ما أتعس القزم الذي يترك الكرسي ، فيعود قزما بعد أن كان عملاقا ، ويعود أبكم بعد أن جعله الكرسي فصيحا ، ويعود وحيدا بعد أن كان البشر يقفون أمامه صفوفا متراصة وكأنه جمعية تعاونية لتوزع اللحوم! وما أسعد القوي الذي يترك الكرسي ، فيظل عملاقا، ويزداد شموخا ويؤكد عمليا أنه أكبر من الكرسي، ويظل محبوبا من البشر، الذين أودع في بنوكهم رصيدا من المروءة والرجولة والجدعنة والحب والود، وغيرها من الصفات التي ندرت وصار البحث عنها مضنيا في الوقت الحالي. والكابتن حسن حمدي الذي أوشك علي ترك مقعده الوثير بالنادي الأهلي بعد جلوسه عليه قرابة الربع قرن - سواء في غياب الراحل صالح سليم وقت أن كان وكيلا له أو علي مدار ولايته لرئاسة النادي وهو نظريا قد ودع المنصب بصدور لائحة انتخابات الأندية - ومعه رفاقه ممن ينطبق عليهم بند الثماني سنوات .. كلهم أصبحوا علي موعد مع الاختبار الأشرس لقياس قوتهم خلال الانتخابات القادمة لاختيار خليفة حسن حمدي وخلفائهم بالمجلس الجديد وهذا هو التحدي الأكبر الذي سيكشف قوتهم ومدي حب الأعضاء لهم ..حسن حمدي الذي كان أول رئيس للأهلي يقود قائمته بالكامل لنجاح كاسح ومعه الخطيب معشوق الجماهير ومن خلفهم قوة انتخابية تتمثل في شعبية هشام سعيد ومرتجي والدرندلي ورانيا علواني هل ينجحون في تحديد خلفائهم مثلما فعلها آخرون في أماكن أخري؟! أم ستنجح المعارضة في القفز علي مقاليد الحكم ؟! أعضاء الجمعية العمومية وحدهم القادرون علي تحديد الأقزم والعمالقه!! - إذا كان المهندس محمد عبد السلام رئيس المقاصة بادر بنسيان خلافاته الشخصية وآثر التنازل عن قضاياه من أجل دعم الاستقرار الكروي وهو موقف يعكس وطنيته.. تري هل يكرر السيناريو كل من كرم كردي وماجده الهلباوي وهيرماس رضوان بالتنازل عن دعواهم القضائية منعا لحدوث أي تدخلات دولية بعد خطاب الفيفا الذي يؤكد مسئولو الاتحاد أنهم يرفضون تفعيل بنوده حتي الآن؟