بعيدا عن الرخاء الذي ظهر في عهود أخرى ، توقفت كرة القدم الأسبانية عن الشراء كي تتحول إلى كرة مصدرة ، وهو ما يعكس أزمة اقتصادية وصلت حتى إلى الرياضة. ويبدو أن ريال مدريد وبرشلونة فقط يصران على السير على خطى الماضي ، لكن حتى الناديين ليسا معفيين من الحاجة إلى البيع. لذا بات على الفريق الكتالوني التخلص من بعض نجومه (ديفيد فيا أو فيكتور فالديز على سبيل المثال)، من أجل تعويض مقابل صفقة ضم نجم مثل نيمار. في المقابل ، أكد جونزالو هيجوين السبت الماضي رغبته في الرحيل عن ريال مدريد الذي سيتخلص أيضا من بعض اللاعبين لتجديد الفريق. بعض المرشحين أيضا للرحيل من قبل الصحافة هم أنخل دي ماريا وفابيو كوينتراو ولوكا مودريتش. لكن في المراكز اللاحقة في جدول الترتيب ، وبعيدا عن "العملاقين"، تظهر تداعيات الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تمر بها أسبانيا ، والوضع المالي الحرج لأغلبية الأندية. مثال على ذلك أتلتيكو مدريد ، صاحب المركز الثالث وبطل كأس الملك ، الذي وجد نفسه مضطرا لأن يبيع لموناكو أبرز نجومه راداميل فالكاو مقابل 45 مليون يورو /4ر58 مليون دولار/، بفارق أقل من 15 مليون عن الشرط الجزائي. وستخصص نسبة محدودة من تلك الأموال إلى التعاقدات ، حيث يجب على أتلتيكو مدريد مواصلة التصدي لمدفوعات متأخرة بقيمة 180 مليون يورو /أكثر من 234 مليون دولار/. وقال رئيس النادي إنريكي سيريزو في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"لابد من امتلاك فريق جيد"، بالنظر إلى أن فريقه يخوض في الموسم المقبل منافسات دوري أبطال أوروبا ، قبل أن يستدرك :"لكن ألا يكون باهظ القيمة ، وذلك هو الصعب". في غضون ذلك يجب على فرق أخرى أن تواصل معالجة أخطاء الماضي والإخفاقات الرياضية مثل بلنسية ، الذي لم يتمكن من التأهل إلى دوري الأبطال ، لذا فإن هامش أرباحه لتقليل حجم دينه قد تقلص. وطلب قلب الدفاع الفرنسي عادل رامي الرحيل عن الفريق ، واقترب الأرجنتيني تينو كوستا من سبارتاك موسكو الروسي ، فيما ينظر النادي لعروض لضم مواطنه إيفر بانيجا والفرنسي جيريمي ماثيو. كما فشل إشبيلية هذا الموسم ، وبات بانتظار القضاء كي يكون له مكان في بطولة دوري أوروبا في الموسم المقبل ، حيث قد يخسر ملقه ورايو فاليكانو ، على وجه التحديد بسبب مشكلات اقتصادية ، حقهما في المشاركة القارية التي ظفر بها الفريقان في الموسم المنقضي. وبعيدا عن هذا الأمر ، استهل الفريق الأندلسي صفقاته ببيع حارسه المخضرم أندريس بالوب ، فيما يبدو كعملية ستكرر أكثر من مرة من أجل ضبط الميزانية. فيبدو قريبا بيع اللاعب الدولي الأسباني خيسوس نافاس ، الذي أطلق عدة إشارات وداع لجماهير النادي التي تعشقه ، إلى مانشستر سيتي الإنجليزي. وإذا ما تأكد رحيل نافاس إلى الدوري الإنجليزي ، فسيعني ذلك أمرا لافتا للانتباه ، وهو أن جميع أبطال مونديال جنوب أفريقيا سيكونون قد هاجروا إلى خارج أسبانيا ، باستثناء لاعبي برشلونة وريال مدريد. وقد يسير على خطى نافاس المهاجم ألفارو نيجريدو ، أفضل هداف أسباني للدوري برصيد 25 هدفا ، أو لاعب الوسط الفرنسي جيوفري كوندوجبيا. وتحول فريق آخر هو ملقه من ناد مشتر إلى بائع ، رغم أن السبب بعيد عن الأزمة هذه المرة ، بعد أن فقد الشيخ عبد الله بن ناصر مالك النادي اهتمامه بالمشروع ، وقرر بيع كل نجومه. وقد يكون اللاعب التالي هو إسكو ، الذي يسعى لضمه كل من مانشستر سيتي وريال مدريد ، حسبما اعترف اللاعب نفسه. كما يبدو لاعب الوسط الفرنسي جيريمي تولالان أيضا قريبا من الرحيل. وينتظر أن تكون الأسابيع المقبلة "ساخنة" فيما يتعلق بالصفقات. وكما يحدث في المواسم الأخيرة ، فقط ريال مدريد وبرشلونة سيكونان القادرين على تعزيز صفوفهما ، بالنظر لما يتمتعان به من قدرات.