تشعر فى حديثك معه بالبساطة والتلقائية غير المصطنعة، فمازال على الفطرة التى تربى عليها فى البحيرة التى ولد وترعرع فيها حتى إنضم لناشئى نادى الزمالك وتدرج فى مراحله العمرية حتى تم تصعيده للفريق الأول على يد حسام حسن. إنه محمد إبراهيم لاعب نادى الزمالك الذى يلقبه زملائه ب "كريستيانو الكرة المصرية"، والذى إختارته "الفيفا" كأفضل لاعب بعد مباراة فريقه أمام الأهلى بدورى إفريقيا والتى أحرز خلالها هدفا رائعا.. تحدث مع "أهرام سبورت" فى كل الأمور لأول مرة بصراحة متناهية.. هل صحيح أن زملائك بالفريق يلقبونك ب "كريستيانو الكرة المصرية"؟ البعض منهم ولكن الأكثر زملائى من خارج الوسط الرياضى، وهذا فخر لى بأن يلقبوننى بإسم لاعب كبير بحجم كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد، كما أننى أتمنى الإحتراف بالدورى الإسبانى. صف شعورك بعد أن تم إختيارك من قبل الفيفا كأفضل لاعب بعد مباراة القمة الإفريقية الأخيرة؟ لأ أخفى عليك سرا، فقد كنت سعيدا بشكل كبير بعد أن علمت بالخبر من أصدقائى خارج الفريق، فقد أكد الفيفا على أننى نجحت فى إرهاق دفاع الأهلى، ونجحت فى إحراز هدف فريقى الوحيد من مجهود فردى، ويعد ذلك أكبر رد على الذين شككوا فى مستواى خلال الفترة الماضية، كما أننى تعرضت للظلم ولكن الله سبحانه وتعالى أنصفنى. لم تحتفل بهدفك فى الأهلى مثلما تفعل دائما، برغم أنه يمثل للزمالك الكثير؟ بالطبع شيئ جميل أن تحرز هدفا لفريقك، ولكنى لم أبدى فرحة صاخبة بالهدف بسبب شعورى بالحزن على خروج الزمالك من البطولة الإفريقية بهذه الصورة التى لا تليق به متذيلا مجموعته، فلماذا أفرح بالهدف الذى أعتبره شرفيا من الدرجة الأولى. هل هذا هو سبب عدم إبداء فرحتك بالهدف؟ هناك سبب أخر، حيث أرى أن الزمالك مستهدف بشكل كبير من الإعلام، فكثيرا منهم يقوم بتسليط الضوء على السلبيات دون سرد الإيجابيات، مما يصيب اللاعبين بالإحباط، بل والجهاز الفنى أيضا، فكيف نؤدى فى مثل هذا المناخ السيئ، فلن نغضب من النقد البناء، بل هو ما نريده لإصلاح الأخطاء، وليس بهدف التشفى فى نادى الزمالك. صرحت قائلا "لم أفرح بعد هدفى فى الأهلى لأنه من الطبيعى أن أسجل فى مرماه".. بماذا تقصد؟ أقصد كل كلمة قلتها بالحرف، أنه من الطبيعى أن أحرز هدفا فى الأهلى لأننى بكل بساطة لاعبا فى نادى الزمالك العريق أحد أشهر وأفضل الأندية فى إفريقيا، وأفتخر بذلك. ولكن هذا التصريح أغضب البعض منهم ضياء السيد مدرب المنتخب الوطنى، لإحساسه بأن الغرور بدأ يتملكك؟ لا يمكن أن يغضب كابتن ضياء منى لهذا السبب، "و أكيد كان بيهزر بس"، فأنا أحترمه وأقدره كثيرا، وأعده بأن الغرور لن يدخل قلبى أبدا، لأننى بكل سهولة إنسان بسيط للغاية. من الممكن أن نقول أن هدفك فى الأهلى أغلى أهدافك التى أحرزتها؟ أستطيع أن أقول أنه من أغلى أهدافى التى سجلتها عبر مسيرتى مع الزمالك، فالهدف جريء ومن النوع التكتيكي، ولكنه ليس الأغلى على الإطلاق، فقد كان لدى ثقة تامة بإمكانية إحراز أهداف بمرمى شريف اكرامى قبل المباراة وهو ما حدث بالفعل. وماذا عن بصمات فييرا المدرب الجديد على شكل الفريق..هل ظهرت من وجهة نظرك؟ أرى أن شكل الفريق تغير كثيرا على يد فييرا بدءا من مباراة الأهلى، فقد تحسن الأداء و بدأت اللياقة البدنية فى الإرتفاع التدريجى والشكل بدا جيدا من حيث الإنتشار والتمركز بجانب الروح القتالية العالية، فهناك فرق كبير فى المستوى بين المباريات الأخيرة التى لعبها الفريق وبين مباراة الأهلى الأخيرة التى كنا الأقرب فيها للفوز. من وجهة نظرك..هل يتحمل مجلس الإدارة مسئولية أزمات الزمالك؟ يجب أن نكون منصفين ونعترف بالدور القوى لمجلس الإدارة مع الفريق خلال المرحلة السابقة، فالزمالك أكثر الأندية إنفاقا على فريق الكرة، ولا يوجد لاعب طلبه الجهاز الفنى ولم يتعاقد معه المجلس، بجانب أن الزمالك هو أكثر الأندية التى صرفت مستحقات للاعبيها رغم الظروف المادية الصعبة التى مرت بها جميع الأندية داخل مصر بسبب توقف النشاط الكروى، وأدعوهم بالوقوف أكثر بجانب الفريق خلال المرحلة المقبلة. ما الرسالة التى تريد توجيهها للاعبين؟ أريد أن يكون لدينا طموحا على مستوى نادى الزمالك العريق وصاحب التاريخ الطويل، لأن الزمالك يحتاج لإستعادة البطولات والأمجاد، فالفريق يضم عددا من اللاعبين لديهم طموح البطولة. قلت أن حسام حسن هو صاحب الفضل فيما ما وصلت إليه الآن سواء مع المنتخبات أو الزمالك..كيف؟ بالطبع كابتن حسام حسن وتوأمه إبراهيم حسن أصحاب الفضل فيما وصلت له حاليا بعد كرم الله سبحانه وتعالى، فقد عملا على تصعيدى من الناشئين للفريق الأول، وظلا يشجعانى و يدفعاننى للتألق دائما وكأننى شقيقهما الثالث، فكل الشكر لهما على ماقدماه لى ولنادى الزمالك. وماذا عن حسن شحاته المدرب السابق للفريق؟ كابتن حسن لا يختلف عليه إثنين، فقد كان يتعامل معنا كالوالد الحنون على أولاده، ولكن بالنسبة لى لم تتح لى الإصابات المتكررة أن أظهر معه بالشكل المعروف عنى، فمنذ لقاء الإسماعيلي قبل توقف الدوري لم أشارك للإصابة. ولكنك إعترضت بشدة على عدم إشراكه لك فى المباريات؟ أود أن أوضح الموقف بصورة أفضل، أنا لم أتعمد الإعتراض على الكابتن حسن شحاته، إلا أن رغبتى فى اللعب والمشاركة فى المباريات، وبالأخص فى مباراة الحرس هى وراء مناقشتى معه حتى أضمن بقائى ضمن صفوف المنتخب الأوليمبى، ولكنه رفض خوفا من تفاقم إصابتى، ووقتها لم أحتمل أن يغضب منى الكابتن حسن لأنه مثل والدى، فقد كان كل تفكيرى فى المشاركة دون أن أقصد بذلك الإعتراض أو إثارة مشكلة، وتقدمت بإعتذارى لجميع أعضاء الجهاز الفنى و الكابتن حسن تحديدا، وإنتهت الأزمة تماما. وماذا عن أزمتك مع هانى رمزى مدرب المنتخب الأوليمبى؟ لا تعليق..لا تعليق..لا تعليق!!. "لا تعليق"..يجب أن تتكلم، وإلا فلماذا أجرى معك حوارا إذا؟ أود أن يصدر الجميع حكمهم على مستوى محمد إبراهيم، وأوجه سؤالا لهم "هل مستوى محمد إبراهيم كان لا يؤهله للمشاركة مع المنتخب الأوليمبى بأوليمبياد لندن؟".. فقبل مشاركتى مع الزمالك فى مبارة تشيلسى الغانى بغانا كانت الأمور جيدة وهادئة، وفجأة وأنا فى غانا تم الإعلان عن قائمة المنتخب المشاركة فى الأوليمبياد دون أن أكون ضمنها، وحاولت مرارا وتكرارا الإتصال هاتفيا من غانا بمسئولى المنتخب لمعرقة أسباب إقصائى من القائمة دون أن يجيب أحدا على إتصالاتى، وتمنيت لهم التوفيق. من وجهت نظرك..لماذا تم إستبعادك من المنتخب الأوليمبى؟ من الممكن أن يكون كابتن هانى رمزى قد إقتنع بعنصر أخر فى مركزى، أو قد أكون لست بالمستوى الذى يؤهلنى للإنضمام للمنتخب، فبالطبع أن كل ماذكرته حاليا من أسباب ليس صحيحا، فقد كنت فى أفضل مستوياتى الفنية والبدنية وقتها، بل كنت مميزا عن العنصر الذى شارك فى مركزى، ولذلك لا أعتقد أن مثل هذه الأسباب تدخلت لإقصائى من المشاركة بالأوليمبياد. هل ترى أنه من الممكن أن يقصى المدرب لاعبا يستطيع من خلاله تحقيق الفوز والبطولات؟ بالطبع لا.. ولكن لماذا حدث معى مثل هذا الموقف، لدرجة أن الجهاز الفنى قام بتغيير خطته التكتيكية التى كان سيخوض بها الأوليمبياد بسبب عدم إيجاد اللاعب الكفء الذى سيعتمد عليه ويستطيع أن يسد الفراغ الذى تركته بعد إستبعادى، ولذلك قلت لك "لا تعليق" على إستبعادى لعدم علمى بالأسباب الحقيقية حتى وقتنا هذا، و أعتبر مديح الفيفا لى بعد مباراة القمة الإفريقية أكبر رد على من شككوا فى قدراتى، وإستبعدونى من المشاركة فى الأوليمبياد. هل تود التحدث فى أمر معين لم نتطرق له فى الحديث؟ أتمنى أن تسير الأمور فى الطريق الصحيح بعد الثورة، فقد تأثرنا جميعا بسبب توقف النشاط الكروى، فيجب أن تعود عجلة الدورى للدوران مرة أخرى، وأطالب الجماهير بالهدوء، وسنظل نطالب بحق شهداء مصر وليس الأهلى فقط فى أحداث بورسعيد الدامية، فالقضاء سيقول كلمته الحق، سواء عاد الدورى أو لم يعد، فلماذا نقف أما عودة الدورى التى تضرر منها عدد ليس بقليل من محدودى الدخل فى المجال الرياضى بدورى الدرجة الثانية والثالثة والرابعة، بعيدا عن مدربين ولاعبى الدورى الممتاز.