فى الوقت الذى تتطلع فيه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان بالعالم صوب منتجع كوستا دو ساوبي القريب من مدينة سالفادور البرازيلية لمتابعة فعاليات حفل إجراء قرعة بطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم بالبرازيل اليوم الجمعة حيث تتطلع البرازيل إلى استعراض جمال سواحلها والتنوع الذي تتمتع به طبيعة مدنها من خلال إقامة الحفل في هذا المنتجع الساحلي بولاية باهيا تثور الشكوك حول قدرة البرايزل على التنظيم الناجح للحدث العالمى خلال الفترة من 12 يونيو حتى 13 يوليو القادم. فعلى الرغم من أن الجميع كانوا يدركون منذ حلول الدور على امريكا اللاتينية لاستضافة المونديال بأن البرازيل هى المرشحة دون منافس لاستضافة الحدث إلا أن كل المؤشرات تشير الى تزايد المخاوف حول قدرة البرازيل على التنظيم الجيد سواء لاسباب لوجيستية او سياسة او متعلقة بالبنية التحتية الخاصة بالبطولة. وعلى الرغم من انطلاق المونديل بعد سبعة أشهر من الآن تواجه المشكلات عمليات التشييد للاستادات المستضيفة للبطولة حيث تعانى اربعة استادات من التأخير ,وجاء حادث سقوط رافعة فى استاد ساو باولو يوم الاربعاء من الاسبوع الماضى مما اسفر عن مقتل عاملين وتوقف الاعمال لمدة خمسة ايام ليؤكد انه لن يتم الاتنهاء من الاستاد الذى يستضيف المباراة الافتتاحية للبطولة فى نهاية العام. وعبر سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم عن هذه المخاوف فى تصريحات له امس حيث قال أن استاد ساو باولو ربما لن يكون جاهزا حتى 14 ابريل القادم وانه حاليا لاتوجد خطة بديلة فى حالة حدوث ذلك. واضاف بلاتر: "ماذا يمكن للفيفا ان يفعل,بوسعنا حاليا ان ندعو الله او الرب الا تحدث حوادث اخرى لها صلة بكاس العالم,ونأمل فى ان يتم الانتهاء من الانشاءات فى اسرع وقت ممكن خاصة وان التحقيقات مازالت جارية فى الحادث". فى الوقت نفسه فإن الاضطرابات السياسية والاجتماعية تعد هاجسا كبيرا يؤرق المنظمين وحتى الجماهير التى تسعى للتوجه لبلاد السامبا لمتابعة العرس الكروى.فعلى الرغم من ان جميع استطلاعات الرأى كانت تفيد بتحمس البرازيليين لاستضافة الحدث قبل اختيارهم فإن التكاليف الباهظة التى تحملتها الدولة فى عمليات الانشاء والبنية الاساسية اثارت حنق الكثيرين خاصة فى وقت تعانى منه البلاد من بطالة وازمة اقتصادية. وعكس حالة الاستياء هذه من تزايد التكاليف عن الخطط الاساسية النجم البرازيلى السابق روماريو الذى تحول الى السياسة حيث قال "زادت التكلفة الآن بواقع 36ر1 مليار دولار عن التكلفة الاساسية والامر الاكثر سوءا ان كثيرا من المشروعات فى المناطق الحضرية التى كانت ستصبح اصولا ثابتة فى البلاد تم سحبها ومن غير المرجح أن ترى النور اساسا". ويرتبط بهذا الاستياء حالة الاضطراب السياسى التى فجرتها هذه القضية والتى عبرت عن نفسها خلال استضافة كأس القارات فى الصيف الماضى والقت بظلالها على البطولة حيث وصلت الاحتجاجات الى بعض الملاعب آنذاك. وإذا علمنا أن العام المقبل هو عام انتخابات فى البرازيل وان الرئيسة ديلما روسيف ستسعى على الارجح للفوز بفترة رئاسة ثانية فيمكن للمرء ان يتخيل مدى امكانية اتساع نطاق المظاهرات السياسية الى الانثتى عشرة مدينة التى تستضيف البطولة ومدى تأثير ذلك على صورة البرازيل التى ستكون محط انظار العالم. فالادارة البرازيلية سيكون عليها ان تتعامل بحرص من أجل الحفاظ على صورتها من خلال حماية حق المواطنين فى الاحتجاج مع العمل على الا تؤدى هذه الاحتجاجات لتأثيرات سلبية على البطولة. واخيرا فإنه بالاضافة لهذه الجوانب تبقى التكلفة العالية للتنقل بين المدن البرازيلية خاصة من خلال الطيران وتباين الاجواء المناخية من اجواء حارة للغاية الى اجواء باردة يجب على الفرق التكيف معها وما يمكن ان يتركه ذلك من تأثير سلبى على مستوى المباريات امر يشغل بال كثير من الاظقم الفنية للمنتخبات المشاركة فى البطولة . وفى النهاية تبقى قدرة البرازيل على المحك من اجل ان تتخطى هذه الصعاب من اجل التنظيم الجيد الذى تأمل ان يكلل بفوز منتخب السامبا باللقب للمرة السادسة ومحو ذكرى الهزيمة التاريخية امام متخب اوروجواى على استاد ماراكانا الاسطورى فى عام 1950.