تحولت الجزيرة الوسطي في شارع 26 يوليو إلي محلات تجارية تم تقسيمها بقوائم حديدية وحوائط من القماش لبيع كل شيء، وأنبرت بالكهرباء، لم ينسوا تخصيص جزء منها ليصبح مسجدا لتكتمل شروط البركة والاستقلالية، بعد ان أغلقوا الشارع فلم يتركوا سوي حارة لاتكفي مرور سيارة، وحتي تكتمل الصورة الحضارية تحول تقاطع 26 يوليو مع الجلاء وميدان الإسعاف الي موقف للميكروباص فرض قوانينه رغم انف دار القضاء العالي،والشرطة تشاهد مايحدث بودن وعين من طين، فقد اصبح المرور مرهونا بمزاج السائقين الذين احتلوا الشارع، هكذا أصبحت شوارعنا ملكا للبلطجة والاهواء الشخصية حتي شوارع وسط البلد التي كانت تضاهي ارقي شوارع أوروبا أصبحت نموذجا للقبح والعشوائية أما عن الأطراف، تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن "أرض اللواء" بالجيزة إن المواطنين لم يعودوا يشيدون بيوتاً لهم فقط، بل يتدخلون أيضا في أعمال البنية التحتية وتخطيط الشوارع.،وأنهم أنشأوا منحدرات من الرمال والقمامة لتربطهم بالطريق الدائري، وأن مشكلة البناء غير المرخص كانت من أيام مبارك، فحكومته كانت تغض البصر عمن يبنون بيوتاً دون تراخيص كرشاوي انتخابية. أما بعد الثورة فهناك حالة من انفجار عمليات البناء غير القانونية، مثلها مثل رسوم الجرافيتي والباعة الجائلين، ولا يختلف الدرب الأحمر عن "أرض اللواء"، فالمطورون العقاريون يستولون علي البيوت القديمة ويهدمونها ويشيدون أبراجاً بدلاً منها تضمن لهم ربحاً كبيراً.ويبدو ان الصحيفة لم تمر بباقي مناطق مصر ومحافظاتها فالعشوائية والفوضي لم تترك منطقة حتي أرقي الأحياء يتم هدم فيلاتها وقصورها لتصبح عمارات وأبراجا ولاعزاء للبنية التحتية ولا الطابع المعماري الذي كان فريدا، وإذا كان البناء العشوائي والاستيلاء علي الاراضي الزراعية شهادة علي الرشاوي الانتخابية في نهاية عصر مبارك فهل تصبح طريقة حياة وسلوكا طبيعيا بعد الثورة فلا دولة ولا حكومة والوزارة مازالت في المغارة تبحث عن تعديل اتوقع انه لن يثمن ولن يغني من جوع ولن يؤثر علي فوضي الشارع .