يعتقد البعض بأن الحل الأمثل لتهدئة الطفل وإسكاته يكون بالهز حيث غالبا لا يفهم الأهل سبب بكاء طفلهم، ويعتقدون بأن الهز أفضل من كل الطرق التي اتخذوها سابقا، وأحيانا يتحمس الشخص ويبدأ بهز طفله بكل قوة، ولكن هذه الحركة قد تخلف اضرارا جسيمة علي الصحة عامة وعلي المخ بصفة خاصة! لابد أن نعي أن الطفل في الأشهر الأولي من حياته لا يمكنه تثبيت رأسه، الذي يكون ثقيلا جدا بالنسبة الي جسده - يمثل حوالي 51٪ من وزنه - بالاضافة الي أن عضلات رقبته لم تنم بعد بشكل كامل للتحكم برأسه، والهزات المتكررة قد تجعل الرأس يتأرجح بعنف، ويصطدم المخ بالجمجمة وقد يؤثر ذلك علي الشرايين بطريقة ضارة جدا. يؤكد أطباء الأطفال أن بعض الحالات قد تكون خطيرة للغاية، خاصة إن بدت بعض علامات التشنج أو ضيق النفس أو حدث شحوب في اللون.. وقد أظهرت دراسة حديثة ان اكثر من 01٪ من الأطفال قد يموتون عند حدوث تلك الأعراض، و06٪ قد يعانون من خلل في الاعصاب او في النظر، واما الذين لم يتضرروا في حينها فقد يعانون لاحقا من صعوبات خلال فترة الدراسة. لا يقتصر هز الطفل علي فئة معينة من الناس أو بيئة محددة، بل نجد ذلك في جميع المجتمعات، مهما بلغ لديها مستوي العلم والثقافة، والسبب هو عدم وجود توعية كافية للأفراد، وعدم معرفة كيفية التعامل مع أطفالهم، وعدم إدراك التأثير السلبي للتصرفات العفوية. في الحقيقة، لا يعتبر هز الطفل سوء معاملة، فقد تلاحط الأم أن ابنها لا يتحرك في سريره وينتابها الهلع، وتخشي ان يكون مكروه قد اصابه، وتبدأ بهزه بقوة لإفاقته، وهي بذلك تعرضه لخطر حقيقي دون ان تدري! الحل يكمن في نشر التوعية المناسبة حول مخاطر الهز ورمي الطفل في الهواء علي صحة الولد قبل فوات الأوان.. وقد أدخلت بعض الدول الأوروبية ملاحظة مهمة علي ملف الصحة، وتشير فيها وتنبه الي ان هز الطفل قد يسبب له شللا مدي الحياة!!