بدأ المنتخب التشيلي لكرة القدم رحلة البحث عن مدرب هجومي يأسر قلوب جماهير البلاد ، بعد إقالة الأرجنتيني كلاوديو بورجي ، الذي شهد عهده عددا من وقائع غياب الانضباط والهزائم المذلة. وقال خورخي سامباولي المدير الفني لأونيفرسيداد تشيلي دون إقناع لست مرشحا، وهو من أشد المعجبين بالأرجنتيني مارسيلو بييلسا ، الرجل الذي قاد تشيلي إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010 ، وأقيل وسط دموع الجماهير.لكن القرار يبدو متخذا. فقد أقر سامباولي بنفسه قبل أسابيع باهتمامه بتدريب المنتخب ، الذي تلقى هزائم مرة في تصفيات أمريكا الجنوبية الحالية المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014 أمام الأرجنتين وأوروجواي والإكوادور وكولومبيا. وقال بورجي حينها هناك أناس تعرض نفسها أكثر من اللازم، وذلك قبل أن يتعرض للإقالة عقب الهزيمة يوم الأربعاء الماضي 1/3 وديا أمام صربيا في مباراة ودية جمعت بينهما في سويسرا.ويبدو أن لاسمي الأرجنتيني خيراردو مارتينو والأوروجوياني خورخي فوساتي فرصة ثانوية في المنافسة.كما أن محاولات التفاوض مع جوسيب جوارديولا قد وصلت على الأرجح إلى طريق مسدود ، بعد أن نفت السلطات المحلية حدوث أي اجتماع مع المدير الفني السابق لبرشلونة رغم التقارير الإعلامية في هذا الشأن. كما لا تبدو ممكنة إعادة مانويل بيليجريني إلى بلاده ، بعد أن صرح مدرب ملقه الأسباني الخميس الماضي بأنه لا يرى الوقت مناسبا الآن للعودة.في المقابل ، يبدو الوقت قليلا أمام تشيلي لتصويب وجهتها ، والشفاء من الهزائم الخمس الأخيرة على التوالي في التصفيات المونديالية ومباريات ودية.فالفريق عليه أن يخوض مباراة ودية في الرابع من /فبراير المقبل أمام منافس لم يتحدد بعد ، قبل مواجهتي بيرو وأوروجواي في تصفيات البرازيل 2014 . لكن يجب على تشيلي ، صاحبة المركز السادس برصيد 12 نقطة ، أن تصلح ما هو أبعد من كرة القدم. فعدم الانضباط وتعاطي الكحوليات والحفلات وغياب الحافز كانت بين العوامل التي أثرت على أداء الفريق. لذلك، يرغب القائمون على اللعبة في فرض لائحة سلوكية مكتوبة على أعضاء المنتخب ، الذين بات من بينهم كثيرون يحنون إلى زمن بييلسا ، مثل لاعب الوسط ماوريسيو إسلا. ويقول إسلا كانت فترة جميلة للغاية.وتفتقد تشيلي إلى الانتشار في الملعب ، وتعاني من مشكلات في مركزي رأس الحربة وقلب الدفاع ، في ظل إصابة أومبرتو سوازو ووالدو بونسي على الترتيب. ورغم أن الفريق يملك جيلا ذهبيا من اللاعبين مثل أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال ، فإنه يفتقد القائد القادر على اجتياز الصعوبات مثل إيفان زامورانو أو كارلوس كاسزلي.ولم يسبق للبلاد أن امتلكت مثل هذا العدد من اللاعبين الذين يتألقون مع فرق أوروبية كبرى مثل يوفنتوس أو برشلونة. لكن ذلك غير كاف ، حيث يقول سيرجيو خادوي رئيس الاتحاد التشيلي لكرة القدم لدينا لاعبون ، لكن ليس لدينا فريق.كما أن الأزمة الكروية لها أيضا جذور سياسية لا يمكن تجنبها ، أدت أيضا إلى تراجع شعبية الحكومة بحسب استطلاعات رأي مختلفة.ولم يتم قط استبعاد احتمالية أن يكون رئيس البلاد سباستيان بنييرا خلف رحيل بييلسا. فبنييرا كان هو المالك الرئيسي لكولو كولو ، أحد الأندية التي قادت حملة لإقالة هارولد ماين نيكولز رئيس الاتحاد السابق الذي تعاقد مع بييلسا ، الذي بدوره كان من أشد المعجبين بميشيل باشليه الرئيسة السابقة وإحدى ألد خصوم الرئيس الحالي. لذا لن يكون وصول سامباولي أو غيره إلى مقعد تدريب تشيلي مسألة رياضية فقط. ففي ظل إجراء انتخابات رئاسية عام 2013 ، بات الأداء السيئ للتشيليين قضية دولة.