كشف المدير الفني في تشيلسي روبرتو دي ماتيو، الذي سلم كأس دوري أبطال أوروبا إلى رومان إبراموفيتش، الذي كان يشتهي هذا اللقب أكثر من أي شيء آخر، مدى قساوة مالك البلوز الذي يرغب دائماً بالأكثر. لابد وأن يفكر روبرتو دي ماتيو ملياً، الذي اقيل من منصبه مديراً فنياً لتشيلسي الأربعاء، بأن اللحظة الذهبية في أيار الماضي عندما كان يدعمه ابراموفيتش في الوقت الذي كان يحمل أكبر جائزة في كرة القدم الأوروبية في أليانز أرينا في ميونيخ، بدأت وكأنها كانت عصراً بعيداً. وحتى وفقاً للمعايير الخاصة بإبراموفيتش، فإن قرار إقالة دي ماتيو الذي فاز بكأسي الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا قبل ستة أشهر، كان قاسياًومع ذلك، ربما كان العقد الدائم لدي ماتيو جاهزاً للتوقيع حتى قبل اللحظات من حمل تشلسي الكأس الأوروبي، الذي كان الملياردير الروسي يدعي أنه يرغب بالحصول عليه أكثر من شيء آخر، عندما فاز على بايرن ميونيخ بركلات الترجيح في الملعب الرهيب. ومعظم أصحاب الأندية كانوا سيقدمون الامتنان للمدير الفني مع نداء لتوقيع عقد جديد على الفور، ولكن بدلاً من ذلك، وعلى رغم أنه فاز على النادي الألماني ، فإنه اعطي للإيطالي أخيراً عقداً لمدة عامين كمكافأة على عمله منذ أن خلف أندريه فيلاش – بواش، الضحية الأخرى للروسي. وكانت هذه الإشارة الأكثر وضوحاً، لكل ما عمله دي ماتيو من تضميد جراح عهد فيلاش – بواش المقتضب، إذ كانت مجرد وسيلة لسد الثغرة حتى يتمكن إبراموفيتش من هندسة تعيين الشخصية التي كانت حبه الأول في كرة القدم: المدرب السابق في برشلونة بيب جوارديولا. وبمجرد اقتناع إبراموفيتش أنه لا يمكن اغراء جوارديولا بعيداً عن فترة راحته في الصيف الماضي، فإن المنصب كان للايطالي. واعتبر لفترة من الوقت أن القرار الذي اتخذه كان جيداً. وذكر بيان تشلسي في وداع دي ماتيو – الذي يفترض أن يبقي مثل هذه الأشياء في الملف الدائم وعدم ذكر اسم أحد ضحية – أداء الفريق في الآونة الأخيرة والنتائج لم تكن جيدة بما فيه الكفاية. وعلى رغم أن هذا الإعلان كان بالتأكيد صحيحاً، إلا أن احقاقاً للحق بالنسبة إلى دي ماتيو، كان ينبغي أن يضيف: على مدى الأسابيع الأربع الماضية. فقد شاهدت جماهير تشلسي في 20 تشرين الأول الأداء المثير للبلوز في فوزه 4-2 على توتنهام، وكان يتصدر البريمير ليغ، وبدا أن دي ماتيو أخذ بانتاج هذا النوع من التحول في التركيز على الأسلوب الذي يريده إبراموفيتش. وبنى فوز تشلسي حول صفقات الصيف بجلب أوسكار وإيدن هازارد اللذان تناسقا بشكل جميل مع خوان ماتا. ربما ليس تماماً مثل برشلونة في القمصان الزرق لأحلام إبراموفيتش، ولكن كان هناك أداء مثيراً وعالماًبعيداً عن براغماتية العصور القديمة. واكتشف دي ماتيو أن قبول إبراموفيتش يمكن أن يكون عابراً، فسلسلة من النتائج السيئة، بدءاً من الهزيمة أمام شاختار دونيتسك في دوري أبطال أوروبا والخسارة المثيرة للجدل أمام مانشستر يونايتد في البريمير ليج في ستامفورد بريدج كانت فعلاً بداية النهاية. وترك نمط الخسارة 3- صفر أمام يوفنتوس في تورين مواجهة تشلسي للذل ليكون أول نادٍ أوروبي يفوز بدوري أبطال أوروبا يخرج من المنافسة من مرحلة المجموعات في الموسم التالي، النتيجة التي أقنعت إبراموفيتش ليضغط على الزر مرة أخرى. وإذا رغب دي ماتيو لشن حملة عامة للدفاع عن عمله، وهذا احتمال قد لا يحدث، فإنه يمكن أن يشير إلى بعض الظروف التي أحاطت بفريقه. فقد كان يقوم بعملية تبلور طابع جديد في أسلوب جديد، في الوقت الذي كان يعاني من كثرة إصابات في فريقه وحظر بعض اللاعبين، فقد غاب الكابتن جون تيري وفرانك لامبارد وآشلي كول لفترات طويلة. نعم، قد يكونوا أقرب إلى نهاية حياتهم المهنية من البداية، ولكن كان مايزال لهم دوراً مهماً على أرض الملعب، وكان دي ماتيو يرغب بشدة لفرصة استدعائهم. وكان على الايطالي أيضاً أن يتعامل مع الأداء السيئ لفرناندو توريس الذي وصل إلى ستامفورد بريدج بصفقة 50 مليون جنيه استرليني من ليفربول. الشراء الذي اعتبره معظم المراقبين على أنه غروراً من إبراموفيتش نفسه عندما كان كارلو انشيلوتي مسؤولاً عن إدارة الفريق. ويفترض ألا يتفاعل رد فعل الملياردير الروسي بعدم الاكتراث المذهل للانتقادات التي ستطرق بابه والشكاوى بتعيينه مديرين فنيين وإقالتهم على هواه. وسيتم الإشارة إلى المدرب الهولندي جوس هيدينك، الذي فاز بكأس الاتحاد الأوروبي وكاد يتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2009 لولا الهدف الذي سٌجل في مرمى فريقه في الوقت بدل الضائع من المباراة، بعدما تولى السلطة على أساس مؤقت خلفاً للبرازيل لويز فيليبي سكولاري الذي اقيل أيضاً. وبعد ذلك فاز انشيلوتي بالثنائية، البريمير ليج وكأس الاتحاد، في أول موسم له. في حين أصاب إبراموفيتش الجائزة الكبرى عندما أقال اندريه فيلاش – بواش بعد 9 أشهر وجلب دي ماتيو له كأسي الاتحاد الانكليزي ودوري أبطال أوروبا. وبينما سيقف معظم مشجعي كرة القدم الأكثر تقليدياً والأندية على الهامش، وتعتبر منطق إبراموفيتش جنوناً، فإن أنصار تشلسي والنادي نفسه قد يرد على نجاح هذه الاستراتيجية. وحتى الآن فإن السؤال مايزال قائماً: ما هو الواقع الذي يرضي إبراموفيتش؟ لا أحد خارج تشلسي يعرف ذلك، لأنه لا أحد يسمع أبداً أي كلمة من صاحبه، وإذا كان من الممكن دفع دي ماتيو بشكل غير رسمي خارج أبواب ستامفورد بريدج بعد 6 أشهر من فوز بلقب دوري أبطال أوروبا، فهل سيكسب دائماً على التأييد الكامل لتقديراته أو لصبره؟ ومن الواضح أن جوارديولا هو الشخصية التي يريدها إبراموفيتش لتقود تشلسي إلى الأمام على المدى الطويل،لكنه في الأخير رضى أن يولي المنصب إلى الإسباني رفائيل بينيتز بشكل مؤقت ، ولكن ماذا لو فشل في الفوز بدوري أبطال أوروبا، أو لديه فريقاً يقدم أسلوباً لا يعجب إبراموفيتش؟ وهل ستعاني هذه الشخصية التي حققت مع ليفربول دوري أبطال أوروبا نفس مصير أسلافها. الجواب، بعد أدلة صباح الأربعاء، هو نعم. هذه هي حقيقة الحياة في تشلسي والحياة تحت قيادة رومان إبراموفيتش. المديرين الفنيين في تشلسي تحت إدارة إبراموفيتش : كلاوديو رانييري: ايلول 2000 إلى أيار 2004 جوزيه مورينيو: 2004 إلى 2007 أفرام جرانت: 2007 إلى 2008 لويز فيليبي سكولاري: 2008 إلى 2009 كارلو أنشيلوتي: 2009 إلى 2011 أندريه فيلاش – بواش: 2011 إلى 2012 روبرتو دي ماتيو: 2012 إلى 2012.