د. أحمد نوار استكمالا لمقالنا السابق الذي اشار الي استعارة الفنانة ايمان بعض العلامات اللافتة للنظر في اعمال الفنانة المكسيكية لتصبح علامة جاذبة في اعمالها دون الاشارة من قريب او من بعيد عن سبب ذلك، وفي نهاية مقال الاسبوع الماضي اشرت الي اهمية اعمال الفنانة ايمان في المرحلة السابقة والمطبوعة والتي تمثلت باقتدار التعبير عن المرأة، وهذه المرحلة تعد الاقرب الي ملامح هويتها الفنية التي تميزت بها، اما عرضها الاخير بقاعة الباب بالمتحف المصري للفن الحديث يعد نقلة نوعية من حيث الكشف عن محاكاة افكارها المكنونة بداخلها، وعندما اتأمل مجمل الاعمال الفنية فهي عبارة مكونات شخصية او صورة شخصية نصفية تقريبا هذا الوجه يتحرك من منتصف فضاء اللوحة احيانا الي اليسار واحيانا اخري الي اليمين مع التغيير اللوني المتوتر مع اضافة بعض الورود والزركشات التي أراها تتجانس في بعض الأعمال الفنية وترتبك في أعمال أخري، ولأنها مرحلة جديدة للفنانة لم يسبقها تمهيد فقد حملت إيمان علي عاتقها القفز الي مسافة أبعد مستخدمة تقنيات مختلفة بعيدة عن فن الجرافيك، وبالرغم من الحس الزخرفي العام لفضاءات الأعمال إلا ان الوجوه تتميز بالحس التصويري وهذا يعود الي مرجعياتها الاكاديمية في الرسم. أما علاقة اعمال إيمان بالفنانة المكسيكية فريدا كاهلو.. هي التأثر المباشر أو بمعني الاستعارة الكاملة ل»حاجبي« الوجوه التي رسمتها فريدا في كل اعمالها الفنية وفي الحقيقة كانت ترسم نفسها وكان حاجباها ملتصقين ببعضهما. واصبح ذلك من أهم ما انفردت وتميزت به فريدا.. حتي وصل الامر بأن حاجبي فريدا كانا مثار جدل في عالم التجميل، وسيظل العالم شرقا وغربا يذكر الفنانة المكسيكية وبأنها نجحت برغم الحياة المأساوية والحوادث العنيفة التي تعرضت لها، سواء علي المستوي الجسدي أو النفسي والعاطفي، والإخفاق السياسي، في نقل ملامح فنها المتميز، والغريب خارج حدود المكسيك، ولكن أكثر ما سيدوم في ذاكرة الناس عن فريدا سيظل دائما شكل حاجبيها كما صورت نفسها في لوحاتها وكما قدمتها السينما في الفيلم الذي قامت ببطولته سلمي حايك عام 3002 وأري بأن الفنانة إيمان لم تفكر جيدا في استعارة حواجب فريدا مما اثر علي أعمالها بالسلب وأثار بلبلة بين البعض، واستدعي من الذاكرة اسماء بعض الفنانين الذين أساءوا لتاريخهم عندما نقلوا أو استعاروا بشكل مباشر أفكار وأعمال فنانين آخرين. فالتأثر من فنانين بعينهم ليس عيبا ولكن في حدود القيم الجمالية والفكرية وليس في الاسلوب أو المعالجة وايضا في ضوء معايير أخلاقية.. فتاريخ الفن يذكر لنا نماذج عملاقة استلهمت من التراث الحضاري أسس تحولاتهم مثال »بابلو بيكاسو، جوجان، فازاريللي، حامد ندا.. الخ« والفن عبر الزمن يتحرك ويتطور من خلال مرجعيات سابقة لكل حقبة مرجعية تدفع الي حقبة جديدة وفكر جديد وإبداع متغير، وبابلو بيكاسو عندما استعار أعمال »الجريكو« وأعاد صياغتها أعلن ذلك ووضح ذلك قبل أن يبدأ وعرض فكرته ورؤيته تحت ضوء الشمس.