لا ادري لماذا تداعت الي ذاكرتي صور هولاء الثلاثة ثروت عكاشة و عبد القادرحاتم و يوسف السباعي ثلاثة من افضل واعظم من تولي وزارة الثقافة المصرية .وكلهم غني عن التعريف فلكل صولات وجولات . ونجاحات وانجازات، بل ان كثيرا من المثقفين يعدون اولهم بمثابة افضل وزير للثقافة المصرية عبر تاريخها، حيث شهد عهده افضل فترات نضوج وتألق المسرح المصري واكثرها ازدهارا .. تداعت الي ذاكرتي صورهم صباح يوم اعلان التشكيل الوزاري الجديد وكان اول اسم حرصت علي قراءته هو حامل حقيبة الثقافة المصرية.. دهشة.. وحسرة.. والم.. دهشة من الاختيار.. وحسرة علي ما الت اليه الاوضاع.. وألم مما نحن ذاهبون اليه ومقبلون عليه.. كيف يمكن للوزير الجديد، الهاوي.. ذي الخبرة المحدودة، ان يتولي مسئولية الثقافة المصرية.. بكل ما تحملة من تشكيل للوجدان.. وترسيخ للهوية وسمو بالذوق والحس لشعب والنهوض والارتقاء بأمة.. هذا الرجل بحكم مسئوليته مسئول عن قطاعات السينما والمسرح وقصور الثقافة ومراكز الابداع والمتاحف والكتب والمكتبات و.. و.. والمضحك المبكي ان يتولي الرجل المسئولية في الوقت الذي تحاول فيه مصر استعادة ريادة ثقافية مفقودة والسعي الي زعامة فكرية منشودة.. لكنني لم استغرب.. فما جري ويجري هو استمرار لنفس السيناريو الذي تعيشه مصر خلال الاشهر القليلة الماضية.. اختيارات عشوائية.. متخبطة.. تنفيذا لاجندات سياسية لا تحتل فها مصر اي اولوية.. مرة اخري لم استغرب ولن استغرب فعندما يجلس الاقذام علي مقاعد العمالقة.. وعندما يتصدر المشهد من لم يكن له اصلا ان يتواجد فيه.. تكون النتيجة الحتمية هي فقدان اي بارقة امل قد تلوح في الافق.. واي نور قد يبدو في نهاية النفق.. لست متيقنا كم من الوقت سيمضي لكي نستفيق من غفوتنا.. وننهض من عثرتنا.. ولكنني علي يقين ان مصر .. ومصر وحدها هي الخاسر الاكبر.. مرة اخري.. ارجو ان اكون مخطئا.. بل ارجو مخلصا.. حفظك الله يا مصر من كل سوء