يدرك منتخبا الأردنوالعراق أنهما يقفان أمام منعطف مهم للغاية في طريق المنافسة على التأهل لنهائيات كأس العالم البرازيل 2014. حيث سيكون لقاؤهما في الجولة الخامسة للمجموعة الثانية من تصفيات الدور الحاسم للقارة الآسيوية هاما للغاية، بل هو يمثل غالبا الفرصة الأخيرة. وقد أبرز الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" أهم أحداث ومباريات الجولة الخامسة من تصفيات آسيا المونديالية .. وقد جاءت كما يلي: مواجهة لا تقبل التعويض: شاءت الصدف أن تجمع الأردنوالعراق خلال مشوار التصفيات الطويل ثلاث مرات من قبل، اثنتين في الدور الثالث "دور المجموعات" حيث تبادلا الفوز، الأردن 2-0 ذهابا في اربيل العراقية، والعراق 3-1 إيابا في العاصمة عمّان، والثالثة في ذهاب الدور الحاسم وتعادلا 1-1 في الأردن. ولكن النتائج التي حققها الفريقين في رحلة الذهاب والتحولات التي تشهدها المجموعة، حكمت أن يكون لقاءهما في "الدوحة" هاما للغاية مما يعني أنه سيكون مواجهة "لاتقبل التعويض"! الموقف الحالي يقول بأن الأردن تحتل المركز الرابع برصيد 4 نقاط ويتأخر العراق في المركز الخامس والأخير برصيد نقطتين فقط. وما زالت 12 نقطة فوق أرضية الملعب، ولكنهما يدركان مدى صعوبة تحقيق العلامة الكاملة، خصوصا أنهما سيرتحلان إلى أستراليا وسيستضيفان اليابان، فيما لن تكون مواجهة سلطنة عمان سهلة "البتة"، ولكن قبل التفكير بما سيأتي لا بد من التركيز أولا على ما هو حاضر، وحصد النقاط الثلاث شرط أساسي للحفاظ على حق المنافسة بقوة، خصوصا أن الجولة المقبلة (السادسة) ستقام في نهاية آذار من العام المقبل، وهو ما يعني القيام بكثير من التحسينات. محاولة للتركيز في الأردن: منذ أن تأهل الأردن للدور الحاسم والأحلام في الشارع الرياضي تبدو كبيرة، غير آبهة بحجم المنافسة وقلة خبرة "النشامى" كونهم يلعبون للمرة الأولى فيهذا المستوى الحاسم من التصفيات. الأحلام الكبيرة لها ما يبررها، فالاستقرار هوالسمة الأبرز التي تميز بها الفريق بعهد مدربه العراقي عدنان حمد، فمنذ أن بلغنهائيات كأس آسيا 2011 "خلع" الأردن ثوبه السابق كأحد فرق الصف الثانيأو حتى الثالث، وتعملق بشكل لم يسبق له مثيل وأضحى من فرق "النخبة"وباتت كل القارة الآسيوية تحسب له ألف حساب. ويمكن القول إن الثقة الكبيرة في النفس، هي ما تجعل من الفريق أحد المنافسين على بطاقتي الترشح، وقد تولدت عبر الانتصارات على العراق والصين في الدور السابق، ومن ثم التفوق على أستراليا في هذا الدور الحاسم. ورغم الخسارة أمام سلطنة عمان في الجولة الماضية، إلا أن الأردنيين عادوا لأجواء التركيز حول هذه المباراة، وهو ما أكده المدير الفني عدنان حمد، حين قال لموقع "فيفا"هذه المباراة من أهم اللقاءات في التصفيات نظرا للنتائج التي تشهدها المجموعة، من المهم أن نحصل على النقاط الثلاث لنواصل الحفاظ على حظوظنا قوية بالتأهل للنهائيات. لقد وضعنا خسارتنا أمام عُمان خلف ظهرنا، ونركز فقط على مواجهة العراق، يجب أن نفعل ذلك لكي لا نشتت أفكارنا، فالقادم مهم، ولكن هذه المباراة هي الأهم حاليا". استعد المنتخب الأردني للمواجهة بشكل "منقوص" إذ عسكر في البحرين وخسر أمام منتخبها، لكنه لعب بدون أغلب عناصر المحترفة والتي تشكل عناصر القوة، ولذلك اكتمل عقده في الدوحة وهناك سيضع اللمسات النهائية تحضيرا للمنازلة المنتظرة. قلق في العراق: تحوّل مسار العراق 180 درجة خلال 10 دقائق فقط، فقد فصلت تلك المدة الزمنية عن فوز عراقي ثمين على أستراليا، فبعد التقدم بهدف من علاء عبد الزهرة تلقفت الشباك هدفين في غضون 4 دقائق من تيم كاهيل وآرشي تومبسون، لتضيع فرصة "مضاعفة"على العراقيين، تسجيل الفوز الأول وحصد النقطة الخامسة والتقدم للمنافسة بشكل كبير، بل كان لها مردود سلبي، حيث أبقت الفريق في المركز الأخير بنقطتي التعادل مع الأردن وعُمان في أول جولتين. كانت تلك الهزيمة الثانية بعد الخسارة أمام اليابان، وقد حملت وقعا "مؤلما" إذ بدت الأمور داخل البيت العراقي يشوبها حالة من "القلق" خصوصا جراء قرارت المدير الفني البرازيلي زيكو، الذي واصل نهجه بالتخلي عن عناصر الخبرة والأسماء الكبيرة، فاستبعد من المواجهة المقبلة كلا من القائد يونس محمود وصانع اللعب نشأت أكرم ومن قبلهما قصي منير، وما ضاعف من هذه الحالة، "فيروس" الإصابة الذي اجتاح الفريق بغياب باسم عباس ومثنى خالد و مصطفى كريم، مع غياب "اجباري" للمدافع سلام شاكر الموقوف للإنذارالثاني. وسيدخل العراق المواجهة بهذه الغيابات وبخسارة ودية أمام قطر قبل ايام. لكن على الجانب الآخر لم يتخذ زيكو كل هذه القرارات لكي يتعرض للهزيمة، بل هو"سيراهن" مجددا على الأسماء "المغمورة" التي تتميز بالشباب والحيوية والرغبة في الفوز، كما فعل في الجولة الثالثة عندما نزل بثمانية تغييرات على التشكيلة التي واجهت اليابان وخانها التوفيق في الخروج ولو بنقطة من قلب "سايتاما". بعد الخسارة أمام أستراليا علق زيكو عليها آنذاك "الوضع أصبح صعبا جدا لأننا أصبحنا في المركز الأخير، لكن الطريق طويل وما يزال هناك أمل"، وعقب ذلك فضل عدم الحديث عن مستقبل الفريق في التصفيات، وارتأى العمل في محاولة لابعاد أي ضغوط إضافية عن اللاعبين الموجودين معه في المعسكر الأخير للقاء، ولكن مع هذه الغيابات الكثيرة، كان لابد من أخذ رأي المدرب المنافس، عدنان حمد عنها فقال باختصار "لقد جرّب زيكو اللعب بدون مجموعة كبيرة من اللاعبين المعروفين أمام اليابان. أدت المجموعة اللقاء بشكل طيب، لكن في تلك المباراة لم تكن هناك ضغوطات، الآن تغير الوضع تماما، سنرى!". وستشتد المواجهة الرابعة بين المنتخبين أعصاب الملايين في كلا البلدين، ففيها سيكون لمعنى الفوز الأثر الكبير، خصوصا مع بدء العد التنازلي حيث تصبح الطريق أقصر نحو المحطة النهائية، فكيف ستؤول في الختام؟