اثارت زيارة فريق برشلونة الاسبانى لحائط البراق "الحائط المبكى" فى الاراضى المحتلة ،غضب عارم لدى جماهير الفريق فى الوطن العربى ، وإنهال السباب على لاعبى الفريق الاسبانى بعد إنتشار صور اللاعبين مرتدين "الكبة " -المعروف أنها ترمز لليهود المتطرفين- على مواقع التواصل الإجتماعى . نعم مما لاشك فيه أن هذا المشهد يحزن أى مواطن عربى ، ولكن دعونا نرى الصورة كاملة قبل أن نحكم على الفريق أو افراده. فى عام 2011 قام الرئيس الفلسطينى محمود عباس بزيارة قصيرة لكل من برشلونة و ريال مدريد دعا فيها كلا الناديين لزيارة فلسطين ، لما للناديين من شعبية جارفة فى الاراضى المقدسة . وفى 2013 قرر النادى الكتالونى إقامة جولته الإستعدادية للموسم الجديد فى قارة اسيا ، و من المعروف أن أكبر أندية العالم تقوم بتلك الجولات لزيادة شعبيتها فى تلك الدول و لتجمع بعض الاموال ، حيث أن الاندية الكبرى يقدم لها الكثير من العروض و تختار غالباً ما يكون الاعلى سعراً . ولكن برشلونة خالف كل التوقعات هذة المرة، و قام بزيارة فلسطين على نفقته الخاصة دون أن يتحمل الإتحاد الفلسطينى دولار واحد ، مما دفع اللواء جبريل الرجوب ،رئيس المجلس الأعلى لشباب و الرياضة الفلسطينى، لتوجيه الشكر للضيوف . و توجه بعد ذلك الفريق الكتالونى مباشرة لزيارة الاراضى المحتلة، وإنتشرت الصور التى إثارت غضب الجماهير العربية فى كل انحاء الوطن . ولكن ما لا يعرفه معظمنا أن تلك القبعه هى تقليد يهودى يلزم إتباعه فى حالة زيارة الحائط –مثل خلع الحذاء إثناء دخول الجوامع- و من المعروف أن لاعب مثل ليونيل ميسى هو مسيحى"كاثوليكى" وليس له أى علاقه بالديانة اليهودية ، ولكن إرتداء القبعة كان أحترام للتقليد –من وجه نظره- ، فبالنسبه له ليس إلا مزار سياحى فى قطاع يتسم بالصراع السياسى، الذى لايوثر لا من بعيد و لامن قريب على مصالحه و لا مصالح بلده ، وإذا تكررت الدعوة نفسها للنجم نفسه العام القادم بعد تحرير فلسطين فلا مانع لديه من زيارته ب"الجلباب " . ففى النهاية أنها ليست مشكلة ميسى و رفاقه فى ضل مناخ عام يسوده تزيف الحقائق لإكتساب تعاطف الغرب ، وسط شلل تام من أنظمة الدول العربية- صاحبة الحق الاصيل- التى إنشغلت فى قضايها الداخلية وتركت العدو الاسرئيلى يرسم الصورة كما يحلو له و يصنع منها مزار للغرب .