تعد النسخة الحادية عشر من كأس العالم من أكثر النسخ جدلا واثارة في التاريخ، حيث أقيمت فعاليات تلك البطولة في الأرجنتين في الفترة من 1يونيو حتى 25 يونيو، وقدنالت الأرجنتين ذلك الشرف العظيم بتنظيم ذلك المحفل الكروي الأكبر في العالم ذلك بعد أن سحبت منافستها المكسيك ملفها لتنظيم البطولة بعد أن فازت بحق تنظيم مونديال 1970، وأعلن الأتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" خلال إجتماعه في لندن يوم 6 يونيو 1966 عن فوز "التانجو" بحق إستضافة البطولة وقد نال ذلك الإختيار العديد من الأعتراضات بسبب قيام إنقلاب عسكري في الأرجنتين بقيادة خورخي فيديلا على رئيسة البلاد إيزابيل بيرون عام 1976، وكانت سمة "فيديلا" في حكمه أنه كان يقوم بقتل واعتقال وتعذيب المعارضين. اخترنالك بعثة المنتخب تصل بروكسل لمواجهة بلجيكا غدًا راموس يخرج عن صمته ويتحدث لأول مرة عن «لقطة الجودو» مع صلاح أرقام قياسية في تاريخ كأس العالم محمد صلاح يعود إلى القاهرة قريبًا ويكمل برنامجه العلاجي في روسيا وقد رأى "فيديلا" أن كأس العالم فرصة مواتية لتحسين صورة نظامه أمام العالم أجمع وخاصة أن معظم دول العالم قد هجرت النظام الديكتاتوري، وأراد الرئيس الأرجنتيني أن يستعمل الرياضة في خدمة السياسة مثلما فعلها الديكتاتور الإيطالي موسوليني في مونديال 1934 وايضًا الزعيم النازي "هتلر" في أولمبياد برلين 1936. وقد رفض الهولندي يوهان كرويف القدوم إلى الأرجنتين لخوض غمار المنافسات مع منتخب "الطواحين " بسبب تعرضه تهديدات بالاختطاف. نوفمبر 1975 انطلقت التصفيات المونديالية، واتسعت قاعدة الدول التي تخوض غمار التصفيات إلى 107 دولة من 6 قارات على يتأهل من ضمنهم 14 منتخب بالاضافة إلى الأرجنتين صاحبة الأرض وألمانياالغربية بطل كأس العالم النسخة الماضية، وتوزعت المقاعد 9 مقاعد لقارة أوروبا و3 لأمريكا الجنوبية ومقعد لإفريقيا ومثله لآسيا ومقعد لأنريكا الجنوبية. وتمكنت تونس من التأهل إلى كأس العالم بعد أن وقعت في المرحلة الأخيرة من التصفيات في مجموعة مكونة من مصر ونيجريا وتونس، وتمكن المنتخب المصري من الفوز على نيجريا وتونس في القاهرة ولكنه خسر في لاجوس برباعية مقابل لاشئ وجمعته المباراة الأخيرة بالمنتخب التونسي في استاد المنزه وكان الفراعنة يحتاجون إلى نقطة وحيدة للعبور إلى المونديال لكن سقط المنتخب المصري في المنزه برباعية مقابل هدف لتقتلع بذلك "نسور قرطاج" بطاقة الترشح عن إفريقيا ويفشل المصريون مجددا في الوصول إلى المحفل الكروي الأكبر في العالم. وشهدت هذه النسخة من المونديال غياب منتخبات قوية أمثال إنجلترا للمرة الثانية على التوالي والأتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا، فيما عادات منتخبات قوية إلى المنافسة أمثال فرنسا بقيادة ميشيل بلاتيني وإسبانيا، وجاءت المنتخبات المتأهلة كالتالي (إسبانيا، فرنسا، البرازيل، الأرجنتين، المجر، تونس، ألمانياالغربية، المكسيك، وإيران، السويد، إيطاليا، بولندا، البيرو، النمسا، إسكتلندا، هولندا). ظهر في هذه البطولة نظام ركلات الترجيح وذلك على أن يتم اللجوء إليه في حالة إنتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل، وكان ذلك لأول مرة في تاريخ كؤوس العالم كما ظهرت أيضا في هذه البطولة أول رعاية في كأس العالم وكانت برعاية شركة كوكاكولا. ولم يتغير نظام البطولة عن ماكان عليه الأمر في مونديال ألمانياالغربية وجاءت قرعة المجموعات كالتالي المجموعة الأولى: الأرجنتين، فرنسا، إيطاليا، المجر. المجموعة الثانية: ألمانياالغربية، تونس، بولندا، المكسيك. المجموعة الثالثة: إسبانيا، السويد، البرازيل، النمسا. المجموعة الرابعة: هولندا، إسكتلندا، بيرو، إيران.
أحداث البطولة تأهل المنتخب الإيطالي كمتصدر للمجموعة الأولى حيث تفوق في جميع مبارايته وحصل على العلامة الكاملة 6 نقاط بينما حلت صاحبة الأرض ثانيًا برصيد 4 نقاط فيما خرجت فرنسا في المركز الثالث برصيد نقطتين، وكانت منتخبات إيطاليا و الأرجنتين قوية ومتماسكة، فيما قدم المنتخب التونسي اداء رائع ومشرف للعرب في مونديال حيث حقق أول فوز للقارة الإفريقية في المونديال بعد الفوز على المكسيك 3-1 وكان يحتاج للفوز أمام ألمانياالغربية للترشح للدور القادم ولكنه تعادل سلبيًا ليخرج بذلك من الدور الأول مرفوع الرأس بعد أن ترك إنطباع جيد عن العرب و الأفارقة في كأس العالم وتأهلت بولندا متصد لهذه المجموعة برصيد 5 نقاط بفارق نقطة وحيدة عن الماكينات الألمانية. أما المجموعة الثالثة فقد تصدراتها النمسا برصيد 4 نقاط فيما حلت البرازيل ثانيًا بينما ودعت إسبانيا المنافسات في مفاجأة صارخة، ولم يتوقف مفاجأت مونديال الأرجنتين على تصدر النمسا المجموعة الثالثة بل امتدت المفاجأت إلى تصدر المنتخب البيروفي المجموعة الرابعة فيما حل وصيفة الماضية هولندا في المركز الثاني برصيد 3 نقاط. ليتم تقسيم بعد ذلك ال8 منتخبات المتأهلة إلى مجموعتين على أن يصعد أول كل مجموعة إلى المباراة النهائية ويلعب أصحاب المركز الثاني على مباراة تحديد المركز الثالث والرابع، ضمت المجموعة الأولى هولند وألمانياوإيطالياوالنمسا، فيما ضمت المجموعة الثانية الأرجنتين والبيرو والبرازيل وبولندا. وتأهلت هولندا عن المجموعة الأولى إلى المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخها بعد تصدرها المجموعة برصيد 5 نقاط وذلك بعد التفوق على "الاتزوري" الإيطالي 2-1 في المباراة الختامية للمجموعة، أما المجموعة الثانية فقد أثارت العديد من الشكوك بسبب كون المنتخب المستضيف يلعب مبارياته ليلا بعد معرفة نتائج الأخرين، وتعادلت البرازيل والأرجنتين في النقاط حتى جئنا إلى الجولة الأخيرة والبرازيل تلاقي بولندا فيما تواجه البرازيل البيرو وانتصرت البرازيل على بولندا بثلاثية مقابل هدف، الأمر الذي استوجب على التانجو الفوز على المنتخب البيروفي برباعية مقابل لاشئ لترشح إلى المباراة الختامية، وفازت الأرجنتين بالمباراة بسداسية مقابل لاشئ، وقدأثارت تلك المباراة العديد من الشكوك حول وجود رشاوي وتلاعب في نتيجتها وأتهم العديد من لاعبي البيرو بالرشوى أبرزهم حارس المرمى رامون كويروجا، وفي إعادة لنهائي مونديال المكسيك 1970 خاضت البرازيلوإيطاليا مباراة تحديد المركز الثالث والرابع وتمكن فيها "السيليساو" من حسم المركز الثالث بهدفين مقابل هدف. ملعب أنتونيو فيسبوكيو ليبرتي بمدينة بوينس آيرس كان مسرح ختام البطولة الحادية عشر من كأس العالم وسط 71،712ألف محتشد من الأرجنتينين وبحضور الرئيس الأرجنتيني "فيديلا"، وتقدم "التانجو" عن طريق ماريو كيمبس في الدقيقة ال38 من الشوط الأول ولكن تعادل منتخب "الطواحين" قبل نهاية اللقاء بثمانية دقائق لتتجه المباراة إلى الأشواط الإضافية، لينجح بعد ذلك "كيمبس" في تسجيل الهدف الثاني "للتانجو" الأرجنتيني في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول الإضافي، وقبل نهاية المباراة باربع دقائق أحرز دانييل بيرتوني هدف تأمين الكأس للمنتخب الأرجنتيني، لتحرز بذلك الأرجنتين الكأس العالمية الأولى في تاريخه وسط فرحة عارمة من الرئيس "فيديلا".
احصائيات البطولة - 38 مباراة هي حصيلة عدد المباريات الملعوبة في البطولة. - تم تسجيل 102 هدف طيلة فعاليات البطولة. - ماريو كيمبس الأرجنتيني هداف البطولة برصيد 6أهداف. - ماريو كيمبس هو أفضل لاعب في البطولة. https://www.youtube.com/watch?v=XMPEKdP23SQ وإلى هنا تنتهي الحلقة الثانية عشر من «المونديال.. كما لم تعرفه من قبل» انتظرونا في موعد جديد وحكاية جديدة عن كأس العالم. . . . .