××............ رغم المرارة الشديدة التى خلفتها نتيجة مباراة الاهلى والترجي الأولى فى نهائي دورى الأبطال الإفريقي بتعادل مخيب لفارس الكرة المصرية فى البطولة الإفريقية وليته كان سلبيا لكنه جاء إيجابيا ليزيد صعوبة العودة برادس.. فإنها جاءت ببعض الإيجابيات على الكرة المصرية ولا أقول كل المباراة إيجابيات فهناك سلبيات طفيفة لا تطغى على المكاسب الثمينة من المواجهة وأبرزها وأولها عودة الجماهير آمنة لمدرجات ملاعب الكرة للمرة الأولى منذ أول فبراير الأسود على الرياضة المصرية قاطبة وذلك بفضل الجهد الخارق للجندى المجهول وصاحب الجهد غير المعلوم اللواء خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية ورجاله الذى لم يهدأ له بال حتى خرجت المباراة لبر الأمان بجماهيرها المصرية متعانقة مع من جاء من تونس الشقيقة لمؤازرة الترجي ولست مع حجة أن تأمين المواجهة كان سهلا كونها أقيمت فى ملعب عسكرى تابع للجيش فمدير الأمن أصر على الوقوف بنفسه على كل الاستعدادات لتأمين المباراة ولم يسمح بزيادة العدد الذى قرره وهو 20 ألفا وبالمناسبة هو نفس العدد الذى سمحت به وزارة الداخلية التونسية لعودة النهائي برادس رغم الفارق الكبير فى السعة بين برج العرب المصري ورادس التونسي.. ومن الإيجابيات أيضا هو ملحمة الحب الكبيرة التى سبقت وتبعت المباراة بين الأشقاء فى مصر وتونس الخضراء واللمحة الأكثر من رائعة من قائد الترجي التونسي شمام الذى ذهب بنفسه وألقى باقة الورد على المكان المخصص لشهداء الأهلى التى أصر بقوة مجلس الأهلى على وضع صور الشهداء رغم مخالفة ذلك للوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وتعرض الأهلى للعقاب المالى ولم يأبه الاهلي بقيادة حسن حمدى لذلك وتعجبت من عدم شكر الأهلى ورئيسه على ذلك الموقف الذى أثلج صدر المئات من أسر الشهداء الذين بكوا بحرقة من الفرح الممزوج بالحزن بعد هذه اللفتة وكان للخطيب أسطورة الكرة المصرية مفعول السحر فى إبطال هذه العقوبة من "كاف" تقديرا لمكانته فى القارة السمراء.. أيضا من الإيجابيات هو الموقف الرائع من جماهير الألتراس أهلاوى التى ساندت الأحمر بقوة معلقة "العب يا أهلى بانتماء.. إفريقيا حق للشهداء" مما يشير لتغير النظرة التشاؤمية منهم تجاه عودة الكرة التى كانوا يطالبون بعد عودتها أبدا ويسيرون المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بذلك.. لكن السلبية الوحيدة فى المباراة هو تحطيم نحو 1000 كرسي فى مدرجات برج العرب بعد هدف الترجي.. حيث لا أعرف ما ذنب الكراسي فى الهدف الذى تسبب فيه الحارس شريف إكرامي الذى كلما التصق اسمه بوحش إفريقيا ينتقص ذلك من رصيد والده الهائل فى المنافسات المصرية والإفريقية حيث كانوا يلقبونه ب"الوحش".. عموما نتمنى أن تكون مباراة الأهلى والترجي هى "قطرة الماء" التى تعيد الحياة للكرة المصرية من جديد بإذن الله . ××................ مع أننى لست مع الآراء المتفائلة بشأن مباراة العودة بين الترجي والأهلى فى 17 نوفمبر والتى تشير إلى أنه ما زال فى الإمكان أكثر مما كان فى برج العرب وقدرة الأهلى على صناعة الفارق فى رادس على شاكلة مواجهة الصفاقسي فى 2006 عندما أحرز أبوتريكة المنبوذ حاليا بعد مباراة الذهاب هدفا قاتلا جاء فى الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع وعاد بالكأس الغالية من قلب تونس، إلا أنني مرت على بشكل متكرر منذ نهاية المباراة الأولى الصورة الشهيرة لأنيس بوجلبان لاعب الصفاقسي الذى لعب للأهلى أيضا فى قلب العاصمة تونس وهو واقف كالأسد وأبوتريكة على الأرض ومعه كأس دورى الأبطال الإفريقي يسلمه لبوجا ظنا من التوانسة أن الكأس أصبحت لهم لا محالة بعد تعادل الفريقين بالقاهرة فى 2006 وهو ما لم يتحقق، وكذلك تصريحات مراد المحجوبي المدير الفنى الأسبق للصفاقسي يوم 29 أكتوبر 2006 والتى أكد فيها حرفيا: "من المستحيل أن نصل لنهاية البئر ولا نشرب" موضحا أن اللقب سيكون تونسيا بعد تعادل القاهرة الإيجابي وقتها، وكذلك تذكرت تصريحات البرتغالى الرحالة مانويل جوزيه المدرب القياسي للأحمر والذى أحرز 20 بطولة حمراء فى زمن وجيز والذى رد على المحجوبي وقتها "سنهزمكم فى رادس وسنعود بالكأس" مما كان له مفعول السحر على لاعبيه الذين أكدوا وقتها أن رحلة تونس ستكون حياة أو موتا لهم ولا ننسى بركات وقتها الذى عنف أحد الإعلاميين وقال له "عادى تعادلنا فى القاهرة وهانرجع بالكاس وها بقى أفكرك".. وهو ما كرره السيد حمدي والسعيد فى مباراة برج العرب، فلعله فأل خير.. لكن كل هذا أيضا لم يشفع لتفكيرى أن يهدأ حول صعوبة مواجهة 17 نوفمبر للأهلى أمام الترجي الذى يتميز لاعبوه ب"الرخامة والرزالة" الكروية والتفنن فى الحصول على ما يريدون من المباراة مهما كانت، وسبب ذلك هو أننا نضيع أنفسنا بأيدينا فالأخ حسام البدرى المدير الفنى للأهلى اختار الصعب لنفسه بعد أن شكل فريقا مكسور الجناح الأيسر بوجود شريف عبدالفضيل فى الجانب الأيسر بدلا من معوض المصاب ولا ادرى لماذا لم يلعب الموهوب شديد قناوى بمكانه الذى اشتراه الأهلى من اجله وكان أحد أفضل الظهراء فى الدورى حتى مجيئه القلعة الحمراء وهو ليس بغريب على النهائيات الإفريقية فقد أشركه جوزيه فى موقعتى الصفاقسي التونسي 2006 وأبلى بلاءً حسنا فى المباراتين رغم أنه كان صغيرا فى السن والغريب أن البدرى أشرك الرجل فى مباراة صن شاين بنصف النهائي وتألق فى مركزه، فلو أنه بدأ بوليد سليمان فى اليسار لكان ذلك أفضل أو لعب ببركات كما فعل جوزيه مرارا عند غياب جيلبيرتو الأنجولى لكان ذلك أفضل كما أنه أبقى السيد حمدى "دبابة" الهجوم فى مقاعد البدلاء رغم تألقه أخيرا فى المباريات ودية ورسمية مكتفيا بجدو وتريكة وهو ما أظهر الفارق عند نزوله وتحرر أبوتريكة وصناعته الفرص الخطيرة لزملائه وهو دوره الأصيل، وكانت الفاجعة الكبرى خروج مايسترو الوسط حسام غالى الذى يستطيع قلب المباراة بانطلاقاته من الخلف وصناعة الكرات الخطيرة للمهاجمين.. فرجاء يا بدرى أن تتذكر أن لكل مباراة حساباتها وكل التوفيق لك فى وضع التشكيل الأمثل لموقعة رادس وأن يلهمك الله الصبر على لاعبيك المجيدين فى الملعب وعدم التعجل عليهم. ××........... لم أكن أتخيل أن يتعرض اللاعب الدمث الخلق محمد أبوتريكة الذى طالما أمتع الجماهير الحمراء خاصة والمصرية بوجه عام بأهدافه وتمريراته الحاسمة منذ انتقل للأهلى فى مطلع 2004 لهذا الهجوم الشرس فى وسائل الإعلام المقروءة منها والمسموعة والمرئية خاصة من أشخاص من المفروض أنهم زاملوه فى الملعب ودربوه أيضا وذلك على خلفية اتهامه بتراجع المستوى أمام الترجي وتسببه فى إضاعة الفوز على الأهلى بعد الفرصتين السهلتين أمام مرمى بن شريفية.. لدرجة أن بعضهم قال إنه كان "عالة" على الفريق وكان تائها فى الملعب.. وتناسى الجميع أن أبوتريكة عاد للتشكيل الأساسي بالمباريات الرسمية بعد قرابة الشهرين بعد وقفه من إدارة النادى بسبب السوبر، وكذلك لم يكن الرجل بهذا السوء لأنه لو كان كذلك ما وصل للمرمى وأضاع وهى قواعد ثابتة فى الكرة أن اللاعب النشيط فقط هو من يصل للمرمى ويحرز ويضيع الأهداف حسب التوفيق من الله، لكننى لم أصدم كثيرا من هذا الهجوم مثلما صدمت من التعليقات التى جاءت عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" والتى من المفروض أنها تأتى من شباب الجماهير الذين بالتأكيد منهم الذى ينتمي للأهلى والذين وقف أبوتريكة بجانبهم كثيرا ومن أجلهم تعرض للإيقاف الذى كان من الممكن أن ينهى حياته الكروية، وأعجبنى كثيرا ما فعله البدرى على مرأى ومسمع الموجودين فى استاد برج العرب عند خروج الفريق لاستقلال أتوبيس مغادرة الملعب حيث أراد تريكة الاعتذار لمدربه عن إضاعة الفرصتين فما كان من البدرى إلا ان أشار له بعدم الحديث مطلقا مبينا له أنه توفيق وعدم توفيق كما أنه المسئول عن مشاركته ويراه ومعه كل زملائه لم يقصروا أبدا في واجباتهم فى الملعب.. فيا أيها المصريون رحمة بالرجل الذى قدم الكثير لمصر والأهلى وحتى هذه اللحظة يقدم، حيث دخل الرجل ضمن المنافسين بقوة على لقب أحسن لاعب إفريقي داخل القارة، فلنصبر عليه فربما – وليس بعيدا على الله- أن يكون الخير على قدم تريكة فى رادس كما فعلها فى 2006. ××................ أعلم أنه ليس هذا المكان المناسب لتقديم هذه التهنئة البسيطة جدا من شخصي للرجل الذى أعطانى الكثير وما زال والذى هو – بعد الله سبحانه وتعالى- السبب فيما أنا فيه الآن بعد كفاحه طيلة 30 عاما متصلة فى عمله كان فيها نعم الأب والأخ والصديق للجميع (زملاؤه قبل أبنائه).. فتهنئة قلبية له على إحالته للمعاش وأطال الله فى عمره. ××........ ولا أجد أفضل من مطلع أغنية الشهداء التى تمت إذاعتها فى نهائي إفريقيا لأنهي بها حديثي: (فى كل واحد منا شهداء عايشين ما بينا ولا عمرنا ننساهم شهداء زهرة شبابنا عايشين جوا فى قلوبنا وعلى طول سامعين نداهم ولا عمرنا هننساهم). والسلام ختام.............................................................