بيكاسو من أشهر الرسامين في القرن العشرين, عرف باعماله في النحت والرسم و التصوير و الخزف, و كان أكثر الفنانين تميزا عن أقرانه لانه تجاوب مع متغيرات وهموم وتحديات العصر بكل الحدة والسرعه, و جعله أسلوبه في البحث زعيم التعبير عن تعقيدات القرن العشرين الميلادي . رهام محمود ولد بابلو بيكاسو 25 أكتوبر في ملقة باسبانيا عام 1881, وانتقل مع عائلته الى برشلونة سنة 1895, ولكنه عاش في فرنسا من 1904 م الى وفاته في موجان في 8 ابريل 1973, كان طفلا معجزة, ورث موهبة الرسم من أبية الفنان, فمنذ صغرة وهو يرسم صورا واقعيه وكان لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره , وكان يستخدم يدة اليسرى في الرسم, وسمي أول اسلوب شخصي لبيكاسو "الفترة الزرقاء" وهو يركز على موضوعات الوحشه واليأس ويرسم في الغالب ظلالا زرقاء "لأنه تأثر في هذه المرحة بوفاة شقيقتة", ثم تحول أسلوب هذه الفترة فيما بعد بين 1904 و 1906 الى اسلوب أخر يركز على ألوان وأمزجة أكثر دفئا , ثم تخلى عن الوجوه النحيله المذعورة التي كانت بالفترة الزرقاء, وأعطى موضوعاته مونه جديدة, وكثرا ما ضمن أعماله مشاهد السيرك , وبحلول عام 1906 م, بدأ يرسم صورا متميزة, وكأنما يصد صدمة محتملة أو خوفا . درس الفنون الجميلة, وحصل على جائزة شرف مدريد, وكانت اعماله تمردا متصل على المدارس و الاشكال والانماط, بعد المرحلة الزرقاء, جائت الوردية "1901 - 1905م" ثم السوداء, وبعدها انتقل الى التكعيبية "آنسات أفينيون 1906 - 1907م", حتى ما اصطلح عليه بالتكعيبية الشفافة, التي انتقل بعدها للكلاسيكية المحدثة "1920م", ثم السريالية والتجريدية "1925 - 1936", والانطباعية "غرنيكا 1937م. تحدى فن بيكاسو النظرة التقليديه للحياة فظهر مشدودا الى التوتر والصراع , وبدا بيكاسو كأنما يستكشف العالم العجيب للكوابيس والخيال السحيق الذي يقرر علم النفس والفن المعاصر أنها مؤثرات كبيرة في أفعالنا اليومية, وكان يأمل في إثارة واكتشاف التأثيرات المجهولة التي تكمن في العقل الباطن للناظر, لذلك كانت صوره تشع غرابه الاحلام الا أن لها مظهر الحقيقه, وربما كان بيكاسو متأثرا بفن مسقط رأسه أسبانيا, فهو غالبا ما بدا مفتونا بما هو خيالي وكابوسي .. وفي 1907 رسم بيكاسو صبايا أفينون وهي لوحة شكلت علامة بارزة في الفن, اذ وضعت حدا فاصلا حاسما للنظريات التقليديه للجمال والانسجام , وفي اللوحه خمسة أشباح نسائية بشعة , لها أقنعة أكثر مما هي وجوه, تتصنع في وقفتها في لباس متشنج مشرشر, ومشوهه . وفي 1921م تضمنت لوحاته قصاصات صحفية, وقطعا من حطام الأنقاض وكلمات مجسمة الحروف, وكان يأمل بهذه الطريقه أن يحطم التميز بين الفن ولافن, وأن يجعل الناظرين يعيدون التفكير في صلتهم بالفن التقليدي. والمرحلة التكعيبية التي ينتمي اليها العمل المعروض في مزاد طوكيو, ليست مرحلة ذات ملامح واحدة, بل قسمها النقاد الى عدة مراحل تبدأ بالاسلوب التحليلي التكعيبي حيث يتم تركيب الاشكال والالوان بشكل خاص يكتسب فيه اللون احيانا اهمية, وينفصل عن الشكل احيانا, ومرحلة "الروكوكو" في الخبرة التكعيبية. كما وصفه اوخينودورس عام 1930 بأنه رجل حزم يبحث عن الخلود, من خلال ما هو تقليدي, لانه بالرغم من روحه غير الراضية دائما, والثائرة على بعض الاتجاهات الاجتماعية, والمتمردة على العبودية ايا كان اسلوبها, لم يقطع علاقته بجذور الماضي, مستفيدا مما هو تقليد للتجديد الدائم المثمر. ولا نغفل ان بيكاسو تأثر بكبار اساتذة الرسم الاوروبيين والرومانيين, والنحت الابيري, ولجأ الى مصادر غير اوروبية مثل اقنعة افريقيا السوداء, وعرف عن بيكاسو احتفاؤه بالانسان, وبعد حياة حافلة بالمغامرات الفنية, اصبح فيها رمزا للمغامرة والغرابة والإثارة ومثلما رفعت اعماله المعايير الفنية إلى سقوف عالية في حياته, رفعت بعد موته القيمة المادية للفن. بابلو رويس بيكاسو يظل في التاريخ الفني العالمي قيمة كبرى مودعة في أوعية المتاحف والمدارس الفنية في العالم اجمع, وقد صار من غير الممكن أن يستنبط ناقد فني أو باحث أكاديمي أو أي دارس، حقائق أو ظواهر فنية في العصر الحديث من دون تقرير موقف فني مختص بموروثات بيكاسو وقيمه الفاعلة في كل منهج ومدرسة. وعلى سبيل المثال في تلك الأيام أقيم في متحف بابلو بيكاسو بباريس "في مايو 2006" معرضا عالميا جديدا يضم 250 عملا من أعماله ما بين رسم ونحت وحفر ونقش على الزجاج من تلك الأعمال التي أنجزها خلال الفترة من1935 حتي1945 وقد تم جمعها من متاحف عالمية وكذلك عبر استعارة مجموعات خاصة وبعضها يعود إلي فرنسا بعد اغتراب دام أكثر من نصف قرن والبعض الآخر لم يعرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. بذات الوقت هي نفس الأعمال التي تخطى فيها أثناء حياته المحسوس المرئي في مدارس وإبداعات الرسم في زمانه حتى صار من غير الممكن أن يمر عام من دون استذكاره بفعالية خاصة متميزة, ومجموعة ال 250 تعبر عن فترة مهمة في حياة بيكاسو الذي كان في الخمسينيات من عمره، وقد ارتبط خلالها بالرسامة والمصورة الفوتوغرافية الكرواتية الأصل "دورا مارا" التي كانت توثق أجواء عمله فوتوغرافيا وكانت لا تتجاوز من العمر 28عاما. كما أن تعرض أهم أعمال بيكاسو في متحفين رئيسين: نزل سالي في باريس .. والاخر في برشلونة ..ومازالت لوحاتة تباع بملايين الدولارات وتتصدر أعلى سعر لوحة في العالم.