وباعوها بأبخس تمن.. بالكلام الكبير.. والتنظير.. والدولارات.. والريالات.. واليورو.. والدنانير.. واللعب في دماغ أهلها الغلابة الطيبين.. محدودي الدخل.. والحيل.. ولعبوا بيها الكورة.. والفورة من عشرة.. وعلي ترابيزات القمار والخمرة والكافيار.. ولعبة البوكر.. والكل شايف نفسه هو الحريف.. واللعيب.. والجوكر.. واللي كان بيقول أنا الأمين.. النزيه.. البرئ.. الجرئ.. انكشفت دلوقتي أوراق اللعبة.. وبدل ما كانت مصر قلب واحد قسموها اتنين.. وباعوها في سوق النخاسة بكل لؤم وخباثة.. اللي نازله ترف علينا بتلسع.. وتوجع.. وتدمر.. وده كله علشان عبَّاد المال يعملوا أبطال ع الشاشة الغشاشة وقلوبهم أسود من قرن الخروب إللي سوادها أشد من الزفت والطين يعلمها اللي خالقها.. وعارف ان الزمان الماضي في مصر كان للشجعان.. والزمن الحالي.. البالي.. المليان بالكذب والزيف والبهتان ولقيناه عامل فيها الفارس إللي يجيد اللعبة بخسة وندالة ويبيع في الأرض والعرض ويصبح خدام عند حبايبه وأسياده الأمريكان. وبقولها بعلو الصوت.. وصراخي كاتم للصوت.. مصر حبيبتي مقسومة اتنين والدم بينزف.. وبيحلف بالله.. دول مش ولادي.. دول شوية ملاعين.. شياطين.. ابليس الملعون جد شارون بيحركهم زي عرايس الماروينت.. طمعهم في الدنيا ونساهم الدين.. يا بلدنا يا غالية رايحة علي فين.. وولاد بطنك عايزين يشطبوا اسمك.. وتاريخك من سجل الخالدين ووصلنا لثواني الشوط الثاني.. واللعبة دلوقتي بين فريقين.. فريق بيقول علي نفسه تمرد وفريق تاني اسمه تجرد.. وساعة الحسم يوم تلاتين .. جايه زي الرهوان راكبة حصان طروادة.. واللعبة بين دنيا ودين.. وفي الآخر ح تيجي ع الغلبان.. التعبان.. الشقيان.. العرقان ابن البلد الأصيل .. ملح الأرض.. وابن الطين.. يارب يا قادر يا كريم ياحليم.. يا رحيم.. احمي بلادي الطاهرة من الدم.. والغم.. والهم.. اللي ساكن في قلوب المساكين اللي بيحبوا ترابها وعايزين يفدوها بأرواحهم ويحموها من الملاعين.. وبيدعوا يارب من القلب تعود من تاني حضن كبير للدنيا.. ونقول للعالم من تاني وتالت ورابع وعاشر ادخلوها سالمين.