منذ سنتين أو أكثر قليلاً، لم يكن أحد في عالم كرة القدم يعرف لاعباً اسمه بيدرو ، حيث كان مجرد واحد من ناشئي نادي برشلونة الإسباني، الذين يبحثون عن فرصة للعب مع الفريق الأول، أما اليوم، لم يتمكن بيدرو فقط من حجز مكانه بين ميسي وتشافي ورفاقهما، بل استطاع أيضا أن يحتفل معهم بالفوز بكل الألقاب التي خاضها مع الكتيبة الكاتالونية، وكان أيضا أحد الذين اعتلوا منصة التتويج في جنوب إفريقيا 2010 وعادوا لإسبانيا بكأس العالم لأول مرة في تاريخها. ورغم كل هذا النجاح، لم يفقد بدرو رغبته في أن يكون أفضل.. بيدرو تحدث لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن ماضيه وحاضره ومستقبله مع الساحرة المستديرة في الحوار التالي. - لقب كأس العالم للأندية، كان أول لقب كبير تفوز به مع برشلونة، فما هي الذكريات التي تحتفظ بها من تلك المسابقة ؟ ذكريات جميلة جداً بلا شك، ذكريات لها أهميتها في مسيرتي، لقد فزنا بتلك البطولة وحصلت هناك أيضاً على فرصة لتحقيق إنجاز لا يصدق، هو تسجيل هدف في كل مسابقات ذلك العام. كانت بطولة جميلة حامية المنافسة، واستمتعت فيها كثيراً، لأني استطعت التسجيل في نصف النهائي وفي النهائي، وتوّجنا بعد ذلك أبطالاً. - لكن فريق إستوديانتس دي لا بلاتا جعل مهمتكم بالغة الصعوبة في ذلك النهائي؟ كنا نعرف أن الطريق سيكون صعبا حتى النهاية. أحيانا يستهين الناس بالفرق التي تشارك في تلك البطولة، لأنهم لا يعرفونها، لكن الحقيقة هي أن هذه الفرق لم تصل إلى هناك من فراغ. أتذكر كيف كانت المباراة صعبة، ونحن لم نفقد الثقة أبداً، لكن إدراك التعادل ثم قلب النتيجة لصالحنا كان عسيراً حقاً. وفي النهاية نجحنا في تحقيق ذلك وظفرنا باللقب الذي كنا نريده بشدة لأن الفريق لم يكن قد فاز به من قبل. - منذ ذلك الوقت انطلقت في مسيرتك بشكل يفوق التصور، هل كنت تتوقع أن تبلغ هذه المكانة في هذا الوقت القصير؟ دائماً هناك الطموح والرغبة في اللعب، كنت أفترض أني أستطيع فعل الأمور كما ينبغي، رغم أنني لم أكن أتوقع أن تسير الأمور بهذا الشكل الممتاز. كانت فترة رائعة، عشت فيها بصحبة زملاء رائعين واستمتعت معهم كثيراً بهذه النجاحات. - الفريق على موعد مع نسخة جديدة من مونديال الأندية في اليابان، هل لا يزال هناك الأمل في الفوز بالبطولة، خاصة وأن خزانة النادي لم تنقصها أي جوائز؟ اللعب في كأس العالم للأندية يشكل دائماً مهمة شاقة بالطبع. سوف نخوض البطولة بأكبر قدر ممكن من الرغبة في تحقيق الفوز. نعرف أن الفرق المشاركة قوية. فهناك سانتوس البرازيلي، صاحب الأداء الممتع والمستوى الرفيع. ولا يجب أن ننسى مونتيري، حيث نعرف من التجارب السابقة أن الفرق المكسيكية تقاتل بشراسة وتلعب بصفوف مترابطة بشكل ممتاز وتضم لاعبين يتقنون شن الهجمات المرتدة السريعة. أما باقي المنافسين فلا أعرفهم جيداً، لكن أمامنا وقت لدراستهم وتحليلهم. - فلنتحدث عن سانتوس بما أنه سيكون منافسا فى مونديال الأندية.. لقد استحوذ نيمار على اهتمام وسائل الإعلام التي أخذت تتحدث عن إمكانية انتقاله إلى أسبانيا. هل سبق لك أن واجهته؟ وما هو رأيك فيه؟ لم أحظ بفرصة اللعب ضده من قبل، أعرف أنه لاعب سريع جداً، ويتحرك على جانب الملعب بكل سهولة ويسر، ويتميز بإجادته للتسديد والتسجيل بكلتا قدميه. إنه لاعب ممتاز وسيكون علينا الإحتراس منه بلا شك. - كيف ترى برشلونة هذا الموسم؟ هل تعتقد أنه لا يزال أفضل فريق؟ لطالما كان الفريق يتمتع بمواهب كثيرة وقد اعتمدنا هذه السنوات على لاعبين كبار. وهذا العام، أعتقد أنه بوصول فابريجاس وسانشيز وصعود نجم تياجو، أصبح الفريق أكثر تماسكاً وقوة في العمق، وتزخر قائمة بدلائه أيضاً بعناصر قادرة على قلب الموازين، بالإضافة إلى هذا، فإن كل فرد يساهم بشيء مختلف، فألكسيس يؤدي بطاقة متفجرة على الأطراف، وسيسك يتميز بتعدد المهارات والتوازن والتركيز، وتياجو نشيط جداً. - لكن وجود كل هذه المواهب قد يعني أيضا تقليص الوقت الذي تقضيه أنت على أرض الملعب؟ لقد كانت المنافسة حامية دائماً في الفريق، وكانت المواهب الهجومية وفيرة، لكني أعتقد أن ذلك شيء جيد، لأننا هكذا لا نتسم بالقوة فحسب، بل تجبرنا المنافسة أيضاً على إخراج أفضل ما لدينا.. وإذا كان علينا أن نتعاقب على اللعب بالدور، فمرحباً بهذا، لأن كل لاعب يستطيع أن يساهم بأشياء مختلفة، المهم هو الحصول على ألقاب كثيرة، ولتحقيق ذلك نحتاج إلى أكبر درجة ممكنة من الجودة. - هل تعتقد أن برشلونة يجب أن يكون مرشحاً للفوز بكل مسابقة يخوضها؟ أعتقد ذلك، لأن فريقنا عظيم حقاً، لكن يجب أن نفهم جيداً أنه لا توجد مباراة سهلة، ولا توجد بطولة سهلة، في كل سنة يزداد التحدي صعوبة، ويجب أن نتعامل مع كل مباراة على حدة.. نعرف أنه سيكون طريقاً طويلاً تكتنفه العقبات، لكننا مستعدون وعندما يتحول الفريق إلى مثال يحتذي به العالم أجمع، فقد أصبحت كل الفرق تعرف برشلونة تمام المعرفة.. وربما من الواضح أننا كلنا نلعب بطريقة واحدة، ننكمش في الخلف وننتظر أي خطأ. نعرف ما نكون مقبلين عليه، ونكون مستعدين ذهنياً. وما يهم هو الإحتفاظ بهدوء الأعصاب وعدم التوتر. - بعد الفوز بكل شيء، هل لا يزال الدافع لتكرار الأمر قائما؟ دائماً. ولي في ذلك مثال واضح يقدمه لاعبون من المخضرمين القدامى الذين لا يفقدون أبداً الرغبة في تحقيق الفوز، عندما يتمرن أي لاعب إلى جوار كارليس بويول ويلاحظ طموحه فلا بد من أن يلتقط عدوى ذلك الطموح. - في الختام، ما الذي تعتقد أنه سر نجاحك؟ ما الذي جعل من بيدرو ذلك اللاعب الناجح الذي نراه اليوم؟ لقد كنت أكرس ساعات طويلة للعب منذ صغري، أولاً مع أصدقائي ثم في النادي، فأنا مؤمن بأن العمل المتواصل هو أهم شيء. وبطبيعة الحال تعلمت الكثير في برشلونة لأن به مدربين ممتازين.ز وأعتقد أن هذا هو أهم شيء: التعلم باستمرار. كلما وصل لاعب إلى الفريق أعمد إلى ملاحظته واكتشاف طريقة أدائه للأشياء. وبالطبع عندما يكون من حظي أن ألعب إلى جوار أفضل لاعبي العالم، فلا بد "أن أنال من الحب جانب".